مقالات وآراء سياسية

[توثيقيات لجحيم الحرب العبثية]

عمر الحويج
ومضات شعر/ سردية :
كبسولة : رقم [1]
حربهم تقتل ..
الأبرياء بالدانات ..  وإنعدام الدواء
سبق الإصرار لا وحدها الأقدار
ترسلهم إلى المنون  الداير الدوار
يموتون وهم عراة جياع
بلا جرعة ماء تبل الشفاه
يقبرون في الطريق
تأكلهم الذئاب تنهش
لحمهم الكلاب
ومن هناك ذات أولئك الكلاب
تظل ترسل الموتى
لتغذية الكلاب والذئاب .
ومضة : (2)
 إنطلق صوت حنجرة الدراما الذهبية .. عالياً
مستعيداً صوت تلك الدرامية .. باهياً
لحظتها إنطلق صوت القذيفة العبثية اللعينة .. متعالياً
التقى الصوتان في فضاء المسرح الدرامي .. ناعياً
صفعة صوت القذيفة العبثية ..  منادياً
أسكت صوت صفقة الإعجاب للحنجرة الذهبية .. معائداً
إغتيال القذيفة العبثية اللعينة..  باغياً
لصوت حنجرة الدراما الذهبية .. مباهياً
قالت معه .. لاتحفروا لي قبراً
سوف أرقد فوق .. معهدي
مسرحاً درامياً .. رائداً .
                                          ***
ومضة [3]
في صباحها التحنان أَعْلَّت من طبقات  صوتها الرنان
في صباحها الريان فراشة تتجول في بستانها الرويان .
حين كانت تدندن بأغنيتها الحبيبة إليها
لأنها تحمل نعومة إسمها وجمال رسمها وحلاوة لحنها الفتان :
“الشادن الكاتلني ريدو
هلك النفوس والناس  تريدو ..
مالو لو يرحم مريدو..”
أُعجبت إحدى (الدانات) عابرة الفضاءآت الحزينة
 بهذا الصوت الملائكي ، الملئ بالحنين والشجن .
فقررت أن تستأثر به لوحدها دون الآخرين  ،
فأخذتها إليها وخرجت ، ولم تعد حتى الآن .
ومن يجدها فليغني  معها :
“شادن الكاتلنا ريدا”
 مالو لو يرحم مريدو ..”
 “مالو لو رحمت مريدا “
                            ***
كبسولة : رقم [4]
إعتادت أذني :
على  إسمها .. الدانة
على رسمها .. الدانة
على جُرمِها .. الدانة
على فَتكِها .. الدانة
إلى أن جاء يوم   زارتنا .. ولكنا لم نرحب بها
إلى أن جاء يوم زارتنا .. ولكنها لم ترحب بنا
جالسة أنا أرتب لشاي الصباح .. وأطفالي الثلاث بقربي
زارتنا .. ولم ترحب بنا
زارتنا .. ولم نرحب بها
لأني حين نظرت .. لم  أجد كاسات الشاي المصطفة أمامي
كاسات الشاي  المرصوصة أمامي ..  أشلاء
نظرت .. وجدت  أطفالي الثلاث بقربي أشلاء
أشلاءهم إختلطت .. بأشلاء كاسات الشاي .. المصطفة أمامي كانت
بدأت دموعي تذرف ..تنزف
لم أجدها دموعي
جفت سريعاً .. دموعي
لم تعد تذرف .. تنزف
تحاضنت الأشلاء .. شربت شاي الصباح .. كان بدماء
أشلاء كاسات الشاي ..  المصطفة أمامي
بأشلاء أطفالي  الثلاثة .. بقربي
تحاضنت بعد حين أن جفت دموعي
تحاضنت أشلائي .. أشلاء أمهم .
أخذتها إليها وخرجت ، ولم تعد بعد .
                            ***
كبسولة : رقم [5]
في زمان مضى :
بأدبه الجم كان يحث أهل منزله عدم رمي النفايات أمام أعتاب باب بيته .
في  زمان  أتى :
كان بذات يديه يحمل النفايات بحماس إلى مزبلتها من أمام أعتاب باب بيته .
في زمان حاضر :
وجدوه حين عادوا بعد قذيفة عنيفة جثة مهترئة كان ذلك أمام أعتاب باب بيته .
في زمان اللحظة :
إحتاروا فلم يجدوا حلاً في مؤاراته الثرى غير قبره أمام
أعتاب باب بيته .
                            ***
ومضة : [6]
دفنوني ..
ما غسلوني ..
