أهم الأخبار والمقالات

«مؤتمر باريس» حول السودان… توصيات بلا آليات تنفيذ

مليونا طفل على الأقل دون الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد

يصعب الاعتقاد بأن مؤتمر باريس لدعم السودان ودول الجوار الذي التأم في العاصمة الفرنسية بدعوة من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، وبحضور ما لا يقل عن ستين دولة، ومنظمة إقليمية ودولية، سيجد الحلول للحرب الدائرة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من عام.

طبيعة الحرب الدائرة بتشعباتها الداخلية والإقليمية والدولية تجعل من الصعب توقع تهدئة أو هدنة قريبة حتى لاعتبارات إنسانية على رأسها ضرورة إيصال المساعدات الغذائية لبلد نصف سكانه يعانون من أزمة انعدام الأمن الغذائي، أي المجاعة.

ويبين أحدث تقرير صدر الاثنين الماضي عن «منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)» أن «ما لا يقل عن مليوني طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، في بلد يشهد راهناً أكبر أزمة جوع في العالم، بل أعنف أزمة من هذا النوع عرفتها القارة الأفريقية في تاريخها».

وتقارير الوكالات الدولية والمنظمات الإنسانية الفاعلة ميدانياً تتضمن من الأرقام والإحصائيات ما يعكس فداحة ما يعيشه السودان على الصعد الإنسانية كافة، فيما أرقام ضحايا العمليات الحربية من قتلى وجرحى تعد بعشرات الآلاف.

تكاثر الأزمات

إزاء هذا الوضع، تبدو الأسرة الدولية، بدءاً بالأمم المتحدة، عاجزة. ورغم ذلك، فإن مؤتمر باريس بشقيه السياسي والإنساني، نجح، وفق ما جاء في كلمات أطراف رئيسية مشاركة في «إعادة السودان إلى واجهة الأجندة الدولية» بعد أن ضاعت مأساته في ثنايا حروب مشتعلة في أكثر من مكان، ليس أقلها الحرب في أوكرانيا وحرب غزة وتمدداتها، وأخيراً التصعيد الحاصل بين إيران وإسرائيل.

وأشار عبد الله الدردري، مدير المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية: «إننا نلاحظ أن المانحين الدوليين أخذوا يشعرون بالتعب إزاء تكاثر الأزمات، خصوصاً من الحربين في أوكرانيا وغزة، وكلتاهما تستقطبان القسم الأكبر من المساعدات الإنسانية، فيما نلحظ انطواء أميركياً على هذا الصعيد». ولا شك أن الأزمة الجديدة بين إيران وإسرائيل تعمل في الاتجاه نفسه.

 

لاجئون سودانيون يجمعون المياه من بئر في مخيم «أدريه» على الحدود السودانية – التشادية (إ.ب.أ)

 

ومن نيويورك، قال أمين عام الأمم المتحدة إن «العالم ينسى شعب السودان»، ووصف الحرب التي ضحاياها يتساقطون من بين المدنيين، بأنها «حرب ضد حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي»، وأن «السبيل الوحيد للخروج من هذه الحرب هو الحل السياسي».

وإذ أكد أنطونيو غوتيريش أن «الشعب السوداني بحاجة ماسة إلى دعم وسخاء المجتمع الدولي لمساعدته على تجاوز هذا الكابوس»، عَدّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في الكلمة التي ألقاها في ختام المؤتمر، أن المطلوب هو «الاستجابة لحاجات المدنيين السودانيين الأكثر إلحاحاً في قطاعات الأمن الغذائي والصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم وتوفير الحماية للفئات الأكثر هشاشة».

وأضافت إليها وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك الأدوية والملابس والسكن وأغذية الأطفال، فضلاً عن المساعدة النفسية لضحايا الحرب. أما نظيرها الفرنسي ستيفان سيجورنيه فقد عَدّ السودانيين بأنهم «أصبحوا ضحايا النسيان».

نجاح وإخفاق

إزاء هذا الواقع، كان الهدف الأول للمؤتمر تعبئة المانحين لتوفير الأصول المالية الضرورية التي قدرت الأمم المتحدة، في تقرير لها يعود لشهر فبراير (شباط) الماضي بـ4.1 مليار دولار لم يكن قد توافر منها، حتى انعقاد المؤتمر، سوى 6 في المائة.

