مقالات وآراء

حصارٌ رقميٌّ يهددُ السودان : انقطاعُ الإنترنت الفضائيّ يُنذرُ بعواقب وخيمة ..!!؟؟

د. عثمان الوجيه
لفّ الظلامُ أرجاءَ السودان، ليسَ ظلامَ الليلِ الطبيعيّ ، بل ظلامَ العزلةِ الرقميةِ المفروضةِ على شعبٍ أنهكتهُ الحربُ المستعرةُ لأكثرَ من عام ، ففي خطوةٍ مثيرةٍ للجدل ، أعلنتْ شركةُ “ستارلينك” التابعةُ لشركةِ “SpaceX” الأمريكيةّ عن إيقافِ خدمةِ الإنترنتِ الفضائيّ في السودان اعتبارًا من 30 أبريلَ الجاري ، ويأتي هذا القرارُ ليُلقي بظلالهِ القاتمةِ على ملايينَ السودانيين الذين يعتمدون على خدمةِ “ستارلينك” كشريانِ حياةٍ للتواصلِ مع العالمِ الخارجيّ ، خاصّةً في المناطقِ النائيةِ التي تفتقرُ إلى خدماتِ الإنترنتِ الأرضيّ، فقد أوضحَ مراقبون أنّ مئاتَ المناطقِ في السودان ، خصوصًا في إقليميّ دارفور وكردفان ، تعتمدُ بشكلٍ رئيسيّ على خدمةِ “ستارلينك” للحصولِ على الإنترنت ، وذلك لغيابِ خدماتِ شركاتِ الاتصالاتِ المحليةِ، وتُمثّلُ هذه الخطوةُ ضربةً قاسيةً لحريةِ التعبيرِ والمعلومةِ في السودان ، حيثُ تُستخدمُ خدمةُ “ستارلينك” من قبلِ الناشطينَ والصحفيينَ لمشاركةِ أخبارِ الصراعِ الدائرِ في البلادِ مع العالمِ الخارجيّ وتعزّزُ هذه المخاوفَ التقاريرُ التي تُشيرُ إلى أنّ السلطاتِ السودانيةَ قد تكونُ قد مارستْ ضغوطًا على شركةِ “SpaceX” لوقفِ خدمتها في البلاد ، وذلك لمنعِ تسربِ المعلوماتِ المتعلقةِ بالحربِ إلى الخارج، وتُحذّرُ جهاتٌ حقوقيةٌ من أنّ انقطاعَ الإنترنتِ الفضائيّ في السودان قد يُؤدّي إلى تفاقمِ الأزمةِ الإنسانيةِ في البلاد ، حيثُ سيُصبحُ من الصعبِ إيصالُ المساعداتِ الإنسانيةِ والطبيةِ إلى المحتاجين، كما سيُعيقُ تدفقَ المعلوماتِ حولَ انتهاكاتِ حقوقِ الإنسانِ ، وفي ظلّ هذه التطوراتِ المُقلقة ، يقفُ المجتمعُ الدوليّ أمامَ مسؤوليةٍ أخلاقيةٍ وإنسانيةٍ ملحةٍ للضغطِ على السلطاتِ السودانيةِ لضمانِ عودةِ خدمةِ الإنترنتِ الفضائيّ إلى البلاد ، وإعمالِ حريةِ التعبيرِ والمعلومةِ للشعبِ السودانيّ الذي يعاني من ويلاتِ الحربِ والحصارِ الرقميّ على حدٍّ سواء .. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- سألني زميل عزيز (لماذا تجاهلت الكتابة عن حملة #ساندوا-السودان التي أطلقها منتدى الإعلام السوداني ، وتهدف هذه الحملة إلى لفت الانتباه إلى الكارثة الإنسانية في السودان ، وتدارك المجاعة ، ووقف الانتهاكات!!؟؟) فوجدت في أوراقي هذا المقال (الصحفيون السودانيون “ضحايا الحرب والحصار على الحقيقة”!!؟؟):- عامٌ مرّ على حربٍ قاسية عصفت بالسودان لم تقتصر آثارها على الأخضر واليابس فقط ، بل طالت أيضًا الصحفيين والإعلاميين الذين واجهوا حملة قمعٍ ممنهجة لتكميم أفواههم وحجب الحقيقة عن الرأي العام ، تروي زميلة صحفيةٌ سودانية ، تجربتها المؤلمة خلال هذه الحرب ، تسرد كيف سألها الناس، بحكم عملها، عن مستقبلهم، لكنها لم تجد إجابة ، لأول مرة تشعر بالعجز لعدم حصولها على معلومات حقيقية تهدّئ بها روع الناس من حولها أو حتى نفسها ، وتضيف: “نعيش في سجنٍ كبير محاصر بالموت والمخاطر الحقيقة، نحن تحت النار التي لا يريد لها المتقاتلون أن تخمد ليشعر الناس بالأمان”، الحقيقة ، يواجه الصحفيون في السودان مضايقاتٍ أمنيةٍ شديدة تُعيق عملهم في نقل الحقيقة ، يقول زميل، صحفيٌ نزح مع عددٍ من زملائه إلى ولاية الجزيرة ، إنّ السلطات الأمنية تمنعهم من دخول دور الإيواء لعكس الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها مئات الآلاف من النازحين ، ويُضيف أنّ الجهات الأمنية تشترط على الصحفيين تقديم طلبٍ للحصول على إذنٍ للعمل ، وعادةً ما يتمّ المماطلة في الموافقة على الطلب ، ممّا يُبقيهم في حالةٍ من عدم اليقين والخوف ، ويصف أوضاع الصحفيين بالمأساوية ، فمعظمهم نزحوا عن منازلهم ، بينما يُمنع الباقون من ممارسة عملهم أو يُواجهون عراقيلَ تُعيق نقل الحقيقة ، فقد أدى قرار منع الصحفيين من العمل إلى فقدانهم مصدر دخلهم الرئيسي، ممّا فاقم من معاناتهم ، ونؤكد: أنّ قرار منع أيّ فردٍ من ممارسة مهنته يُعدّ جريمةً تُخالف القوانين الدولية التي وقع عليها السودان ، فقد تعرض العديد من الصحفيين والصحفيات للحصار داخل منازلهم مع بقية المواطنين ، كما تعرضوا لنهب أموالهم ومقتنياتهم من قبل العصابات وقوات الدعم السريع ، وتمكن بعضهم من الفرار إلى مدنٍ وولاياتٍ أخرى ، لكنّهم أصبحوا مشردين بلا عملٍ أو أموالٍ ، فلم تقتصر الانتهاكات التي واجهها الصحفيون على المضايقات الأمنية ومنع العمل ، بل طالت أيضًا حريتهم في التعبير، فقد تعرضت عشرة مؤسسات صحفية للقصف ، ممّا أدى إلى فقدان معداتها وأرشيفها كما تعرض الصحفيون للاعتداء بالضرب والتوقيف من قبل أطراف الحرب ، ممّا أدى إلى مقتل ثلاثةٍ منهم وإصابة عددٍ آخر.
