الرئيس منو ؟ دي قضية تخصنا نحنا

بسم الله الرحمن الرحيم

تقول الطرفة أن موظفاً يعاني من مشاكل دائمة مع زوجته سأل زميله الذي لم يشتك يوماً من خلاف مع زوجته عن السر في ذلك ..فأجابه بأن السر في تقسيم المسئوليات بيننا ..فرجاه أن يهديه لطريقتهم في التقسيم..فقال..أن قضايا كيف يُصرف راتبه وماذا يلبس هو وأبناؤه ومشتروات البيت ..مثل هذه القضايا التافهة هي مسئوليات الزوجة ولا يتدخل في إبداء الرأي فيها مطلقاً لذا يقوم بتسليمها المرتب كاملاً بعد صرفه.. أما القضايا الكبيرة مثل العلاقات بين الدول وقيام دولة فلسطينية والصراع السني الشيعي فلا دخل لها مطلقاً فيها وهكذا نعيش بسلام !!
تكاد تنطبق هذه النكتة على حال المتحاورين والمؤتمر الوطني ..فقضايا النقاش في الهوية واقتصاديات الدول النامية وكيف يحكم السودان والعلاقات الدولية وما إلى ذلك من القضايا الكبرى تهم المتحاورين بما فيهم أعضاء الحزب الحاكم..أما من هو الرئيس ومتى يترك الحكم وسعر رطل السكر وجالون البنزين ورسوم العبور ..وعدد الوزراء وما شاكل ذلك من القضايا التافهة ..فهي من مهام الحزب الحاكم بعد الإشارة من الرئيس ولا دخل للمتحاورين فيها ..وهكذا يصنع السلام في جو معافى ويتبوأ السودان مكانته بين الدول…ولأن الشعب السوداني أفهم وأوعى في عقله الجمعي بخبرته وتجاربة مع هذه الوجوه السياسية ..فما عاد يهتم بما يدور في أروقة الحوار ..وبالقطع لم يكن منتظراً من مساعد الرئيس الأريتري ( عفواً السوداني) غير ما قال به بالأمس بعد اجتماع قطاعهم السياسي ( قطيعة فيهم ) ..فالكل كان يعرف أن رئيس النظام وحزبه كانوا يبحثون عن شرعية إنتخابية فلم يشاركوا ..وأن رئيس النظام يحتاج لتميمة التفويض الانتخابي فقاطعوا وهم يعلمون مآل الحال ..فلا غرابة ولا جديد فيما قال عن عدم جواز الحديث عن الفترة الانتقالية والمؤسسات الدستورية المفوضة من ( الشعب) فأي قلة أدب هذه التي تجعل المتحاورين يتحدثون عن دستور جديد بعد أن تم تعديله وفقاً لقانون الطوارئ ؟ وعن أي فترة انتقالية يحكون وهم قد رأوا أن النظام الشرق أوسطي والدول المجاورة يكون الرئيس رئيساً مدى الحياة ؟فهل نحن أقل من هذه الدول ؟ هذا انتقاص من هيبة الدولة والرئيس ..فلا تقربوه. ( بلا لمة) .

[email][email protected][/email]