من هنا، فإن إعلان الرئيس ماكرون أن المؤتمرين تعهدوا بتقديم 2.1 مليار دولار يمكن اعتبارها استجابة لما تطلبه الأمم المتحدة للعام الجاري، يعني أنه ستكون هناك حاجة لمؤتمرات إضافية في الأشهر القادمة، لأنه كلما استدامت الحرب زادت الحاجات.

كذلك يتعين النظر في كيفية توفير التمويل لما بعد العام الجاري، خصوصاً أن لا شيء يدل على أن الوساطات القائمة والمتضاربة فيما بينها ستفضي إلى وقفها في المستقبل المنظور.

قطعاً، يمكن اعتبار أن المؤتمر حقق نجاحاً أقله على الصعيد الإنساني، وأن التعويل على أوروبا كان، مرة أخرى صائباً، حيث إنها قدمت وعوداً، وفق ماكرون، على الصعيدين الثنائي والجماعي، ما يناهز الـ900 مليون يورو.

ومع ذلك، فإنه يتعين تصحيح هذا الانطباع لو قارنا ما تقدمه أوروبا من مساعدات إنسانية للسودان بما تقدمه من دعم عسكري لأوكرانيا.

 

طفلان يحملان مساعدات في مدرسة تؤوي نازحين فروا من العنف في السودان 10 مارس 2024 (أ.ف.ب)

 

وفي أي حال، فإن هذه الوعود تبقى نظرية ما لم يتحقق شرطان: الأول، أن تفي الدول والمنظمات بوعودها المالية وبحيث تصل إلى الهيئات والمنظمات الإغاثية وعلى رأسها تلك التابعة للأمم المتحدة.

والثاني، أن تتمكن هذه الهيئات والمنظمات من إيصالها إلى المدنيين المحتاجين والمشتتين بين نازحي الداخل ونازحي الخارج.

وتتفاوت تقديرات النازحين ما بين 8.6 و9 ملايين نازح وبينهم، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، مليونا نازح فروا عبر الحدود إلى تشاد ومصر وجنوب السودان وإثيوبيا… وتفيد أرقام الأمم المتحدة أيضاً أن ما لا يقل عن 20 ألف نازح يتركون قراهم ومنازلهم كل يوم، إما لخارج الحدود، وإما لمناطق أكثر أمناً في الداخل.

تجنب المتحاربين

ثمة أمر بالغ الأهمية فضل منظمو المؤتمر تركه جانباً، وهو حضور ممثلين على الجهتين المتحاربتين منذ عام وهما، من جهة، القوات السودانية المسلحة، ومن جهة ثانية «قوات الدعم السريع».

وقد بررت الجهات المنظمة «فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي» الامتناع عن دعوتهما بالرغبة في إبقاء المؤتمر تحت شعار الدعم الإنساني وعدم تسييسه.

والحال أن كل ما أنجز في المؤتمر، بحسب أحد الأطراف الفاعلة التي رافقت أعماله، «لن يكون ذا معنى إذا لم يتعاون الطرفان المتقاتلان، أقله في عدم وضع العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها».

 

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان أيام تحالفهما (أرشيفية)

 

وكان لافتاً، خلال المؤتمر، أن الدول والمنظمات التي شاركت فيه، لا تملك العصا السحرية من أجل الضغط على الطرفين، لا لتسهيل وصول المساعدات ولا لقبول هدنة إنسانية. وبكلام آخر، فإن المؤتمرين تجاهلوا ما يمكن تسميته «قوى الأمر الواقع» القادرة من هذا الجانب أو ذاك، على إعاقة، لا بل تعطيل عمل المنظمات الإنسانية الدولية.

في ربيع عام 2021، نظمت فرنسا، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، قمة رئيسية لمساعدة السودان ومواكبة عملية الانتقال الديمقراطي. وحضر وقتها اللواء عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي، وعبد الله حمدوك رئيس الحكومة الانتقالية.

وإلى جانب المساعدات المالية وإلغاء الديون المتوجبة على السودان وتسليط الضوء سياسياً على التجربة السودانية «الفذة» وقتها، كانت هناك التزامات واضحة وقوية بالنسبة لمتابعة العملية الديمقراطية وبناء دولة القانون… واليوم، بعد ثلاث سنوات، ها هي باريس شهدت مؤتمراً جديداً لمساعدة السودان في ظروف مأساوية، ولأهداف أقل طموحاً، خصوصاً في الجوانب السياسية.

