أخبار السودان

السودان: تفاقم أوضاع المتضررين بسبب الفيضانات… وانتقادات للتقصير الحكومي

ما زالت تداعيات السيول والفيضانات التي تضرب أنحاء مختلفة من السودان منذ أسابيع، تلقي بظلالها على حياة آلاف المواطنين، في الوقت الذي تبدو السلطات عاجزة عن معالجة آثارها.
وبفرق يوم واحد، عن زيارة القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، للمتضررين من السيول والفيضان في ولاية نهر النيل شمالي البلاد، وصل قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى هناك، وهو الأمر الذي أثار التساؤلات حول زيارة قطبي السلطة إلى الولاية نفسها.
بينما ذهب عضو مجلس السيادة الانتقالي الطاهر حجر إلى مدينة المناقل في ولاية الجزيرة التي تعاني من السيول والفيضانات.
وتمحورت أحاديث المسؤولين السودانيين حول وعود بالحل، وتسيير قوافل دعم وإسناد كتبرعات، فيما تبدو الأمور على الأرض أكثر سوءاً حسبما أفاد متضررون ومسؤولون محليون.
وفي شرق السودان، وصف مفوض العون الإنساني في ولاية كسلا، إدريس علي محمد لـ “القدس العربي”، الأوضاع في ولاية كسلا بـ “الخطيرة”، مشيرا إلى أن الأوضاع قد تتفاقم حال هطول مزيد من الأمطار.
وأشار إلى أن الوضع يستلزم الرصد الدقيق للأضرار والمساعدات العاجلة، الأمر الذي يتسم بالصعوبة لجهة صعوبة الوصول لعدد من المناطق.
وقال إن التعامل مع الأوضاع في ولاية كسلا يتم بجهود محلية، لافتاً إلى الحاجة السريعة للتدخل لإيصال أدوية الطوارئ وخدمات الإيواء والغذاء والمعينات الأخرى.
ولفت إلى أن السيول تحاصر قريتي تندلاي ودقين بشكل كامل في كسلا وأم رهو في حلفا الجديدة.
وأضاف: الطرق مقطوعة والوصول صعب للمتضررين، لذلك قدمنا نداء عاجلا للمنظمات للتدخل.
في الموازة، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في السودان، عبد الجليل عبد الرحيم، لـ “القدس العربي”، إن 8993 منزلا انهارت انهيارا كليا و 14953 جزئيا فضلا عن تضرر 24 مرفقا عاما و39 من المخازن والمتاجر، مشيرا إلى أن أكثر الولايات المتضررة هي ولاية نهر النيل، شمالي البلاد.
وأضاف: هناك تحركات واسعة من الدولة للوصول إلى المناطق المتأثرة وإغاثة المتضررين، وأن الدفاع المدني يقوم بالتنسيق مع بقية الأجهزة الأخرى في الصدد.