والخص: إنّ ما يتعرض له الصحفيون في السودان هو جريمةٌ مروعةٌ تُهدد حرية التعبير وحقّ الحصول على المعلومات ، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك لوقف هذه الانتهاكات ودعم الصحفيين السودانيين في نضالهم من أجل الحقيقة.. #
اوقفوا – الحرب
#Stop-The-War وعلى قول جدتي:- “دقي يا مزيكا !!”.
خروج:- (بوادر خلاف سعودي إماراتي “فتنة تهدد البيت الخليجي” وثيقة رسمية تكشف النقاب عن خلافات حدودية !!؟؟) ، هزّت صحف العالم نبأ خلاف دبلوماسي بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، يهدد بتصدع العلاقات الأخوية بين البلدين ، وزرع بذور فتنة قد تضر بالبيت الخليجي بأكمله ، فقد تقدّمت المملكة العربية السعودية بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة ، ممثلة ببعثتها لدى المنظمة الدولية موجهة للأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريش  بتاريخ 17 آذار/مارس 2024م ، تُعبّر فيها عن رفضها القاطع لقرار دولة الإمارات العربية المتحدة إعلان منطقة الياسات محمية بحرية طبيعية ، بموجب مرسوم أميري صدر عام 2019م ، وتقع منطقة الياسات في الخليج العربي ، وتتمتع بأهمية بيئية غنية ، حيث تُزخر بالشعاب المرجانية والأعشاب البحرية، وتتمتّع بشواطئ رملية خلابة تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم ، وترفض المملكة العربية السعودية هذا الإعلان الإماراتي جملةً وتفصيلاً ، معلنةً عدم اعترافها بأيّ قيمة قانونية له ، وعدم الاعتداد بأيّ أثر قانوني يترتب عليه ، حيث ترجع جذور هذا الخلاف إلى اتفاقية ترسيم الحدود البرية والبحرية الموقّعة بين البلدين عام 1974م ، حيث اعترفت السعودية بموجبها بدولة الإمارات العربية المتحدة ، مقابل حصول المملكة على أراضٍ حدودية ، وساحل بطول 50 كيلومتراً يفصل بين قطر والإمارات ، بالإضافة إلى جزيرة الحويصات ، وحقل “شيبة” النفطي الذي يمتدّ جزء منه داخل الإمارات ، وذلك مقابل التنازل عن الجزء الذي تطالب به الإمارات من واحة “البريمي”، وسعت أبو ظبي بعد ذلك لاستعادة تلك الأراضي ، لكن الرياض رفضت ذلك رفضاً قاطعاً ، ممّا أدّى إلى مقاطعة الإمارات عام 1999م لمؤتمر وزراء الخارجية والنفط لمجلس التعاون الخليجي في السعودية ، احتجاجاً على عدم تقاسم عائدات حقل “شيبة” النفطي ، وفي عام 2004م ، بعد تولّي خليفة بن زايد آل نهيان رئاسة الإمارات ، حاول تصحيح الاتفاقية ، مؤكداً أن بلاده اضطرت لتوقيعها في ظرف استثنائي، وأنها اتفاقية ظالمة، لكنّ السعودية لم تُبدِ أيّ تجاوب مع هذا الطلب ، وتُشير تقارير صحفية إلى أنّ منطقة الياسات غنية بالثروات النفطية ، ممّا يُرجّح أن يكون ذلك أحد أسباب الخلاف بين البلدين ، خاصةً مع تزايد احتياجات العالم من الطاقة ، ويُثير هذا الخلاف قلق العديد من المراقبين ، ممّا قد يُؤدّي إلى تصاعد التوتر في المنطقة ، وإلى زعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة العربية، ممّا قد يُلحق الضرر بالعلاقات الخليجية العربية برمتها ، وتُبذل حالياً جهود دبلوماسية حثيثة لحلّ هذا الخلاف ، من خلال الحوار والتفاوض بين البلدين الشقيقين ، بهدف الحفاظ على العلاقات الأخوية ، وتعزيز الاستقرار في المنطقة، أخلص إلى إنّ وحدة البيت الخليجي هي ثروة لا تُقدّر بثمن ، ويجب على الخليجيين جميعاً ، حكومات وشعوباً ، التكاتف للحفاظ عليها ، ونبذ الخلافات ، وحلّ الأزمات بالحوار والتفاهم ، ضماناً لمستقبل مشرق وآمن للأجيال القادمة.. ولن أزيد،، والسلام ختام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..