هل هو "غرام الضرائر" بين الأقباط والإخوان!!

ا أعرف ماذا أقول بعد كل ما قيل.. عبارة رددها الكوميديان عادل إمام "أيام ما كان بيضحكنا"، وها نحن نرددها إزاء المشهد الطريف الذي نضحك من القلب بمعايشته.
فما بين غفلة عين وانتباهتها تبدلت العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وذلك على لسان أكثر من قائد بها وبين القطب المسيحي رجل الأعمال الشهير المهندس نجيب ساويرس.
فرغم التوتر الحاد في العلاقة ما بين الفصيلين والتي كانت دائما ما تعكسها التصريحات المتشنجة بينهما، بتنا اليوم أمام مشهد آخر قوامه الرئيسي الأحضان والقبلات وعبارات المغازلة الرائعة.
فقبل أيام، فجر المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدى عاكف مفاجأة من العيار الثقيل حين أعلن عدم ممانعته في أن يترأس مسيحي منصب رئيس حزب "الحرية والعدالة" الذي تعتزم الجماعة تأسيسه قريبا إذا انتخبه أعضاء الحزب.
موضحا أن الجماعة سترحب بذلك لأنه سيكون نتاجا لتجربة ديمقراطية ما دام هذا الرئيس القبطي للحزب جاء عن طريق الانتخاب وحظي بقبول أعضاء الجمعية العمومية للحزب وسيسير على برنامجه في شتى النواحي.
وبعد أقل من يومين رفع د. عبد المنعم أبو الفتوح سقف تصريحات المحبة الوردية حين قال أنه ليس لديه أي تحفظ على أن يترشح مسيحي لرئاسة مصر، ومن ثم إذا فاز فلن يعترض أحد على هذا الاختيار.
ولم تكد تمر ساعات إلا وحاول رجل الأعمال نجيب ساويرس رئيس حزب "المصريون الأحرار" ? تحت التأسيس ? رد المجاملة القلبية الرقية حيث أكد إنه يرفض تولي مسيحي رئاسة الجمهورية لما سيكون له من حساسيات في مصر.
وأوضح عدم ممانعته في تولي "إخواني" رئاسة الجمهورية شريطة أن يلتزم بمبادئ العدالة والمساواة بين المسلم والمسيحي والرجل والمرأة.
وحسب ما جاء بموقع "أخبار مصر", قال ساويرس إن حالة الحراك السياسي والحرية السياسية التي تشهدها مصر بعد الثورة ستخلق مجتمعا أكثر وعيا وفاعلية في المشاركة السياسية، مطالبا كافة الشباب بالانتماء إلى أي حزب سياسي يرون أن برامجه تتوافق مع رؤاهم.
وإلى هذا الحد فالكلام رائع وجميل جدا إذا خلصت النوايا، فدائما ما كدت أصاب بالجنون حين أرى خلافا بين عائلتين أو شخصين سرعان ما يتحول الحديث عنه إلى شبح فتنة طائفية لمجرد كون الجاني أو المجني عليه مسلم أو مسيحي.
وكنت دائما أسأل ما الذي يختلف فيه المسلم مع جاره في السكن والوطن المسيحي حتى نصنف الحادثة على أنها طائفية.
فالمؤكد أنه لا توجد خلافات بين المسلمين والمسيحيين في أي أمور عقائدية أو حتى عادات وتقاليد.
فالديانتين الإسلامية والمسيحية لا يختلفان حول تحريم الخمر مثلا أو القمار أو ضرورة الاحتشام لذلك فلا يمكنك أن تميز السيدة المسلمة من المسيحية ولا الفتيات ولا الشبان، فليس هناك خلاف عقائدي أو مذهبي أو حتى صراع مصالح ولا تقاسم ثروات فكلنا مطحونون والحمد لله.
الأمر الذي يجب الانتباه إليه فقط أننا نتمنى أن تكون هذه التصريحات نابعة من القلب فعلا وليست للاستهلاك الإعلامي أو لخدمة أغراض دعاية سياسية لحين تكوين الأحزاب، ونتمنى أن يكون الموضوع بعيدا عن نظرية "غرام الضرائر".
محيط