نص خطاب حمدوك في احتفال توقيع اتفاق السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الفريق أول سلفا كير ميارديت رئيس جمهورية حنوب السودان الشقيقة، السيد رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، السيد نائب رئيس المجلس السيادي رئيس الوفد المفاوض الفريق أول محمد حمدان دقلو، د.ريال مشار النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان، السيدات والسادة نواب الجمهورية وأعضاء حكومة جنوب السودان، ورئيس وأعضاؤ فريق الوساطة، السيدات والسادة أعضاء المجلس السيادي والوزراء، السيدات والسادة رفاقنا في قوى الكفاح المسلح الموقعة على إتفاقية السلام، ممثلي فوى الحرية والتغيير والمجتمع المدني وكل المشاركين من جنوب السودان ومن السودان، السيدات والسادة وفود الدول الشقيقة والصديقة وأعضاء السلك الدبلوماسي، ومنظمات الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي.
الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته…
هذا يوم تاريخي بحق وحقيق، في البداية أتقدم بإسم حكومة السودان وشعبه بجزيل الشكر والإمتنان والتقدير لإخوتنا في جمهورية جنوب السودان شعباً وحكومة، على إستضافتهم لهذه المباحثات التي تكللت بإتفاق اليوم، لايفوتني ولا نستطيع ان نجد الكلمات لتعبر عن شكرنا للقيادة الحكيمة والحصيفة لفخامة الرئيس سلفا كير، وعلى الجهود الكبيرة التي بذلها فريق الوساطة بقيادة المستشار توت قلواك، حقيقة كلنا من بعيد شفنا الطريقة المتميزة والزخم اللي أضافه سعادة المستشار لهذه المفاوضات، شكرا لك سعادة المستشار.
هذه الجهود التي تعكس الصفحة الجديدة التي فتحتها ثورة ديسمبر المجيدة في كتاب العلاقة بين الشعبين الشقيقين والمبنية على الحقيقة التاريخية حيث لا استقرار للسودان بدون دولة جنوب السودان ولا استقرار -في اعتقادي- لجنوب السودان من دون السودان. الاستقرار في البلدين سيشكل أساساً متيناً للتكامل الإقتصادي بين بلدين يتشاركان حدود جغرافية بطول أكثر من اثنين ألف كيلومتر وتاريخ مشترك ممتد بالإضافة للتداخل الإجتماعي، ولدينا عزم أكيد على لعمل لتطوير العلاقات وهو ما يخدم مصالح ملايين المواطنين في البلدين وفي كل منطقة الإيقاد.
أعتقد تتفقون معي أن رمزية إختيار جوبا عندها معاني كثيرة جداً ستسمح في خلق الزخم لتنفيذ هذا الإتفاق. التحية والتقدير لرفاقنا ف وفدي الحوار من الجانبين الذين هما جانب واحد في حقيقة الأمر، عملية صناعه السلام في السودان اليوم ليست تفاوضاً بين متحاربين أو متخاصمين بل هي نقاش عميق وشفاف بين شركاء متساويين في الوطن وفي الثورة.
عندما وقع إعلان جوبا في العام الماضي كنا نظن أن توقيع السلام سيكون بعد شهرين او ثلاثة أشهر، لكن إستمر التفاوض ليل ونهار وتواصل لسنة، ولكن لأن القضايا قيد البحث هي قضايا معقدة بها تركة تاريخية إستمرت عشرات السنين وأعتقد ما أُنجز هذا اليوم سيضع لَبِـنَة قوية جداً لبناء الدولة السودانية الجديدة.
وأدير حوار ثر حول تجاوز مظالم الماضي والتوصل لمعادلة حكومة مستقرة تضمن العدالة والمساواة والتنمية المتوازنة والمشاركة العادلة لكل السودانيين في إدارة شؤون بلادهم، وكذلك فإن النموذج الذي قدمه الوفدان في تجاوز خلافات ومرارت الماضي والولوج لنقاش قضايا المستقبل والإتفاق حولها هو ما يستحق الإحتفاء والتقريظ والإشادة بالقيادة الحكيمة والناجزة للوفدين.
إن الاتفاق اليوم قد فتح الباب لطريق نعرف بأنه صعب وطويل ولكننا وبدايةً بهذا الإتفاق سنعبره معاً حتى ننفذه بالكامل ونحن نضع مصلحة الوطن وشعبنا نصب أعيننا. ومن هنا، أوجه رسالتي لرفاقنا في الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة القائد عبد العزيز آدم الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبد الواحد محمد نور، نحن في إنتظارهم، أغلب القضايا تم نقاشها. يجب أن ينضموا لهذا السلام سنغنل بكل الجد لمناقشتها والتوصل لاتفاق وطني شامل يضمن اكمال بناء السلام والاستقرار في بلادنا الحبيبة السودان.
رسالتي للشعب السوداني إن هذا السلام أمانة يجب نحملها جميعاً ونتحمل مسؤوليتها. هذا ليس إتفاقاً ورقياً نضعه في أضابير الحكومة لكنه كائن حي يحتاج أن نتعهده جميعاً بالرعاية والعناية والإهتمام والإرادة السياسية حتى يبلغ أشده.
هذا سلام سوداني سوداني بامتياز يحمل ملامحنا وصورتنا، صنعناه بأيدينا وبجهدنا في السودان وجنوب السودان، لهذا هو مصدر فخرنا. ونحنُ نقدمه هدية ونموذج لأصدقائنا وشركائنا في منطقة الإيقاد والإتحاد الأفريقي.
وشكرنا وتقديرنا لكل من قدم يد المساعدة من الدول الشقيقة والصديقة، الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، واسمحوا لي بأن أخص بالشكر دول الإمارات، تشاد، مصر والسعودية وكل دول الإيقاد.
رسالتي الاخيرة والاهم في هذا اليوم، هي لأهلنا في معسكرات النزوح واللجوء، والضحايا وذويهم الذين دفعوا الثمن الاغلى للحروب الاهلية في السودان، هذا السلام الذي نضع لبناته الاولى اليوم هو سلام الناس، سلام المستقبل، سلام سودان ثورة الحرية والسلام والعدالة … وهو ما سيمهد الطريق لحقوقهم الطبيعية والمستحقة في العودة والاستقرار والامن الذي سيسود كل بقاع السودان.
حفظ الله بلدينا وشعبي السودان وجنوب السودان.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
#سلام_السودان