بعد تدميرها المشاريع الاقتصادية الانقاذ تتجه لتدمير الثروة الحيوانية

بعد تدميرها المشاريع الاقتصادية الانقاذ تتجه لتدمير الثروة الحيوانية
د. ابومحــمد ابوآمــنة
[email][email protected][/email]
كما هو معروف للجميع فان الثروة الحيوانية في السودان تحتل مرتبة متقدمة في موارد الدخل القومي، إذ يمتلك السودان أكثر من 130 مليون رأس من الثروة الحيوانية إلى جانب الثروة السمكية في الانهار والبحر الأحمر. وتقدر وزارة الثروة الحيوانية إن الثروة الحيوانية تأحذ أهمية خاصة في الاقتصاد السوداني كمصدر تصدير بما يفوق 25% من مجموع عائدات الصادرات غير البترولية .الي جانب ذلك تعتبر القطاع مصدر دخل أساسي لأكثر من 40% من السكان، تتركز مناطق انتاج الثروة الحيوانية في جنوب وغرب وشرق البلاد وفي الولايات الوسطى مثل الجزيرة, سنار, النيل الأزرق والنيل الأبيض. اي ان المناطق الصحراوية في الشمال تخلو من هذه الثروة.
دق جرس ونقول ان الانقاذ شرعت في تدمير هذه الثروة.
اصحاب هذه الثروة هم من يسمون اليوم بالفبائل المهمشة.
كما دمرت الانقاذ من قبل كل المشاريع الزراعية وعلي رأسها مشروع الجزيرة والمصانع وموارد البترول تتجه اليوم لتدمير الثروة الحيوانية, التي يعتمد عليها 40% من سكان هذا البلد المنكوب.
كما هو معروف فهذه الحيوانات تحتاج الي كلأ وماء طوال العام. وبما ان هذه غير متواجدة في شمال السودان طيلة العام اعتادت القبائل الرعوية ان تزحف جنوبا اي ان تهاجر بماشيتها من الشمال إلى مراعي الجنوب خلال فترة الصيف حيث تمكث هناك حتي هطول امطار الخريف فتهاجر عائدة من الجنوب إلى الشمال.
هكذا اعتادت القبائل الرعوية ان تعيش عبر الدهور, ولم يكن بينها وبين اخوتهم في الجنوب اي عداء, بل هم تآخوا وتزاوجوا واختلطوا وعاشوا في وئام, فكان نتيجة ذلك هذا الحزام الذي اطلق عليه المرحوم محمد الخليفة طه الريفي الحزام الازرق الذي يمتد من اقصي الشرق حتي اقصي الغرب.
نعم عاشت كل هذه القبائل كاخوان الي ان جاءت الانقاذ, فاشعلت نيران الحروب والعنصرية والكراهية وادت سياستها الهوجاء الي فصل الجنوب. وبعد الانفصال واصلت الانقاذ سياستها العدائية تجاه الجنوب, فمنتعته من تصدير بتروله الا بشروط مجحفة تفرضها هي, ومنعت التجارة الحدودية معه, بل انها امرت بمعاقبة صارمة بل بقتل لكل من يحاول مد اخوانه في الجنوب بمواد تموينية.
نسي اهل الانقاذ ذو الجذور الشمالية ان القبائل الرعوية التي تشكل 40% من السكان تعيش اغلب شهور السنة داخل الجنوب وانها الي جانب الرعي تمارس الزراعة والتجارة. فهل يعقل ان نحرمها من المواد التموينية؟! ومن الزراعة والرعي؟!
ثم ان الثروة الحيوانية ستتلاشي تماما ان اجبر الاخوة في الجنوب الي ممارسة سياسة المثل ومنعوا دخول القبائل الرحل الي وطنهم!
أن الانقاذ التي تولع النيران العنصرية والكراهية ستدفع بسلطة الجنوب الي التشدد تجاه الرعاة الذين كانت تستقبلهم بصدر مفتوح في الماضي.
مصير اهل الهامش لا يهم العصابة الحاكمة في الخرطوم. وعلي ابناء تلك القبائل في كافة كياناتهم السياسية وزعمائها وقياداتها التقليدية الوقوف بشدة وحزم ضد سياسة العصابة التي ستؤدي بلا شك الي اندثار الثروة الحيوانية.
لقد بلغت حماقة العصابة قمتها حين امرت بالضرب بالرصاص لكل الذين يقتربون من الحدود الجنوبية, وهؤلاء هم ابناء مناطق التمازج التي تمد من اقصي الشرق علي الحدود الاثيوبية الي اقصي الحدود الغربية مع جنوب تشاد وجمهورية افريقيا الوسطي.
