الأعداء الحقيقيون

سأظل على قناعتي الراسخة؛ بأن مشكلة الاقتصاد السوداني لغز لا يمكن حله بتطبيق نظريات الاقتصاد المعروفة وعلمه المنشور. لأن هناك حلقات مفقودة، وتعقيدات غير منظورة، وغموض يرقى لاتهام البعض بالعمل جهاراً على تدمير الاقتصاد الوطني، وتحطيم المنتج المحلي. بينما هناك مجموعة لا يهمها إلا جمع الثروات بتخزين العملات الصعبة، والاحتفاظ بها في خزانات المنازل والمكاتب، والتي لا يكشف عن أمرها إلا واحد من لصوص هم أقرب إليهم مودة ورحماً، وأما ما ينفع الناس بالخير العميم من دعم المنتج، وتشجيع الإنتاج المحلي، فذاك أمر لا يعنيهم في شيء، لأن دعم المنتج المحلي سيساعد على تركيز سعر الصرف، وبالتالي خفض أسعار الدولار، والاسترليني، واليورو، وكل العملات التي فاضت بها خزانات بعض المكاتب الرسمية والمنازل.

عليه يمكن القول إن دعم المنتج المحلي يعني بالضرورة تقاطع مصالح “هؤلاء” الذين قد يكون بعضهم من ذوي النفوذ المالي، أو ربما “السلطوي”.

ألم أقل لكم إن بعض هذا “الغموض” يرقى إلى اتهام البعض بالعمل على تدمير الاقتصاد القومي من خلال محاربة المنتج المحلي، وإبعاده من دائرة الإنتاج وتحويله إلى مستهلك وحسب. وبالتالى الاحتفاظ بمزيَّة تصاعد أسعار العملات الأحنبية، ولا سيما الدولار. وفتح الأسواق لكل ماهو مستورد، ولعلِّي استدل على ذلك بأن كثيراً من أسعار منتوجاتنا المحلية لاتزال تسجِّل تدنياً مريعاً، على نحو يدفع بالمنتجين لامتهان السمسرة والأنشطة الطفيلية. بينما أسعار المنتوجات المستوردة الفاسدة والمسرطنة تتصاعد يوماً بعد يوم، أوليس في ذلك تشجيعاً وتحفيزاً لمستوردي السموم والأورام والموت..!!

ولعلَّ قاصمة ظهر المنتج المحلي؛ أن جميع مدخلات الإنتاج ترد بالدولار المتصاعد. وكذلك الإسبيرات، والكهرباء، والضرائب، والرسوم. هذا فضلاً عن كُلفة الحصاد، والأيدي العاملة. ومع ذلك ظلَّت الأسعار (زي الضل الوقف ما زاد)! ونتيجة لذلك فإن كثيراً من المنتجين المحليين خرجوا من دائرة الإنتاج، مثل أصحاب المصانع المحلية تماماً، والتي تعطَّلت، وتوقَّفت، واستسلم أصحابها للقدر، بعد أن بحَّت أصواتهم. وكذا المزارعون على آثارهم مهتدون..

هو سؤال موضوعي ومتجرِّد من كل هوى إلا هوى الأوطان: لمصلحة من يُدمَّر الاقتصاد القومي بهذه الطريقة المكشوفة.. ولمصلحة من يُحارب المنتج المحلي.. وتُقَصْقَص أجنحته، وتُقلَّم أظافره.. وتُوضع الأثقال على كاهله؟! فمن المستفيد من هذه الأوضاع المفضوحة..؟! ولعل الإجابة عن السؤال بسيطة.. ونقولها: إن مراكز القوى، والنفوذ المالي، وأمبراطوريات السُحْتِ، وخَزَنَةِ الدولار والعملات الأخرى.. والمضاربين.. هم المستفيدين من ضرب العملة المحلية، بمحاربة المُنتج المحلي، وإخراجه من دائرة الإنتاج..

اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك حين تقوم.. وتقلُّبك في الساجدين.

الصيحة

تعليق واحد

  1. “الغموض الذي يرقى إلى اتهام البعض بالعمل على تدمير الاقتصاد القومي من خلال محاربة المنتج المحلي،” هذه هي الحقيقة التي يعرفها مسؤلو الحكومة قبل غيرهم. فقد أكدت النائبة في المجلس الوطني بت الغبشاوي قبل سنتين انه عند البحث عن جذور اي فشل غي اي من مؤسسات الدولة ستجد ان تلك المؤسسة يجلس على قمتها أحد اعضاء المحفل الماسوني السوداني. كما صرحت المتحدثة باسم وزارة الصحة قبل اشهر ان اي مسؤؤل في الحكومة حينما يعرض عليه امر يحتمل ان يكون فيه اما مصلحة او ضرر بالوطن والمواطن فسوف لن يتردد ان يختار القرار الذي يضر بالوطن والمواطن . السودان مختطف من قبل حركة الاخوان المسلمين التي هي مكون اصيل من الصهيونية والماسونية العالمية غايتها تحطيم السودان (أو اي بلد }خر يقع في انيابهم) واستعباد اهله والسيطرة الكاملة على ثرواته الهائلة . وهذا ما بيرر خوف دول الخليج على مصالحها القومية وتجريم الاخوان المسلمين داخل اراضيها.

  2. “الغموض الذي يرقى إلى اتهام البعض بالعمل على تدمير الاقتصاد القومي من خلال محاربة المنتج المحلي،” هذه هي الحقيقة التي يعرفها مسؤلو الحكومة قبل غيرهم. فقد أكدت النائبة في المجلس الوطني بت الغبشاوي قبل سنتين انه عند البحث عن جذور اي فشل غي اي من مؤسسات الدولة ستجد ان تلك المؤسسة يجلس على قمتها أحد اعضاء المحفل الماسوني السوداني. كما صرحت المتحدثة باسم وزارة الصحة قبل اشهر ان اي مسؤؤل في الحكومة حينما يعرض عليه امر يحتمل ان يكون فيه اما مصلحة او ضرر بالوطن والمواطن فسوف لن يتردد ان يختار القرار الذي يضر بالوطن والمواطن . السودان مختطف من قبل حركة الاخوان المسلمين التي هي مكون اصيل من الصهيونية والماسونية العالمية غايتها تحطيم السودان (أو اي بلد }خر يقع في انيابهم) واستعباد اهله والسيطرة الكاملة على ثرواته الهائلة . وهذا ما بيرر خوف دول الخليج على مصالحها القومية وتجريم الاخوان المسلمين داخل اراضيها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..