حاول الرئيس الأميركي الأسبق، دونالد ترامب، الدفاع عن وصفه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “ذكي”، بينما كان يسعى لتهدئة الاتهامات بأنه معجب بغزو أوكرانيا، وملوحا إلى أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024، بحسب ما أفادت صحيفة “الغارديان”.
وقال ترامب، أمام الملتقى السنوي للمحافظين، في أورلاندو بولاية فلوريدا، أمام تجمع حضره خمسة آلاف شخص، ليلة السبت، إن “الهجوم الروسي على أوكرانيا مروع”، مضيفا “نصلي من أجل شعب أوكرانيا الشجاع، لم تكن هذه الكارثة المروعة لتحدث أبدا إذا لم يتم تزوير انتخاباتنا وإذا كنت رئيسا”.
وادعى ترامب، الذي أثار نهج “أمريكا أولا”، أن روسيا ودولاً أخرى احترمت الولايات المتحدة عندما كان رئيسا وألقى باللوم على الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، في إظهار ضعف البلاد على المسرح العالمي.
وقال: “ليس لدي شك في أن الرئيس بوتين اتخذ قراره بمهاجمة أوكرانيا بلا رحمة إلا بعد مشاهدة الانسحاب المثير للشفقة من أفغانستان، حيث تم إخراج الجيش أولا، وقتل جنودنا ورهائن أميركيون”.
ورد ترامب، على الانتقادات بشأن وصفه هذا الأسبوع لغزو بوتين للمناطق الانفصالية في أوكرانيا بأنها “عبقرية” وبأن بوتين “ذكي”.
وقال: “المشكلة ليست أن بوتين ذكي، وهو بالطبع ذكي، لكن المشكلة الحقيقية هي أن قادتنا أغبياء. لقد سمحوا له حتى الآن بالإفلات من هذه المهزلة والاعتداء على الإنسانية “.
وأكد أن بوتين لم يتكبد أي تداعيات بخلاف العقوبات التي تجاهلها لمدة 25 عاما.
وقال ترامب: “كنت مع بوتين كثيرا، وقضيت الكثير من الوقت معه، وقمت بالعديد من الأشياء التي كانت صعبة للغاية على روسيا. لم يكن أي رئيس قاسيا مع روسيا كما كنت أنا”.
وادعى ترامب، الذي قامت حملته الرئاسية بأكثر من مئة اتصال مع روسيا، أنه “فيما يتعلق بما يحدث الآن، كان من السهل جدا بالنسبة لي منع حدوث هذه المهزلة. لقد فهمني وفهم أنني لا ألعب الألعاب”.
وأضاف “يوما ما، سأخبرك بالضبط عما تحدثنا عنه، بالنسبة لأوكرانيا، أخبرته بألا يدع ذلك يحدث وقلت له إنه من الأفضل له ألا يحدث”.
وأضاف: “لقد حذرت الناتو أيضا من خطورة روسيا وإلقاء نظرة على العواقب. فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، كان العالم يخاف مني ويعلم أنني سأقف بقوة من أجل أولويات الأميركيين”.
وخلال حديث ترامب الذي امتد لـ85 دقيقة، كان الجمهور الحاضر لأكبر ملتقى سنوي للمحافظين، يطلق الصافرات، ليعلن تأييده وموافقته على تصريحاته، فيما كان يهتف البعض “الولايات المتحدة”.
وقال ترامب: “في عهد بوش، غزت روسيا جورجيا. في عهد أوباما، استولت روسيا على شبه جزيرة القرم. تحت حكم بايدن، غزت روسيا أوكرانيا. أقف كرئيس وحيد للقرن الحادي والعشرين الذي لم تغزو روسيا في عهده دولة أخرى “.
وأعطى ترامب، الذي خاض انتخابات 2016 و2020، أقوى تلميح له حتى الآن بأنه سيرشح نفسه للرئاسة في عام 2024، بينما كان العديد من الحاضرين يرتدون قبعات كتب عليها “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”، وشعارات “ترامب 2024″، فيما تعالت صيحات البعض “أربع سنوات أخرى”، و”نريد ترامب”.
في المقابل، رفض الديمقراطيون الخطاب، وأدانوا ترامب لأنه ما زال يتقرب من بوتين.
وقالت المتحدث باسم اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، أدونا بيل: إنه “بعد أن أمضى أربع سنوات في بيع أوكرانيا، اعتلى الرئيس السابق المهزوم منصة ” “مؤتمر العمل السياسي المحافظ”، لمضاعفة مديحه الوقح لبوتين بينما يحتمي الأوكرانيون الأبرياء من القنابل والصواريخ التي تطلقها روسيا”.
الحرة
