لعن الله الفقر!

تزايدت في الفترة الأخيرة جرائم السرقات بصورة ملحوظة في المناطق العامة والمواصلات وبالمنازل كذلك، وآخر صيحة السرقات كانت في مدينة زالنجي حاضرة وسط دارفور عندما اقدم مسلحان يستغلان دراجة نارية على مقر الهيئة الطبية الدولية وهددا الصراف ونهبا (250) الف جنيه مرتبات العاملين بها، نهاراً جهاراً وهربوا، وسبقهما بيوم نهب عربة بعد قتل مدير التعليم وابنيه بمنطقة بليل شرق نيالا حاضرة جنوب دارفور، والنماذج كثيرة على هذه الشاكلة لا حصر لها، وفي كل ولايات السودان، وليس دارفور فقط. لم تختصر الظاهرة بالولايات بل انتشرت في الخرطوم العاصمة والولاية، برزت بصورة ملحوظة سرقات المعدات الكهربائية، وانابيب الغاز من المنازل، بل ان واحدة من المجموعات المعترفة اتت ببوكسي في وضح النهار الى منزل الزميل محمد دفع الله بالوادي الأخضر بشرق النيل وبقوة عين رفعوا الثلاجة وذهبوا الى وجهة غير معلومة، كما انتشرت سرقات الموبايلات، وكنت واحد من ضحايا لجهاز موبايل لم أكمل اقساطه بعد، وتم سرقة شنطة الزميل عبدالله اسحق التي بداخلها جهاز اللابتوب، وكمرة وجهاز موبايل ومستندات مهمة في افطار اتحاد الصحفيين، كما عادت سرقات الموس بالمواصلات، وسرقات شنط النساء، وقصص كثيرة تروى.

هذه الملاحظة العامة الذي يحسها الناس أكدها تقرير حول الموقف الجنائي والامني بالمركز والولايات اصدرته وزارة الداخليه، والذي أكد زيادة بلاغات الأموال المدونة بمضابط الشرطة، وانخفاض بلاغات الجراح والقتل، رغم ما نسمع كل يوم من قتل وسحل، مما يدعم ان نسبة السرقات ارتفعت بصورة غير طبيعية، والتي تدل على التأثير الاقتصادي البالغ على أوضاع المواطن، وهو دليل لاتساع نطاق الفقر، الذي يحرض إلى فعل هذه المحرمات.

يعد انتشار السرقات علامة من علامات الفقر البائنة بيونة كبرى، بجانب زيادة عدد المتسولين، وانتعاش تجارة الملابس القديمة، حيث ظهرت بالخرطوم حالات لتبديل الثياب القديمة بأخري جديدة مع دفع فرق سعر في بعض المحال التجارية المشهورة مما يعني نعنشة سوق الملابس القديمة، بعد ان اندثرت تماماً، ونسأل الله ان ينعمنا بخريف خير وبركة، ويتضاعف الانتاج، حتى لا يزداد الشرخ.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نسال الله العلي القدير القادر أن يجلي القمة ويسعد الأمة ببركة هذه الأيام الفضيلة ويسعد جميع أهل السودان فهو شعب أصابته إبتلاءات كثيرة ومحن لاتحصى ولا تعد

  2. السيد الصحفي د/أنور شكرا علي الوقوف عند صميم قضايا المواطن لكني لا اوافقك الرأي اذا عزيت انتشار الجرائم تلك ل(التأثير الاقتصادي على أوضاع المواطن اواتساع نطاق الفقر) المسألة أكبر من ذلك نحن في دارفور والسودان منذ القدم كنا وما زلنا نحن واجدادنا وابناءنا فقراء ولكن لم يقدم احد من اجدادنا لارتكاب مثل هذه الفظائع والقتل المجاني ساحاول تقريب الصورة بايجاز حتي تعرف ما يدور الان خلف الضوء المرئ هنا عسي ان ستستخلص منها تحليلا وستفتح لك زاويا تفسيرية لعمق مسببات الاحداث في دارفور الا وهي (قد تحول الوضع في دارفور من جرائم احادية فردية الي جرائم قوميات ضد قوميات واصبح اثنيات مقابل اثنيات)

  3. الحكومة ياشمبال فاشلة في كل شئ حتى حفظ الامن الامن للمواطنين فشلت في توفيره ولو كان الجوع رجلا لقتلته لان الجعان بيسوي اي شئ ولا بيهمه حكومة ولا قانون

  4. شر البلية مايضحك والفقر وخاصة المدقع منها يولد الابداع وخاصة في الاقتصاد وحسن الدبير مما يجعل الناس اكثر دقة في تقدير اي شي اقتصاديا .
    قبل اكثر من 14 سنة كان الوضع في بوركينا فاسو اسوأ ما نحن عليه الان سوا ان هناك كان بفعل الطبيعة اما بفعلنا, وصل الاقتصاد هنا بان الواحد لايستطيع شراء حتي صابونةالحمام اذا اراط الاستحمام يذهب الى التاجر ويئجو صابون وبعد القضاء يقدر التاجر نسببة الاستهلاك ثم يرجع الباقي للرف في الدكان.
    اما ان يرجع السوداني بعزة النفس الوهمية التي ننعم بها الى استعمال القمامة هذا شيء عجيب سمعنا بان في الهند الواحد اذا ضاقت به الحال يمكن ان يستبدل ملابسه حتى الدخلية باهرى اقل منها للاستفادة من فارق السعر.
    عموما نسال الله التخفيف لاننا ضقنا واستكملت الحلاقات ورجعت تاني ضاقت و نتمنى من الحكومة منع وعدم السماح للاستغلاليين بادخال الاشياء المستهجنة لنا بحجة فقه الضرورة والضرورات تبيح المحزورات والفقرة قسموا النبقة والكلام القديم الذي يقتل الهمم
    نشكر صاحب المقال لملاحظتة الجميلة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..