صحيح أن «إعلاناً» سياسياً من 8 فقرات صدر عن الاجتماع السياسي الذي حصل صباحاً في مقر وزارة الخارجية الفرنسية ووقعته 14 دولة «بينها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، ومنظمات إقليمية، كالجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي…» «يطلب بشدة من الأطراف الخارجية وقف دعم ومد الأطراف المتقاتلة بالسلاح، والامتناع عن أي عمل من شأنه إثارة التوترات وتغذية النزاع»، ودعوة «جميع الأطراف الإقليمية والدولية لدعم مبادرات السلام من دون تحفظ»، إلا أن ما ينقص ذلك آلية التنفيذ والمحاسبة، بحيث تبقى الأمور متروكة على عواهنها. ولا شك أن أمراً كهذا لن يقرب لحظة وقف القتال، ولا نهاية الحرب، وطالما لم يجبر الطرفان المتقاتلان على التوقف عن استخدام لغة السلاح، فإن الحرب ماضية بلا توقف.

الشرق الأوسط

‫5 تعليقات

  1. آليات التنفيذ هي توزيع الدعم المالي الذي تم الحصول عليه عن طريق منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بعيداً عن السلطة الانقلابية. الغرض الأساسي دعم اللاجئين السودانيين في معسكرات اللاجئين بدول الجوار. وأغلب الدعم من الممكن أن يكون في شكل غذاء ودواء ومعينات إيواء كالخيام.

  2. بعد مرور عام على “الحرب المنسية”، أصبح السودان “ملعباً مشبعاً بالدماء” يتجه نحو المجاعة

    https://tinyurl.com/4xp28fbt

    مع ظهور كارثة إنسانية كبرى، تشير التوقعات الأسوأ إلى أن البلاد قد تشهد 10000 حالة وفاة يوميًا في الأشهر المقبلة

    قد يصل عدد الوفيات في السودان إلى 10,000 شخص يوميًا في الأشهر المقبلة إذا أدى النزوح الجماعي للأشخاص بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ عام إلى حدوث مجاعة.

    هذا التوقع الرهيب، الذي يمثل أسوأ السيناريوهات ومن شأنه أن يضع الصراع على قدم المساواة مع أسوأ أيام معركة السوم، كان محل نقاش عاجل من قبل المبعوثين والدبلوماسيين الغربيين هذا الأسبوع.

    معركة السوم، والمعروفة أيضًا باسم هجوم السوم، كانت صراعًا كبيرًا خلال الحرب العالمية الأولى. وقعت بين 1 يوليو و 18 نوفمبر 1916 على ضفتي المجرى الأعلى لنهر السوم في فرنسا وتشتهر بحقولها الغارقة في الدماء والتي تظهر عمليات القتل الهائلة.

    وتقول جهات فاعلة أخرى، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي، إن التقديرات مبالغ فيها ولكنها تقبل أن هناك كارثة إنسانية كبرى تتكشف.

    يصادف يوم الاثنين الذكرى السنوية الأولى لـ”الحرب المنسية” في السودان؛ حرب طغت عليها الصراعات في أوكرانيا وغزة في وسائل الإعلام الغربية.

    ومع ذلك، فإن المعاناة الناجمة عن القتال هائلة ــ والتداعيات الجيوسياسية ليست ضئيلة على الإطلاق.

    إنها بالفعل أكبر أزمة نزوح منفردة في العالم، حيث أجبر ما يصل إلى 11 مليون شخص، بما في ذلك أربعة ملايين طفل، على ترك منازلهم ومزارعهم.

    وفر ملايين اللاجئين إلى تشاد وجنوب السودان المجاورتين. وفي جميع أنحاء المنطقة، أصبح نحو 25 مليون شخص غير قادرين الآن على إطعام أنفسهم بشكل صحيح، مع وجود ما لا يقل عن خمسة ملايين على حافة المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.

    قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الجمعة إن اللاجئين السودانيين قد يشقون طريقهم إلى أوروبا إذا لم يتم تعزيز المساعدات الإنسانية.

    وفي الوقت نفسه، قالت منظمة الصحة العالمية إن الوقت ينفد.

    وقال متحدث باسم الحكومة: “إننا لا نرى سوى قمة جبل الجليد، وقد يكون الوضع أكثر خطورة بكثير”.

    لقد أصبح السودان “ملعباً مشبعاً بالدماء” للقوى الإقليمية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وروسيا، اللتين تقومان بتسليح ودعم الأطراف المتحاربة.

