أخبار السودان

أخيراً.. (رُفِعت)!!

عثمان ميرغني

طبعاً نصرٌ سياسيٌّ بلا شك، قرار الرئيس ترمب الذي صَدَرَ أمس بتأكيد رفع العُقُوبات الأمريكية ? جُزئياً ? عن السودان.. لكن هل يُغيِّر الحال؟

بالتأكيد لا.. ولا كبيرة.. لن يتغيّر الحال بسبب هذا القرار.. ستظل معضلات السودان الكبيرة.. فالعُقُوبات رُفِعت بقرار الرئيس الأمريكي السابق أوباما في يناير الماضي، وبدلاً من أن تشد الحكومة السودانية المئزر وتبدأ سياسات إصلاحية.. تمطت في التسويف والتأجيل والالتفاف على المطلوبات العاجلة.. والآن مرّت عشرة أشهر كاملةً.. وصدر القرار المُرتقب بتثبيت رفع العقوبات.. وليس في جعبة الحكومة سوى بطاقات وزغاريد الفرح المُدخرة لمثل هذا اليوم.

والشعب السوداني ? المسكين ? من فرط تطلعه للفرج تَوهّم أنّ الرئيس ترمب سينطق بكلمة (افتح يا سمسم) لتنفتح أبواب السعادة المُغلقة.. وتنهمر الأموال والاستثمارات وينعدل الحال المقلوب.. وربما الحكومة هي التي كانت تُغذي مثل هذه الأوهام، لكن الأمر ينقلب الآن إلى الضد.. سيفتح الشعب عينيه وينظر ويسأل.. ثم ماذا بعد القرار؟ ويكتشف أنّ الحكومة نفسها تسأل السؤال ذاته.. وبراءة الأطفال في عينيها.

خارطة الطريق ? التي تتعامى عنها الحكومة ? واضحة؛ الأزمة الاقتصادية لن تُحل قبل حل الأزمة السياسية.. وما لم تَنسَ الحكومة حكاية مؤتمر الحوار وتوصياته التي ستخرج السودان من النفق فليس من المُمكن العثور على وصفة لإصلاح الحَال السِّياسي.. حتى ولو صَبَرَ الشعب حتى انتخابات 2020 فإنّ الحال العسر يستمر (ولو تغيّرت الوجوه، وهو أمرٌ مَشكُوكٌ فيه بشدة).

الإصلاح السِّياسي يبدأ بوقف الحرب فوراً.. ليس وقف إطلاق النار المُؤقّت كما هو الحال منذ سنتين، بل وقف الحرب تماماً وإطلاق سراح المناطق التي ظلّت تحترق بها لسنواتٍ طويلة.. صحيحٌ أنّ وقف الحرب مُرتبطٌ بمفاوضات متعسرة مع الحركات المسلحة، لكن الأصح أنّ 99% من الأوراق بيد الحكومة.. وتستطيع أن تُحرِّك عجلة السلام بأسرع ما تيسّر.. لكنها تتلكأ.

الخطوة الثانية مُباشرةً هي التسوية السياسية الشاملة، وهو أمرٌ ظلّت الحكومة وحزبها الحاكم تتلاعب به وتهدر الزمن في حوارٍ يعلم الجميع أنّه لا يفضي سوى لتوزيع (الكيكة) على المُتحاورين.. وقد كان.. وزّعت المَقاعد الدستورية وانشغل المُتحاورون بجمع الغنائم.

الخطوة الثالثة، التغيير، فالعُقُوبات الأمريكية ظلّت عشرين عاماً بسبب سياسات داخلية هي التي أدّت إليها.. وَحَانَ الوقت لإفساح المجال لعُقُولٍ جديدة.. ومفاهيم جديدة.. ورؤية جديدة.. وهو أمرٌ حتميٌّ بطبيعة القدر والبشر.. والذين يصرون على استمرار الماضي رغم أنف المُستقبل، ينظرون إلى مَصالحهم الخاصّة أو الحزبية لا أكثر.

