وحدة الإسلاميين في السودان.. أحلام يبددها الواقع

الخرطوم طارق عثمان
حالة من التفاؤل ظلت تبديها قيادات من إسلاميي السودان لموعد الوحدة بين حزبي المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس عمر حسن البشير وغريمه المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة حسن الترابي. فخلال الفترة الماضية، بدأت أشواق الوحدة تراود عدد من الإسلاميين من كلا الطرفين. ففي وقت اعلن المؤتمر الوطني عن إمكانية نجاح جهود ومساع تقودها قيادات إسلامية للوحدة، شدد المؤتمر الشعبي على ان وحدته مع «الوطني» «لا تعدو عن كونها احلام وان حزبه متمسك بموقفه الداعي لإسقاط نظام المؤتمر».
فمن خلال تصريحات المؤتمر الوطني المتفائلة، يمكن ان يقرأ بان هناك مرونة أبداها بعض قيادات الصف الأول من الحزب اللذين ظلوا طيلة أعوام المفاصلة بين الحزبين من اشد المعارضين يرفضون اي وساطات في القضية في ظل قيادة الحزبين الحالية باعتبار ان الخلافات كانت شخصية وليست خلافات فكرية او حول ادارة الدولة والحزب، كما هو ظاهر للعيان، حيث ظلت القيادات العليا من الطرفين تتحاشي اللقاء المباشر حتي في المناسبات الاجتماعية. وتساءل امين التنظيم في حزب المؤتمر الوطني الحاكم حامد صديق في تصريحات له قائلا: «لم لا يتم اللقاء بين البشير والترابي على خلفية الدعوة الى وحدة الإسلاميين؟».
بدوره، يعتبر حزب الترابي الحديث عن تقارب بينه وحزب البشير لا يعدو عن كونه «أحلاماً».
وشدد الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر في تصريح على «استحالة الجمع بين الحزبين باعتبار ان هناك قيادات داخل الحزب الحاكم ارتكبت جرائم بحق الشعب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ومنهم مطلوبون لمحكمة الجنايات الدولية»، على حد وصفه، مشيرا إلى أن حزبه يرفض «أي حوار ثنائي بينه والوطني مالم يكون مشروطا بقبول الوضع الانتقالي الكامل وفي اطار منظومة التحالف للقوى الثورية والسياسية».
البيان
الله لا يوحدهم إلا في جهنم……
– سؤال فيه استخفاف بعقولنا وضحك على ذقوننا .
– الترابي أس البلاء ، يدير الحكومة والمعارضة في آن واحد ، وهذا منتهى الاستخفاف بعقولنا والضحك على ذقوننا .
– لا يجوز وضع البيض في سلة واحدة ، فإن هلك النظام ، يأتيكم الترابي زعيم وقائد للثورة ومشارك في الديمقراطية ، وتلك هي المأساة الحقيقية .
كيف تتوحد الحركة الاسلامية وهذا الغراب الماسوني الظاهر في الصورة في سدنة الحكم