    إن أسوأ حالة وفاة تبلغ 10.000 شخص يوميًا من شأنها أن تضع الصراع على المسار الصحيح لمنافسة بعض أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم في الذاكرة الحديثة.

    وأدت المجاعة الإثيوبية في منتصف الثمانينيات إلى مقتل ما يصل إلى مليون شخص، في حين تشير التقديرات إلى أن الحرب والمرض والمجاعة قتلت عدة ملايين في جمهورية الكونغو الديمقراطية في مطلع القرن الحادي والعشرين.

    وحثت الوكالات الإنسانية يوم الجمعة على توخي الحذر بشأن معدل الوفيات المرتفع المتوقع، لكنها قالت إن الوضع مروع وأن الأطفال يتضورون جوعا حتى الموت.

    وقالوا إن المانحين والحكومات الغربية، المنشغلة بالأزمات في أوروبا والشرق الأوسط، لم تقدم سوى جزء صغير من الأموال اللازمة لتجنب الكارثة.

    وقال الدكتور كريستوس كريستو، رئيس منظمة أطباء بلا حدود الخيرية: “يعد السودان إحدى أسوأ الأزمات التي شهدها العالم منذ عقود.

    “هناك مستويات شديدة من المعاناة في جميع أنحاء البلاد، والاحتياجات تتزايد يوما بعد يوم، ولكن الاستجابة الإنسانية غير كافية على الإطلاق.”

    وقال دومينيك ماكسورلي، سفير الشؤون الإنسانية لمنظمة كونسيرن العالمية: “إن الجوع والمعاناة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، ومع ذلك نعلم أن السودان لم يصل إلى أسوأ مستوى من المعاناة.

    “يمكننا استخدام كلمات مثل “ظروف شبيهة بالمجاعة”، ولكن لنكون صريحين للغاية، هذا يعني أن الأطفال يموتون بالفعل”.

    اندلعت الحرب قبل عام بسبب تنافس طويل الأمد بين الرئيس الفعلي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلاوة، المعروف باسم حميدتي. وحوّل القتال بين الجيش وميليشيا قوات الدعم السريع التابعة لحمديتي معظم أنحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها حوالي 50 مليون نسمة إلى منطقة حرب.

    ومنذ ذلك الحين، باءت المحاولات الدبلوماسية لوقف القتال بالفشل بسبب انزلاق السودان إلى رقعة شطرنج جيوسياسية فوضوية تضم قوى إقليمية متنافسة تسعى إلى تحقيق أجندات غامضة.

    روسيا وإيران ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وحتى أوكرانيا كلها تدعم الأطراف.

    وقال ويل براون، مراسل أفريقيا السابق لصحيفة التلغراف، وهو الآن زميل سياسي كبير في برنامج أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “بعد عام من استخدام القوى المتوسطة الصاعدة للسودان كملعب مشبع بالدماء، فإن البلاد تتجه نحو الانهيار. في الطريق إلى أسوأ مجاعة شهدها أي شخص على الإطلاق.

    “في الوقت الحالي، يتلاعب بنا الجنرالان في السودان، حيث يتعاملان مع وصول المساعدات الإنسانية على أنه أمر قابل للتفاوض ويهددان بحظر منظمات الإغاثة التي تعمل في المناطق التي لا يسيطران عليها.

    “لا يمكننا أن نسمح بأن يصبح هذا أمراً طبيعياً. يحتاج الغرب إلى تقديم جبهة موحدة والتعامل مع الوصول الكامل للمساعدات كشيء متفق عليه بالفعل ومنصوص عليه في القانون الدولي.

    وقال إنه من المفهوم أن روسيا تدعم كلا الجانبين في الصراع، حيث تدعم فلول مجموعة فاغنر المرتزقة التابعة للكرملين ميليشيا قوات الدعم السريع منذ فترة طويلة.

    وتدعم موسكو أيضًا الجيش السوداني، حيث تقوم بإصلاح مقاتلات ميغ في الخرطوم وتقدم ذخيرة وأربع طائرات نقل من طراز أنتونوف مقابل الذهب. ويقول محللون إن أهداف روسيا في الحرب ليست واضحة.

    وقد اجتذب التدخل الروسي بدوره أوكرانيا، التي من المفهوم أنها أرسلت أعدادًا صغيرة من القوات الخاصة لمحاربة قوات الدعم السريع ومؤيديها من مجموعة فاغنر.