أمريكا رَفعت عُقوباتها عن السُّودان، فمتى ترفع الحكومة وحزبها عقوباتهما عن الشعب السوداني؟!

التيار

تعليق واحد

  1. الشعب السوداني ليس بمسكين كما وصفت وانما انخدع ببدايتكم المشئومة والخديعة باسم الدين وكنتم وبعض دهاقنتكم بما يسمي اعادة صياغة الفرد السوداني بافكار جهنمية تارة بالجهاد وتزكية المجتمع وخزعبالاتكم التي قسمت الشعب الي فسطاطين انتتهازي وانهزامي وهم الاغلبية التي سميتهم المساكين وكما كتبت مؤخرا عن استطلاع وكانت النتيجة كم وسبعون بالمائة ضد تعديل الدستور ولجبنك اولشئ في نفسك لم تقل باستمرار البشير بالسلطة
    ولعلمك الشعب اوعي من ان تحلل بفهمكم اللمتعالي والغطرسة التي تحجب عن ااعينكم الغضب المتنامي والبركان الذي يغلي لابد ان ينفجر يوما ما وعندها ستعرف ياعثمان من هو المسكين

  2. الشعب السوداني ليس بمسكين كما وصفت وانما انخدع ببدايتكم المشئومة والخديعة باسم الدين وكنتم وبعض دهاقنتكم بما يسمي اعادة صياغة الفرد السوداني بافكار جهنمية تارة بالجهاد وتزكية المجتمع وخزعبالاتكم التي قسمت الشعب الي فسطاطين انتتهازي وانهزامي وهم الاغلبية التي سميتهم المساكين وكما كتبت مؤخرا عن استطلاع وكانت النتيجة كم وسبعون بالمائة ضد تعديل الدستور ولجبنك اولشئ في نفسك لم تقل باستمرار البشير بالسلطة
    ولعلمك الشعب اوعي من ان تحلل بفهمكم اللمتعالي والغطرسة التي تحجب عن ااعينكم الغضب المتنامي والبركان الذي يغلي لابد ان ينفجر يوما ما وعندها ستعرف ياعثمان من هو المسكين

  3. ما دام بكري حسن صالح لكم بالعصا والمرصاد سيتحسن الوضع رغم أنفك وبالتدريج … يا ولد الاجرام الاعلامي انتا ياعثمان ميرغني

  4. حـل مـشاكل الـسـودان كلهـا تنحـصر فى محاربة والقـضاء عـلى الـفـسـاد . نـعـم الـفـسـاد , نـعـم الـفـسـاد نـعـم الـفـسـاد ما لم يـتـم ذلك فـسـوف يـبـقـى الوضـع كما هـو . سـوف يـكون اجـمـل واحـسن الأخـبار للمواطن السودانى ان يـقـرأ يومـيا فى الصحـف عـن محاكمة احـد اللصوص أو فـصل احـد الموظـفـين وقد تـمـت محاكمته بـفـساد فى مجـال عـمله أو فصل وزير وتـقـديمه للمحاكمة بـتـهـمة الـفـساد أو اقالـة والـى وتـقـديمه للمحاكمة بتهمة الـتصرف فى اراضى حكومية الخ .. ولكن هـل يمـكن عـمل ذلك ؟ ؟ ؟ هـذا هـو الـسـؤال الـمـحـيـر بوبـى .

