مقالات وآراء سياسية

لا بد من الجلوس على طاولة التسويات وإن طالت الحرب

عبد القادر دقاش

يجنح كثير من السودانين إلى تبنى رؤى وخيارات نهائية لا تترك مجالا للتنازل والتلاقى مع الآخر ، والخيارات النهائية تعمق الخلافات ولا تأسس لبناء المشتركات التي تؤدي بدورها إلى التعايش السلمي بين المختلفين.
ويظن كثيرون أن الحوادث يجب أن تخضع لأهواء العدد وليس لمرآة الحقائق الناصعة الواضحة والحقائق الواضحة الناصعة تقول إن هذه الحرب التي يستثير غرائزها الكامنة الناشطون الذين حلوا محل الحكامات التقليديات اللاتي كن يقمن بدور التجييش الذي يؤدي إلى القتل والإفناء الجماعي بين القبائل ، لا أفق لها ولا نهاية .. وإن الذين يدقون طبولها تكمن في مشاعرهم اضطرابات الكراهية والتدمير والعدوانية وهم قادرون بما يمكلونه من تأثير على الجماهير المندفعة عاطفيا من تحويل هذه الجماهير الملتهبة العواطف من إناس عاديين أسوياء إلى أشرار أوغاد ، لأن الحرب في أصلها تزيد من الأشرار أكثر مما تزيلهم .. ولا توجد حرب في الأرض استئصلت أو قضت على الأعداء تماما ، لأنه ليس من الممكن القضاء على الدوافع العدوانية عند البشر .. لذلك مهمة السياسة والسياسيون هي محاولة الإبقاء على المشاعر العدائية في مستوى لا يحتاجون فيه إلى ترجمتها إلى حرب. والوضع الراهن الذي يتحكم فيه قادة عسكريون متشاكسون ومن خلفهم نشطاء مندفعون يجيشون العواطف ويلهبون المشاعر لا يقود البلاد إلا إلى مزيد من التقسيم المجتمعي زيادة على انقسامه السياسي الحاد ، وخاصة إن هؤلاء يمنحون صك الوطنية لمن شاءوا ويمنعونه عمن شاءوا ، وقيادة الجيش تحذو حذوهم منغلقة على نفسها بعيدا عن أصحاب الحكمة والحوار والمناقشة العقلانية المنفتحة والمرنة الذين دعوا وما زالوا يدعون إلى الجلوس إلى طاولة التسويات ، فالتسويات العقلانية خير من الإفناء والخراب العبثي.
السودانيون يحتاجون وبشدة لحوار طويل ونقاش معمق في كشف العيوب والنواقص ، وأين تنكبوا الطريق ، وأن يقارنوا أنفسهم بشعوب القارة الإفريقية المستقرة سياسيا واقتصاديا .. والشعوب التي غيرتها الحروب الأهلية بعد أن قدمت تنازلات كثيرة .. والمجتمعات لا تبنى نفسها برؤى أحادية ولكن بأكثر من رؤية ولا يتم ذلك إلا بالتنازل والتوافق .. فهل سنفكر في تقديم تنازلات وتسويات من أجل المستقبل أو سنواصل ذات الطريقة القديمة التي ما زالت تمزقنا وتجعل تعايشنا أكثر استحالة .. وأحلام ثوارتنا لا يتحقق أبدا.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. يادقاش انت مانصيح ولا شنو مصالحات مع من من قتل ونهب واغتصب مع تشاد ولا النيجر وافريقيا الوسطي
    من قتل يقتل ومن سرق تقطع يده ومن اغتصب يقتل
    انت زول رومانسي وماعارف مشروع دقلو وعرب الشتات
    ابادة عرب الشتات مطلب شعبي

    1. انت الرومانسي والحالم
      الجيش ليهو سنة من هزيمة لأخري
      أخرها الجيلي ومجاولة فك حصار مدني
      الجيش منتهي إنتهو منو الكيزان خوفا من الإنقلاب
      لكن الله جعل كيدهم في نحرهم
      جنا الحرام الولدوا دا بيأدبهم
      وياخد تار الشعب السوداني مع الكيزان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..