ما كفنوني ..
كما أنا .. دفنوني ..
نَظّْرت في عيونهم
لم أعرف نفسي فيهم
أعطيتهم إسمي كاملاً
عائشة أحمد المجذوب
لكني وجدتهم كتبوا رقماً
تأملته وجدته رقم قروبي .. !!
 لكنه يشبه رقمي الكودي
ضَحّْكت .. من عميق قلبي ..
وأعماق .. آهاتي .
رسمت لهم وجه ضاحك .
صَرَّخت فيهم .. حين رأيتهم يهيلون التراب علي جسدي .
 صَرَّخت خلف ظلالهم .
إسمي عائشة أحمد المجذوب .. !! .
أمي كانت معي ..
إسمها كلتوم آدم إسحق التوم ..!! .
ليس لديها رقم كودي .. أعطوها رقمي الكودي .
لا فرق .. نحن روح واحدة في .. جسدين .
لكنا أصبحنا روح واحدة في جدثين .
صرَّخْتُ فيهم من عميق قلبي ..
وأعماق .. آهاتي .
صِحْتُ في وجوههم
لكنني ما وجدتني
إنما وجدتهم غادروني
قبل أن أسمع نفسي أو يسمعوني ..
بكَّيتُ عائشتي نفسي ، ذاتي وأمي.
وأنا .. وحدي .
ندبت حظي .. ولولت وحدي .
على ذاتي .. وأمي .
الحي ووب .. الحي وووب عليّ ..
الحي وووب علينا .. أنا وأمي .
ثم تمخطت .. إستغفرت .. ثم
توسّدت رأسي وغفوت .
ثم وضعت لهم الوجه الباكي …
على رقمي الكودي
والوجه الباكي الآخر .. رقماً لأمي .
ثم فارقوني .. للظّلامِ .
 ووحدي تركوني دون أمي .
فقط رقم كودي .
 أخبروا أهلي
إنني أرقد هنا في قبري
برقمي الكودي .
وليس بإسمي .. الكائن المركون في شهادة ميلادي .
                            ***
ومضة : رقم [7]
ربطوه بحجر  والقوا به في النيل ..
غاص عميقاً .. في الأحلام
أيقظته حسناء ، حين اقتربت منه مبتسمة ..
همست في أذنه : أنا عروس النيل
همس في أذنها : وأنا عريس المجد
تماسكا ثم غاصا معاً – داخل البراح الهادئ .
                            ***
ومضة :- [8]
(كانا حبيبين ..
إلتقيا في ساحة الإعتصام
خرجت صباحاً .. جميلاً
لتقتني فستان  .. الفرح
حين عادت .. لم تجده
قالوا لها .. لقد استشهد
واصلت عملها في الساحة ..
بفستان زفافها  ..!!!
                            ***
ومضة:- [9]
خبروها عن نُصب تذكاري شادوه .. لحبيبها.
دمعت عيناها حزناً عليه .. ثم لتذكاره .. فرحت.
خرجت صباحاُ .. كي تؤانسه.
لم تجده منصوباُِ .. مكانه .
قالوا لها : لقد منعوه من .. الحضور..!!!
عرفت أنهم مرتين.. إغتالوا شهيدين
دمعت عيناها .. على شهيدها
الأول ..
ثم حزنت ..
على شهيدها
الثاني ..
وعادت بخفي  ..قلبين  ..
حنينين .. !!!                                                                             ***
ومضة :- [11]
إخترقت صدره
رصاصة معنية به قصداُ ..
إنبثق الدم الأحمر
توقف القلب اليانع الأخضر .
لكن الجسد تآبى على الأرض .. أن يتهاوى .
بل مشى .. ومشى .. ثم مشى .
ممتطئاُُ صهوة قدميه ..
فقد قرر  أن يموت
كما الأشجار  .. واقفاُ .
                            ***
ومضة :- [12]
جنجوكوز .. البيضة أولاً  أم الدجاجة – البيضة أكَّلت حبة
 وخَرَّجَتْ فولدِت نَمْلَة .
إسلاموكوز .. الدجاجة أولاً أم البيضة- الدجاجة أكَّلتْ حبة
 وخَرَّجتْ فولِدَّت نَمْلَة .
الجنجوكوز :تعاركا إنكسرت البيضة- فدخلت نَمْلَة أكَّلت حبة
وخَرَّجتْ فسالت منها دماء .
سلاموكوز .. تعاركا ماتت الدجاجة فدخلت نَمْلَة أكَّلت حبة
وخَرَّجتْ فسالت منها دماء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..