  5. استاذ عثمان .. صحيح أن الحلول السياسيه ( والتى حلها صعبا جدا إن لم يكن مستحيلا..!) قد تكون مقدمة على الحلول الاقتصاديه وإن كان إقتصاد هذا النظام من الصعب أن جدا توصيفه ضمن انظمه إقتصاديه متعارف عليها .. ومع ذلك إذا كانت المشكله التى جعلت الشعب السودانى يعيش هذه الضائقه المعيشيه (باستثناء منسوبى النظام والملحقين بهم ..!!) فإذا كانت العقوبات الأمريكيه هى السبب وقد رفعت إذن يكون عذر النظام فى تجويع شعبه والضائقه التى سببها له حتى إعتذر عنها رئيسهم مؤخرا وطلب العفو .. يكون ليس هنالك عذر بعد الآن للتضييق على المواطن السودانى إذن – ان كان هذا النظام جادا فى توفير سبل الحياة للناس وان كانت العقوبات فعلا هى السبب – فليبدأ هذا النظام بتخفيض سلعه هو اولا .. يعنى يبدأ بالمواد البتروليه وتخفيض الكهرباء وفاتورة المياه ورسوم الجمارك والضرائب وكل الرخص التى توضع على التعاملات بين المواطن ودواوين الحكومه ( ماتنسوا شهادات الوفاه .. !!) وتفرض مجانية العلاج والتعليم وغيرها من الجبايات .. وطبعا هنالك حلا يبدو ساهلا نظريا لكنه المستحيل نفسه .. وقف الفساد ..!!
    هذا نظام فاسد فى نفسه ومفسد لغيره ومن المستحيل أن يغير من طبعه .. هنالك طريقه واحده لإصلاحه .. إبادته .. نعم إبادته .. وليس هنالك رجاء من السفيه او خايب الرجاء .

  6. اي انتصار سياسي؟ السلطة قالتها على السنة كل مسئوليها بما فيهم رئيسها الراقص: اذا رضت عنا امريكا فاننا قد فارقنا الشريعة : فهل التنازل عن المبادئ انتصار سياسي؟
    حين يقوم مخبول بكسر صحن فان اعادة تجميع الصحن المكسور ليس انتصارا! امريكا حاربت السلطة الحاكمة في السودان بسبب جهلها و طيشها السياسي و سياساتها الشتراء الخرقاء و شعاراتها الجوفاء … السلطة تخلت عن مبادئها و شعاراتها فاي انتصار هذا؟
    في التبرير لعداء امريكا للنظام ظل اخوان ابليس يرددون على مسامعنا الآية الكريمة ” و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم” …. فهل اتبع النظام ملة اليهود و النصاري لترضى عنهم امريكا؟ ثم اي انتصار سياسي هذا؟!

  7. مقال لا باس به .. يعني ما بطال
    ياليت يا سيد عثمان في مقالتك القادمة تتكلم لينا بكل وضوح عن رؤيتك لـ التسوية السياسية الشاملة ابراء لذمتك …
    وانا متفق معاك انو بدونا ما حينصلح الحال …

  8. الاخ الاستاذ عثمان ميرغني
    اي مستثمر أجنبي يقيم ويدرس المخاطر قبل أن يستثمر في أي دولة ومن بين المخاطر المخاطر السياسية
    Politcal risk ويقارن درجة المخاطر مع العائد المتوقع والنظرية مخاطر عالية عوائد عالية فازدياد درجة المخاطر تجعل المستثمرين لا يقدمون إلا على المشروعات ذات العوائد التي تغطي المخاطر والاستقرار السياسي بلا شك سيقلل من المخاطر السياسية وسيزيد من تدفق الاستثمارات الاجنبية

  9. الوزير و الخفير في السودان فاكرين الوطنية غناء و شعر و نقزي ….يا اخي ازرع شجرة تكون وطني اكتر مرقن الدي يرقص على انغام الاغاني الحماسية لساعاتيا اخي ازرع شجرة نيم ان شا الله

  10. الوزير و الخفير في السودان فاكرين الوطنية غناء و شعر و نقزي ….يا اخي ازرع شجرة تكون وطني اكتر مرقن الدي يرقص على انغام الاغاني الحماسية لساعاتيا اخي ازرع شجرة نيم ان شا الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..