الترتيبات تطبق على البعض فقط!

الترتيبات تطبق على البعض فقط!
د.عبداللطيف محمد سعيد
[email][email protected][/email]
وقفنا في ذات هذا المكان قبل أيام مع تصريحات القيادي البارز بالمؤتمر الوطني د. امين حسن عمر ورئيس قطاع الفكر والثقافة وهو يطالب بأهمية إنشاء آليات داخل حزبه لتصفية من أسماهم العناصر الانتهازية المتسلقة وتحجيم نفاذهم لمراكز القرار!
وقلنا ان ما جاء به هذا القيادي يعد ظاهرة غريبة على التجارب الحزبية، وحين تعجل البعض التعليق على حديث د. امين حسن عمر ورئيس قطاع الفكر والثقافة قلنا ان هذا ما يضعف المؤسسية في المؤتمر الوطني ويشير إلى ضعف في التنظيم ففي الأحزاب الكبرى لا يتحدث الجميع بصوت عال ولا ينفي أي شخص او يؤيد أي تصريح لذا كان على أعضاء المؤتمر الوطني عدم التسرع في تناول الموضوع ويعطوا الفرصة للجان الحزب أن ترد وتوضح وتستوضح وتتخذ ما تراه من إجراءات.
نعود اليوم ونقف في مقام حديث الاخ كرم الله عباس والي القضارف حول أن مدرسة داخل الوطني تدعو للتطبيع مع إسرائيل ولا نريد أن نقف عند التطبيع او عدمه فالرأي العام السوداني كله رافض للتطبيع، ونتساءل لماذا ارتفعت الأصوات بالرفض ومنها د. بدر الدين أحمد إبراهيم أمين الإعلام والتعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني، حيث قال إن الحزب سيتقصى تصريحات كرم الله في اجتماعاته المقبلة، وأكد أن الوطني سيجتمع قريباً ويتناول تصريحات والي القضارف.
الأخ د. بدر الدين أحمد إبراهيم أمين الإعلام والتعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني لماذا لم يتقص الحزب تصريحات دكتور امين حسن عمر؟ لقد قلنا ان ما فعله الأخ دكتور امين حسن عمر يهدم مبدأ تعرفه كل الاحزاب وان الدكتور لم يستفد من تجربته في الحزب الشيوعي حيث لا يعلو رأي على رأي الحزب وانه هز صورة الحزب الذي يقول أعضاؤه بانه منظم ومرتب؟ أن تصريحات كرم الله عباس والي القضارف، كما قلت، كانت داخل قبة المجلس التشريعي بالقضارف وأنه الجهة المسؤولة لمتابعة تصريحات الوالي وسياساته وهو الجهة المعنية أولاً بالرفض أو القبول، أما تصريحات دكتور امين حسن عمر فقد كانت على الهواء الطلق ولم تحدث أي ردة فعل ولم نسمع بنتائج لجنة المحاسبة التي ذكرها البروفيسور ابراهيم غندور رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني فى حديثه للصحافيين حيث قال كما ورد في الأخبار(لا أنظر لوجود متسللين بالمؤتمر الوطني وإن وجدت تجاوزات فان هناك لجنة للمحاسبة).
نعود ونقول منذ المذكرة الاخيرة قد صارت التصريحات تتم خارج مؤسسات الحزب فيصرح القيادي او الوالي ويخرج اخر ليقول(الكلام دا ما سَاهل بغض النظر عمن قاله)! ويقول إن حديث الوالي خالف أطروحات الحزب المتفق عليها وسنتقصي دواعي الطرح والتوقيت وما إذا كان يشكل تياراً أم أنه ظاهرة فردية أو حالة حتى تتم مراجعتها وضبطها وفقاً للترتيبات المعروفة! وليت الأخ د. بدر الدين أحمد إبراهيم أمين الإعلام والتعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني يبين لنا ما هي الترتيبات المعروفة التي تطبق على البعض دون الاخر؟
والله من وراء القصد