هم كماـ في الخريطة المرفقة ـ قبائل التعايشة والفلاتة والهبانية والرزيقات والمسيرية والحوازمة واولاد حميد ورفاعة الهوي وكنانة وغيرها.
لقد شرعت السلطة الاجرامية بترحيل الاخوة الجنوبيين في رحلة عذاب ضد ارادتهم بالرغم من السودان يعج بملايين الاجانب النازحين, الا ان الانقاذ اختارت الجنوبيين دون غيرهم للترحيل. هل فكرت في ان الحكومة في الجنوب ربما ترد بنفس الاسلوب وتطلب من السودانيين الرحيل الي وطنهم وتمنع مستقبلا دخول الرعاة الي اراضيها؟!
لقد قررت الانقاذ تجويع الجنوب وفرض حصار تمويني عليه ومعاقبة كل من يحمل بضائع الي الجنوب باحكام رادعة وهناك تعيش حاليا كل القبائل التي اشرنا اليها سابقا, لكن مصير مثل هذا القوم لا يهم الانقاذ.
وبالامس اصدرت محاكم كوستي الخاصة احكاما رادعة منها عقوبة السجن المؤبد ضد العديد من المواطنين السودانيين لاتهامهم بتهريب البضائع الى جنوب السودان، بعد تم القبض عليهم علي الحدود ومعهم بضائع تموينية كالبصل والكبكبي يحملونها لاهلهم في الجنوب.
ان القوي الخيرية مطالبة الآن ان تضع حدا لسياسة دق طبول الحرب وشن الغارات علي الابرياءولنشر سموم الكراهية والعنصرية ضد كمونات الشعب السوداني في الجنوب والشمال ولسياسة تدمير الثروة الحيونية التي يمارسها.النظام العنصري البغيض.
[/URL]
صدق من قال الجاهل عدو نفسه ؟؟؟ والأحمق يطبظ عينه بنفسه ؟؟؟ ان الثروة الحيوانة ستتناقص ويفقد السودان مصدر هام للغذاء والتصدير لجلب العملات الصعبة بفعل التصرف الأحمق مع سكان جنوب السودان وحكومتهم التي تعرف جيداً انه لا غني لها غير علاقات أخوية وتجارية طيبة مع الشمال وحكومته العسكرية الدموية ؟؟؟ وتصرف احمق آخر هو منح مصر والسعودية اراضي زراعية خصبة تروي من النيل لتربية ماتحتاجه من لحوم وأعلاف ؟؟؟ ومعني ذلك قفل سوق اللحوم لتجار المواشي السودانيين الذين كانوا يبعون مواشيهم منذ الأزل في سوق مصر والسعودية ؟؟؟ ولا يعرف تجار لحومنا غير هذين السوقين ؟؟؟ والحاكم الشاطر والوطني الغيور ذو العقلية التجارية كان سيكون حريصاً علي حرمان السعودية ومصر من الأعلاف ولا يفتح لهم اي مجال في السودان لتربية ما يحتاجونه من مواشي وزراعة ما يحتاجونه من أعلاف ؟؟؟ وفقط سيبيع لهم اللحوم وبالأسعار العالمية ويتركهم بدون اي خيار آخر ؟؟؟ وأذا ارادوا الأستثمار في مزارع خضروات وفواكه وحبوب وبقوليات فمرحباً بهم وبشروط تجارية مجزية للطرفين لا مجال فيها للعواطف وأولها تشغيل العمالة والخبرة السودانية وبشروط مجزية وتقاسم الأرباح بطريقة عادلة ترضي الطرفين وغير ذلك يكون انبطاح وبيع لأرض السودان في نوع من الأستعمار الرخيص ؟؟؟ وقاتل الله بائعي ومدمري السودان اللصوص القتلة مغتصبي الرجال والنساء ؟؟؟
بهذه القرارات تريد الإنقاذ ببساطة تدمير الثروة الحيوانية في هذه المناطق الجدودية وافقار اهلها اكثر مما هم فيه من فقر لمصلحة جهات أخري معروفة، وابناء هذه المناطق من القبائل الرعوية المتنفذون يجهلون أو يتجاهلون هذا المخطط من اجل مكاسبهم الشخصية التي تغدقها عليهم الإنقاذ لضمان ولائهم والوقوف ضد مصالح اهلهم في مناطق الهامش وهي اكثر المناطق تضررا من قرار قفل الحدود .
عندما طرحت قضية الجنسية المزدوجة فى زمن سابق حسبنا ان قيادات المعارضة ستندفع بكامل قوتها وكانت قادرة ان تكسب سندا جماهيريا واسعا جدا.
وحتى الان ما الذى يمنع التضحية فى سبيل هذه القضية التى تبدو جزئية ولكن بالحق هي تهم اكثر من ثلث سكان البلاد.لم لاتخرج المواكب لاجل هذا؟