يحيا الشعب..!

تتسارع وتيرة الاحداث في البلاد علي مختلف الجبهات بصورة تشير الي أن سمة تحول كبير سوف يحدث خلال فترة قصيرة جدا..المتابع لأخبار الصحف اليومية يستشعر حالة الغليان المجتمعي علي المستوى السياسي والإجتماعي وبصورة ملفتة بين الشباب..هذا الغليان مترجم بأفعال هنا وهناك(مستصغر الشرر).!
حالة إستقطاب كبرى تحدث بين فئات الشعب في مواجهة الخطر الكبير الذى تمر به البلاد وفشل المواطن في تدبير معاشه مع فقدان العملة لقيمتها والإرتفاع الجنوني للأسعار كافة..الشعب قفز علي مفاوضات السياسيين وأستنكر الأجندة المغلفة بانقاذ الوطن ونجدته..واخيرا فهم معاني(ما حك جلدك مثل ظفرك) هذا الاستقطاب في جزئه الأكبر لا يبدو منظما ..هناك بالقرب من بائعي الخضر تتجمع(يوميا) نساء غاضبات في مختلف الاحياء ..هؤلاء النسوة إجتمعن علي ضرورة التحرك وعدم الرضوخ بعد اليوم ..المدهش التحول الكبير في مجتمع(ستات البيوت) .فالنظرة أصبحت شاملة ..أحساس بفقدان وطن كبير وليس أسرة صغيرة ..ونفس المشهد يحدث في الوسط الذكورى ..المعاشيين الذين يتجمعون أمام المنازل وفي الميادين والأندية ..والشباب في(صالونات الحلاقة) وفي أزقة الأحياء وفي المواقف والأندية والجامعات وفي المساجد وفي المنازل وفي بيوت المناسبات وجلسات السمر .. أركان نقاش سياسي حر وصادق ..حتي الأطفال وجدوا نفسهم دونما تدبير مسبق يشاركون الكبار(محنة الوطن).!
خطورة هذا الإستقطاب التلقائي علي السلطات ..أنه غير قابل للتحكم الرقابي .. يحدث أثناء ممارسة الحياة اليومية ويتسلل عبرها(باندياح) .. لا يعتمد علي خطط وبرامج .. روحه(شعلات) التحريض الإيجابي ..الغيرة علي الوطن ..والأسرة .. الحياة الكريمة ..رد الكرامة والإعتبار .. انتزاع الحقوق .. التحرر ..وغيرها من المطالب الإنسانية والوطنية ..شحنات ضخمة من الغضب حلت محل الخوف تسللت إلي نفوس المواطنين تمثل قنابل موقوتة تعمل بصورة عشوائية قد تنفجر في أي وقت ..!
صدقوني لو إبتدرت أي قيادات(بقلب جامد) فتح الشوارع أمام هذه (الجيوش المنزلية).لما أستطاعت أي قوة كانت ردعهم مهما إستخدمت من أساليب قمعية..فالشعب اليوم لم يعد لديه ما يخسره ..كل أسرة في هذا البلد المأزوم مكلومة بشكل او اخر بسبب الأوضاع السيئة وما زاد الأمر سوءا هو إحساس المواطن بأن الحزب الحاكم ينظر بعيدًا عن ازمة الوطن والمواطن .. الأمل في يوم بكرة الذى كان ينتظره المواطن بلغ (ربع قرن) من زمان الإنتظار ومات الكثيرون وقد حملوا آمالهم واحلامهم معهم ..ويعيش بعضهم أيامهم الأخيرة ولا يحتاجون هذا الأمل ..ولكنه ترك مرارات لدى الشباب الخارج من هذه الاسر الممتدة ..شباب تحطمت أحلامهم علي صخرة الواقع الصادم.!
الإستقطاب يجرى علي أشده ..وهناك في أمكنة مختلفة إستقطاب أخر منظم حدوده أبناء الوطن خارج السودان..وهمسات هنا وهناك ونظرات مشحونة بالحديث و(راندوك) يحمل لغة جديدة antivirus الرقابة ..والأحداث تتسارع والشارع يغلي وفي مكان أخر تنشط حركة الطيران جيئة وذهابا تحمل وفود من الحزب الحاكم ومن المعارضة ولكنها لا تمر بالمواطنين.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لتحية لك ايتها الاستاذة الملاقة وانت تتابعين حركة الشارع المصدوم من هؤلاء القتلة..فهذة قرءاة ممتازة ودقيقة ومرتبة للواقع المعاش..لقد قلتى ما يعيشة الشارع الان..واصلى فبمثل هذا المقال..تبدا حركة التغير الجادة والناس جاهزون..وفقك اللة وسدد خطاك..ودمتن بنات وطنى السودان..

  2. سلام الأخت هويدا سر الختم ،،، مقال جميل ،،،لك التحايا العطرة من ديار الغربة،،،لازلت اذكر مكتبكم العامر في الخرطوم ،، لازلت اذكر التيار والأستاذ عثمان ميرغني ،،، لازلت اذكر اخي الشقيق مهدي محمد صالح ،،،لك الف تحية من الولايات المتحدة،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..