    وفي الوقت نفسه، من المفهوم أن إيران زودت الجيش السوداني بطائراتها العسكرية بدون طيار من طراز مهاجر 6. ويعود الفضل للطائرات التي يتم التحكم فيها عن بعد في السماح للخرطوم بتحقيق العديد من الانتصارات واستعادة الأراضي في أم درمان في الأشهر الأخيرة. ويُعتقد أيضًا أن الصين تزود الخرطوم بالأسلحة الخفيفة.

    وقد اتُهم الإماراتيون بتزويد قوات الدعم السريع بكميات كبيرة من المساعدات العسكرية عبر رحلات جوية إلى تشاد المجاورة.

    وقال الخبير المخضرم في شؤون السودان أليكس دي وال، إن الحرب “وحشية ومدمرة ولا تظهر أي علامات على نهايتها”.

    وقال دي وال إنه حتى لو توقف العنف الآن، فإن “الدولة انهارت، والطريق إلى إعادة بنائها طويل ومحفوف بالمخاطر”.

    واضطر ما يصل إلى أربعة من كل خمسة مستشفيات في البلاد إلى الإغلاق. هذا الانهيار في الرعاية الصحية يعني أن المسؤولين ليس لديهم أدنى فكرة عن عدد الأشخاص الذين يموتون في الصراع.

    ويُعتقد أن حصيلة الوفيات الرسمية، التي يتم جمعها فقط من أولئك الذين وصلوا إلى المستشفى قبل وفاتهم، أقل بكثير من العدد الحقيقي.

    كما أدت الحرب إلى تجدد استهداف المدنيين من أصل أفريقي في دارفور من قبل قوات الدعم السريع التي يهيمن عليها العرب.

    قبل عقدين من الزمن، قُتل ما يصل إلى 300 ألف شخص وتم تهجير 2.7 مليون من منازلهم على يد الميليشيات العربية المدعومة من الحكومة والتي تسمى الجنجويد والتي تطورت منذ ذلك الحين إلى قوات الدعم السريع.

    وقد أدى تجدد استهداف السكان من ذوي الأصول الأفريقية في دارفور العام الماضي إلى مقتل ما يصل إلى 15,000 شخص في بلدة واحدة بغرب دارفور وحدها، وفقاً لخبراء الأمم المتحدة.

    وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، في وقت سابق من الحرب: “ما يحدث يقترب من الشر المطلق”.

    ويعني القتال قطع العديد من خطوط الإمداد وخروج الكثير من الأراضي الزراعية في البلاد عن الاستخدام. وتتهم الأطراف المتحاربة بمنع وصول المساعدات.

    لقد قفزت أسعار المواد الغذائية، والعديد من أولئك الذين فروا من منازلهم وليس لديهم سوى ملابسهم ليس لديهم المال لإنفاقه. وفي هذه الأثناء، تلوح المجاعة في الأفق في الخرطوم والجزيرة وفي إقليمي دارفور وكردفان.

    وفر نحو مليوني شخص من البلاد، معظمهم إلى تشاد وجنوب السودان.

    وقالت ماري إلين ماكجروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان، إن البلاد استقبلت 630 ألف لاجئ سوداني إلى دولة يعاني أكثر من نصف سكانها بالفعل من نقص الغذاء.

    وأضافت أنه منذ بدء الحرب، تضاعفت أسعار المواد الغذائية في العاصمة جوبا.

    وقالت: “اللاجئون يذهبون إلى مخيمات اللاجئين”. “لقد فقدوا كل شيء. إنه أمر مفجع، خاصة بالنسبة للشباب. لقد انقلبت حياتهم كلها رأساً على عقب: إنهم خارج المدرسة، خارج الجامعة، ويحاولون رؤية بعض الأمل في المستقبل ولا يرونه.

    وتقول وكالات الإغاثة إن أزمة السودان أصبحت في طي النسيان بسبب اهتمام الغرب بالحربين في أوكرانيا وغزة.

    وقالت صوفيا سبريشمان سينيرو، الأمينة العامة لمنظمة كير الدولية: “لا يوجد نقص في الأزمات الإنسانية في العالم في الوقت الحالي، ونعم، بالتأكيد، حظيت هذه الأزمة باهتمام أقل بكثير مما ينبغي.

    “لقد ارتفعت الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير في جميع أنحاء العالم في العديد من السياقات حول العالم. وهي بالطبع تتنافس على الاهتمام مع الحرب في أوكرانيا وغزة والدمار هناك”.

