أخبار السودان

أبرزهم “قوش”.. (القاهرة).. هل تُسلّم المطلوبين لـ(الخرطوم) ؟

منذ أن أعلن المجلس العسكري الانتقالي عن وضعه مدير جهاز الأمن والمخابرات صلاح عبد الله قوش قيد الإقامة الجبرية، عقب الاستقالة من منصبه تضاربت الانباء حول مغادرة قوش للسودان والبقاء فيه، وفي مايو من العام 2019 بعد شهر من سقوط النظام البائد اصدرت النيابة العامة اوامر قبض ضد صلاح قوش الا أن القوة التابعة لجهاز الامن والمخابرات المكلفة بحراسة منزل قوش تصدت للنيابة ورفضت تنفيذ أمر القبض، وكان قوش قد غاب خارج البلاد لفترة من الوقت دون تحديد وجهته الخارجية، وتضاربت الأنباء بشأن مكان وجوده ليظهر بعد فترة في القاهرة، وفي بداية الثورة طرق النائب العام وقتها تسليم قوش لكن مصر تعنتت في تسليمه .

وأعلنت النيابة أن قوة حراسة تابعة للأمن الوطني منعتها من تنفيذ أمر بالقبض على الرئيس السابق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح قوش وتفتيش منزله على خلفية دعوى جنائية بحقه، وقالت في بيان “على إثر دعوى جنائية أمام نيابة مكافحة الثراء الحرام والمشبوه المتهم فيها صلاح عبدالله محمد (قوش) المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، تحركت قوة من الشرطة يرأسها ضابط برتبة عميد وتحت الإشراف المباشر من وكيل أول النيابة ووكيل النيابة المختص لتنفيذ أمر القبض والتفتيش على منزل المُتهم” ، وأضافت “تصدت القوة المكلفة بحراسة منزل المُتهم المذكور والتابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني للأمر الصادر، ورفضت تنفيذه أمام وكلاء النيابة العامة”. وأوضح بيان النيابة أن ما قام به حراس منزل قوش “يدل على الانتهاك الصارخ للقانون وسيادة الدولة من قبل قوات جهاز الأمن والمخابرات الوطني”.

وفي يناير الماضي أصدر النائب العام مولانا تاج السر الحبر خطابات استعجال لاسترداد عدد من المتهمين الهاربين بواسطة الانتربول، وطلبت الخطابات استرداد كل من المتهم صلاح عبد الله محمد صالح الشهير بــ(قوش)، د بدر الدين محمود عباس، نادر العبيد، وكمال الدين حسن علي بابكر بخصوص قضية العيلفون. ورداً على طلبات التسليم هذه ردت الحكومة المصرية بأن المدعو صلاح قوش غير موجود على أراضيها وأنه غادرها لدولة مجاورة، ورفضت تسليم كمال حسن علي متذرعة بأن القضية سياسية.

وكان وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف قد كشف عن اجتماع مغلق بين رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك و مديري المخابرات في السودان ومصر أكد على تسليم السودانيين المتواجدين في مصر من المطلوبين في جرائم جنائية و من يمارسون نشاطاً سياسياً معادياً للسودان، وقال يوسف عقب عودة رئيس الوزراء ووفده المرافق من مصر إن الاجتماع المغلق لحمدوك ومديري المخابرات في السودان ومصر ناقش تطوير التعاون الأمني وصد المهددات المشتركة الخارجية والداخلية التي يمر بها البلدان.

وطبقاً لصحيفة “الحراك السياسي” أمس فان اتفاقاً أمنياً بين السودان ومصر ضيق الخناق على عدد من رموز النظام البائد ممن فروا إلى هناك عقب الإطاحة بنظام المخلوع في أبريل 2019، ومن أبرزهم مدير جهاز أمن النظام البائد صلاح عبد الله قوش، ومبعوث المخلوع للجامعة العربية كمال حسن علي الذي يتهمه أولياء أمور شهداء معسكر العيلفون بالتسبب في المجزرة التي راح ضحيتها مئات الشباب غرقاً، وبرصاص القوات النظامية الموجودة بالمعسكر عشية وقفة عيد الأضحى في العام 1998. وقالت الصحيفة إن اتصالات بين المسؤولين في البلدين تجري لتنفيذ الاتفاق وتسليم المطلوبين.

ويؤكد مصدر بالنيابة العامة فضل حجب اسمه لـ(الانتباهة) عدم وجود مانع في تسليم القاهرة المتهمين السودانيين من رموز النظام البائد المتواجدين على ارضها من الناحية القانونية، وأضاف قائلاً من الناحية السياسية الامر يبدو صعباً، ونبه إلى أن برتوكولات اتفاقية تسليم المتهمين بين الدول، السودان ومصر موقعان عليها، وقال إن قوش متهم في بلاغات كثير جداً وهناك اوامر قبض صدرت في حقه، واسمه كمتهم ورد في النشرة الحمراء في قائمة القبض الدولي واصبح مطلوباً دولياً، وأضاف قائلاً يمكن لمصر أن ترفض وتقول إن المتهمين غير متواجدين باراضيها .

ويرى المحلل السياسي النور حسن أن مصر تعنتت في البداية في تسليم صلاح قوش وبقية المتهمين من رموز النظام البائد المتواجدين على ارضها، وقال لـ(الانتباهة) لكن من الواضح أن مصر في الوقت الحالي لا تجرؤ على رفض اي طلب للسودان الذي تريد منه اين يقف معها في قضية سد النهضة ضد اثيوبيا، وأضاف قائلاً في سبيل ذلك يمكن أن تدفع القاهرة اي ثمن حتى ولو بتسليم “قوش” الذي احتضنته ووفرت له حماية خاصة .

وأكد النور ان القاهرة سوف تقوم بتسليم بقية المتهمين من رموز النظام البائد للسودان بكل سهولة، وقال تسليم بقية المتهمين مسألة اجراءات فقط والقاهرة لن تمتنع عن ذلك في هذه المرة، في وقت جزم فيه النور بأن قوش اصبح اقرب إلى الكرت المحروق في نظر مصر وانها لن تستفيد منه كثيراً ولن تتمسك به، وقال “قوش” لم يعد بعد رجل المخابرات الذي تخشى منه الدول، ولفت إلى ان رفقاء قوش من العسكر قد اداروا له ظهورهم وتبرأوا من دوره في الثورة .
الانتباهة

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..