مبادرة

في السياق، طرح القيادي في مشروع الجزيرة والمناقل، المزارع الطيب محمد بخيت شيقاب، مبادرة لمجموعات المزارعين للتحرك وجمع المال لإغاثة المتضررين في الولاية.
وقال إن الأوضاع سيئة في المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية في قرى المناقل، مشيراً إلى تضرر المنازل والممتلكات والزراعة بجانب إخلاء السكان لمناطقهم. وأكد أن زيارة عضو المجلس السيادي الطاهر حجر، مجرد وعود فقط، ولم تثمر عن شيء حتى الآن. بينما أكد عضو لجان مقاومة الحوش في ولاية الجزيرة، عوض الكريم محمد البشير لـ “القدس العربي”، أن منطقة الحوش في حالة غرق منذ 5 أيام.
وقال إنه لا وجود للمسؤولين في ظل انقطاع الكهرباء والمياه عن كل المنطقة. ولفت إلى أن المواطنين يتنقلون بـ(التراكتورات)، مشيراً إلى سقوط كبري الحوش، في ظل عدم استجابة المسؤولين لسوء الأوضاع هناك.
وأوضح أن ما يعانونه لا يوصف، وقال: “تهدمت آلاف المنازل. الناس في العراء والأوضاع الإنسانية سيئة لا وجود لمعينات صحية أو علاج. حالة سيئة في الحضيض. لا توجد مواصلات. المياه تحاصر الحوش من كل الاتجاهات، في ظل سيول مهولة وأوضاع مؤلمة. هناك وفيات وحتى المقابر مطمورة بالمياه لا نعرف أين ندفن موتانا.”
وأضاف: “حي السلام غرق تماماً، أما القرى القريبة من الحوش والامتداد، ليست لديهم إمكانات، نبحث عن تراكتورات لإصلاح الكهرباء. أكثر من 5000 من المتضررين موجودون في العراء.”
وتابع: “لا توجد مخيمات أو دعم، الناس يائسة في ظل غياب الحكومة، نحتاج لآليات لتصريف المياه. أمراض التايفويت والملاريا والكبد والوبائي منتشرة، نحتاج لخيام ومعينات غذائية وعلاجية الوضع حرج للغاية”.
وقالت الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة في وزارة الصحة، في ولاية الجزيرة، في تقريرها أمام اجتماع مديري الإدارات العامة والفرعية عن انهيار 168 منزلا انهيارا كليا و1006 منازل انهيارا جزئيا وانهيار 64 دورة مياه و2 مرفق حكومي و3 إصابات و7 وفيات جراء السيول والأمطار في الفترة من 11يوليو/ تموز وحتى 13 أغسطس/ آب.
فيما كشف وزير البنى التحتية في الولاية أبو بكر عبد الله عن تسجيل 7 حالات وفاة ثلاثة منها في محلية الحصاحيص، بالإضافة إصابة واحدة وتأثر 124 أسرة بالأمطار.
وأشار إلى انهيار 28 منزلا كليا و111 منزلا جزئيا، إضافة لانهيار 38 دورة مياه وتأثر متجرين.
ولفت في تصريحات صحافية، إلى الدعم من قبل المجلس القومي للدفاع المدني في توفير الاحتياجات الأساسية من طلمبات شفط المياه الصغيرة والكبيرة والمشمعات و”شيكارات الخيش” والخيام وبجهود وزارة الري في تطهير وتأهيل المصارف الرئيسية خاصة مصرف الشوال.
وقالت لجان المقاومة ـ أبوحجار، جنوب شرقي السودان، إنه “بينما ألمّت بمواطني مدينة أبو حجار وغيرها من مدن وأرياف البلاد كارثة السيول والأمطار، ما زالت السلطة التنفيذية الانقلابية غائبة تماماً، ولم تقدم شيئاً يذكر للمتضررين في الكارثة الأخيرة”.
وقال البيان إن “أغلب المنازل التي تهدمت تقع قُرب الطريق القومي الخرطوم – الدمازين، لذا فإن أغلب المواطنين لجأوا لباحة الطريق وبعد ذلك وضعوا المتاريس تعبيراً عن سخطهم من السلطات المحلية والولائية لعدم سماع نداءات استغاثاتهم، وهم في العراء بلا سكن ولا طعام ولا مأوى”.

مأساة حقيقة

وأضاف البيان: “بدلاً من البحث عن حلول للمتضررين بعد أن غطت السيول حيّهم بالكامل في مأساه حقيقية، أمرت السلطة الانقلابية بفض تجمع المتضررين عبر قائمة أصدرتها بالقبض على 50 شخصاً معظمهم من النساء لتتم مطاردتهم عبر الأحياء بالسيارات العسكرية في شكل بربري، والقبض على أكثر من 25 شخصا ومحاكمتهم بمحاكمات إيجازية فورية، حيث حكم عليهم بالجلد 25 جلدة والغرامة بثلاثمئة ألف جنية سوداني وفي حالة عدم الدفع السجن 6 أشهر”.
واجتاحت سيول وأمطار غزيرة الأحياء الغربية لمدينة أبو حجار، وتسببت في خسائر فادحة تمثلت في انهيار المباني وانقطاع الكهرباء ومياه الشرب، وغمرت المياه حي القادسية بالكامل، مما دعا المواطنين للخروج بأطفالهم إلى شارع الأسفلت، حيث هو المكان الوحيد الذي يقع أمام الحي ولم تغمره المياه.
واضطر مواطنو أبو حجار للبقاء في شارع الأسفلت وسط غياب تام لأجهزة الدولة التنفيذية المحلية والولائية، مما دعاهم إلى إغلاق الطريق القومي الخرطوم ـ الدمازين إلى حين النظر في أمرهم وإيجاد حلول ولو جزئية لحجم الكارثة التي يمرون بها، حسب بيان لجان المقاومة في أبو حجار.

القدس العربي

تعليق واحد

  1. وهي الحكومة تقدر تعمل شنو وكل البيوت انهارت ولابد من دارسة الامر والمياة دي بتجي من وين والسبب شنو وبعدين الاتصال مع الصين وروسيا وغيروا من الدول عشان يشوفوا لينا حل في مشكلة البيوت والظاهر بيوت الطين و الطوب والاسمنت مابتفع في السودان عاوزين بيوت قوية من مواد اخري ضد السيول لانها اصبحت شئ عادي وطبيعي ومتكرر ولي الناس تقعد في رواكيب مؤقتة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..