مؤتمر الحوار الغلب شيخو !!

() أنعقد يوم الأحد الماضي مؤتمر الحوار الوطني تحت شعار اللقاء التشاوري مع القوي السياسية حول المائدة المستديرة وصولا إلي صيغة حوار جامع . يجيء هذا المؤتمر بعد ربع قرن من سلسلة مؤتمرات الحوار الوطني التي بدأت بها الإنقاذ عهدها عقب انقلابها علي الحكم الديمقراطي بالبلاد .

() ربع قرن مضي علي حكم الإنقاذ التي بدأت دموية ، متشددة متغطرسة بررت كل وسائلها الظالمة من أجل تحقيق مشروع حضاري فشل فشلا ذريعا أفضي إلي دولة عاجزة تحيط بها الأزمات والحروب والفساد من كل جانب .

() بعد ربع قرن من الحكم الفاشل ثابت الإنقاذ إلي رشدها بحوار القوي السياسية التي انقلبت عليها بليل و كممت أفواهها ووضعتها في السجون والمعتقلات وصادرت كل الحريات و اتبعت التمكين لإقصاء المناوئين غير تلك الأرواح الطاهرة التي سفكت .

() كل الشواهد تؤكد علي أن أزمة الحكم أصبحت عاصفة في دولة اعتمد اقتصادها علي الضرائب والرسوم والجبايات ، انهارت الزراعة وقبلها الصناعة وأصبحت الخدمات الضرورية شبه معدومة وكل التوقعات تشير إلي قرب حدوث الثورة وانفلات الأمر لأنه لا كرامة مع الفقر الذي استشري بشكل فظيع.

() الأزمات الداخلية أفرزت أزمات خارجية تتمثل في الحصار الاقتصادي و تصدرنا قائمة دعم الإرهاب و قضية المحكمة الجنائية التي تهدد رأس الدولة التي صار شعبها أخذته الملاجئ والمنافي في الدياسبرا ومن بقي يفكر في التسلل لدولة الكيان الصهيوني .

() موافقة الحكومة علي قبول الحوار جاء من منطلقات( مكره أخاك لا بطل ) و ضعف النظام الذي درج علي تحدي شعبه وتعمد إهانته و استفزازه . القوي السياسية التي قبلت الدعوة للحوار استعجلت بلع الطعم قبل أن تتمسك بالضمانات الكافية سيما وان هذا النظام درج علي الحنث و النكوص وعدم الإيفاء بالوعود وكل الاتفاقيات التي عقدتها المعارضة شاهدة علي ذلك.

() تجارب الشعوب من حولنا جديرة بالاقتداء خاصة في المغرب وجنوب أفريقيا عند إقرار مبدأ العدالة الانتقالية التي تقوم علي الشهادة بالحقيقة التي يدلي بها المتضرر ويعترف بها جلاد والمتضرر له الحق في قبول الصفح أو المطالبة بالقصاص.

() العدالة الانتقالية هي قانون وهي ثقافة وهي كذلك ممارسة ، هي مبدأ متاح للكل يكون الالتفاف حولها من حيث التشارك في إرساء الحقيقة كاملة واعتماد المصارحة ثم المصالحة وهذا المبدأ ما يجعل قبول الحوار فرض عين علي جميع القوي السياسية المرتابة من مكر الإنقاذ ..

() يقول ابن خلدون أن التاريخ يعيد نفسه بأسماء جديدة ويقول كارل ماركس أن التاريخ يعيد نفسه في المرأة الأولي كمأساة وفي الثانية كمهزلة . في حوار الأمس الوطني لا توجد أسماء جديدة و يجب تبني العدالة الانتقالية كأساس لمبدأ الحوار الوطني الجامع حتى لا يصبح مهزلة .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كان يفترض ان يتم في بداية ايامهم السوداء وحوارهم كسلق البيض او السليقة الخالية من الملح بدون ( الجنوبيون و الحزب الشيوعي العريق العتيق العنيد)
    ** غايتو في الليلة الظلماء تفتقد النجمة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..