  3. كثر صراخ ونواح البلابسة الذين لا يتورعون قبل انعقاد هذا المؤتمر وبعده. كالوا سيلا من السباب والشتائم لقحت . البسوا زيفا حمدوك كدمولا صنعه سيدهم فى الاجرام البشير وهم اهل لارتدائه .فالدعم السريع ابنهم العاق ومن رحمهم كما اعترفوا بذلك. وهى الحقيقة الوحيدة التى طالما تباهوا بها واليوم اصبحت عارا صنعته قحت .هؤلاء المجرمين لا يتورعون ولا يختشون يكذبون كدأبهم فالكذب والنفاق خصهم بهما الله دون غيرهم من خلقه. فلا يوجد كاذب او منافق الا ووجدناه كوزا صدئا منتنا. خرج الموهوم المدعو ناجى عبدالله وحقا هو هالك عبدالشيطان خرج يبكى وينوح كما الحريم مهددا ومتوعدا ان لم تتم اقالة زير خارجيتهم المكسر الارجل عديم الأجنحة خاوى العقل ان لم تتم اقاله هذا الزير الذى سمح بقيام مؤتمر باريس فان قيامة بنى كوز قد قامت .سبحان الله سبحان الله هذا النمر من الورق بيده حبل مشنقة الكيزان. يضع سره فى أضعف خلقه !!!! وماذا بمقدور كوزك الجديد الذى عينته زيرا لخارجيتك ان يفعله وانت منبوذ داخليا وخارجيا فى القبل الأربعة؟ وهل بمقدور كوز ان يعطل مقررات مؤتمر باريس؟ يا للعجب هل اصبح خلاصكم من الهلاك بيد زير خارجيتكم ؟انه هوانكم ايها الاوغاد. و-هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون – بل هى قمة الوقاحة والسفاهة الكيزانية فكل الذى يخشاه هذا الهالك عبدالشيطان هو ان يتم فرض حظر طيران عند رفضه انفاذ مقررات مؤتمر باريس على الأرض .وبالتالى تجريده من سلاحه الوحيد الذى اباد به المواطن ودك به بنية البلاد التحتية وممتلكات المواطن المغلوب على أمره وازهق به الارواح الطاهرة .فيا ايها الهالك عبدالشيطان انكم الباطل نفسه فحملتكم الباطلة والزائفة التى تقودونها ضد قحت لن تجديكم نفعا . لان قحت لم تسفك دما ولم تصنع جنجويديا ولم تشعل حربا جريمة قحت الوحيدة هى انها نشرت غسيلكم القذر للشعب السودانى وتدميركم للوطن وفضحت تجارتكم بالدين فكان ذلك سببا فى كسادها وحملت هم الشعب السودانى. لذلك لم تجدوا سوى العويل والصراخ ودمغ قحت بالعمالة والارتزاق دون ان تنطقوا بحرف واحد عندما قام سيدكم فى العمالة والاجرام المخلوع البشير بتقبيل أقدام الكافر بوتن طالبا منه الحماية من امريكا. حينها جفت اقلامكم ورفعت صحفكم وخرست الستنكم ايها المنافقون .والحقيقة التى لا مراء فيها ولا غبار عليها ان اول خطوات نجاة السودان لن تكون الا بالقضاء عليكم وقطع دابركم ايها الكيزان المنافقين قاتلكم الله اينما كنتم.

    1. ديل موش بلابسة دي صحيفة الشرق الأوسط
      أحسن تقرا المقال عشان تفهم الحاصل شنو و تكون جزء من الحل ما تكون مشكلة
      خلال الفترة الإنتقالية جمع أصدقاء السودان البلايين و و حمدوك نفسه قال إن المجتمع الدولي
      لم يفِ بتعهداته المالية
      دي مكاسب انتخابية لأحزاب ماكرون و حكومة ألمانيا

      الموضوع موش بلابسة

  4. أصبح البرهان في نظر العالم طرطور…لا دولة تقيم له وزنا…وزارة خارجيته مشلولة معاقة خردة.. وفي الداخل تلفزيون السودان شغال شتاءم. في الانصار والختمية اكبر مكونات تقدم..اعلام الكيزان طلعوهم خونة وماجوربن ومنافقين وعلمانيبن… التلفزيون شغال اساءة للانصار والختمية صباح مساء ..والبرهان طالب باعتقال قيياداتهم…قريبا سوف نشهد معركة الانصار والختمية مع الكيزان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..