وفد إسرائيلي في الخرطوم… هل يلعب دور الوسيط؟

محلل سياسي: “أي سيولة أمنية في السودان مزعجة لإسرائيل”.
أستاذ علاقات دولية: إسرائيل لا يمكن أن تلعب دور الوسيط لفقدانها الديمقراطية
هبوط الطائرة الإسرائيلية في شرم الشيخ يحمل دلالات
الخرطوم: مهند بكري
قالت وسائل إعلام عبرية، إن وفداً إسرائيلياً وصل إلى العاصمة الخرطوم أمس، فيما لم تصدر السُلطات السودانية تصريحاً رسمياً بشأن الزيارة.
وبحسب المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن الطائرة انطلقت من مطار “بن غوريون”، صباح أمس، وتوقفت في شرم الشيخ في مصر للحصول على مسار طيران، ومن هناك اتجهت إلى السودان
ولم تكشف التقارير الواردة عن أسماء المشاركين في الوفد الإسرائيلي الذي يزور الخرطوم أو طبيعة عملهم، وقالت إنه من المتوقع أن يعود إلى فلسطين المحتلة ليلاً.
وفي نوفمبر الماضي، زار وفد إسرائيلي السودان بعد أيام من الإجراءات التي قادها المكون العسكري في مجلس الحكم ضد المدنيين.
ما بين شرم الشيخ والخرطوم
وبحسب قناة (كان) العبرية في نشرتها الأولى، فإن البعثة الإسرائيلية التي وصلت إلى العاصمة الخرطوم ـ نهار أمس الأربعاء، كانت على متن طائرة خاصة من طراز N467AM والتي هبطت خلال رحلتها قبل ذلك في شرم الشيخ”.
من جانبها نقلت صحف عربية، عن مصادر عسكرية، قولها إن وفداً أمنياً إسرائيلياً وصل إلى السودان للقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان وكبار القادة العسكريين.
وتزداد العلاقات الإسرائيلية – السودانية توسعاً بشكل لافت خلال العامين الماضيين، فيما لم تكن المشاورات بين الطرفين في وقت سابق “إبان الحكومة المعزولة” تخرج إلى العلن وترى أوساط إسرائيلية أن العلاقات مع السودان تحقق مصالح إسرائيلية كثيرة، أهمها اقتصادية وعسكرية وأمنية وسياسية.
وبحسب مصادر _ فضلت حجب هويتها، ليس هنالك معلومات حول تفاصيل عدد أفراد الوفد حتى لحظة كتابة التقرير غير أنه جاء لإجراء مشاورات مع البرهان وقادة عسكريين”.
ظروف غير طبيعية
ويقول المحلل السياسي والمهتم بقضايا الشرق الأوسط د. راشد محمد علي في حديثة لـ(اليوم التالي) إن زيارة الوفد والسرية التامة التي تُحيط بالمعلومات حولها والملفات التي يناقشها مع القادة في السودان، وفي ظل الظروف غير الطبيعية التي تمر بها البلاد مؤشر على أن إسرائيل لا ترغب في حدوث أي أزمة في السودان خاصة في ظل الاستراتيجية الجديدة التي تنتهجها في الشرق الأوسط.
ويشير راشد إلى أن إسرائيل بحسب القراءات المتاحة وموقف إدارة بايدن المعلن بشأن السودان والتصريحات التي خرجت من إدارته لـ(إسرائيل ومصر)، وحثهما على التواصل مع القادة العسكريين في السودان بشأن إجراءات الـ(25) من أكتوبر، ترجح فرضية أن الوفد يحاول نقل العملية التي تدور في الشارع من الرفض والممانعة إلى القبول، موضحاً أن ذلك يتم عن طريق إجراءات ترضي جميع الأطراف هذا ما ستوضحه مقبل الأيام، ويرى راشد أن الوفد طبيعته أمنية استخباراتية نظراً للقراءات والتحليل الذي تُجريه الموساد للأوضاع في المناطق التي لا ترغب أن تحدث فيها فوضى أو تمثل تهديداً لها.
وبحسب راشد فإن المشهد الآن يعاد ترتيبه من الخارج وتحدث فيه قيود من الداخل.
ويقول علي إن الإدارة الأمريكية غيرت طاقمها في الخرطوم ورفعت تنسيقها الدبلوماسي إلى درجة سفير بدلاً عن قائم بالأعمال وحرصت على أن يكون مؤتمر أصدقاء السودان الأخير في العاصمة “الرياض” دعماً سياسياً لعملية التحول الديموقراطي في الخرطوم.
ويوضح علي أن مفهوم العزل والاحتواء والحصار أصبح غير ناجح وغير مُجدٍ للإدارة الأمريكية.
صراع البحر الأحمر
ومع احتدام التنافس الإقليمي والدولي للوجود في البحر الأحمر، تبرز إسرائيل بوصفها واحدة من أهم القوى التي عملت منذ عقود على استراتيجية تحفظ لها مصالح تراها في صميم أسس استراتيجيتها للأمن القومي.
فيما تكمن أهمية البحر الأحمر في منظومة الأمن الإسرائيلية، بحسب خبراء ومحللين بالنظرة الاستراتيجية الإسرائيلية للبحر الأحمر تنطلق من كونه يضعها على خريطة الحدود مع مصر والأردن والسعودية، ويضمن لها شريان تجارتها وحركة سفنها مع شرق آسيا ودول أفريقيا التي عززت من علاقاتها معها في العقدين الأخيرين بشكل واضح.
لكن كلمة السر الإسرائيلية في البحر الأحمر كانت واضحة في السنوات الأخيرة عبر الوجود المباشر في جنوبه بالقرب من مضيق باب المندب، تماماً، كما توجد إسرائيل في شماله.
وبحسب إفادات المحلل السياسي د. راشد محمد علي فإن الحالة التي تسود الآن في السودان أصبحت مزعجة جداً لدول الجوار، وتابع: “أي سيولة أمنية تعتبر مزعجة لإسرائيل”.
ويشير إلى أن أمن البحر الأحمر استراتيجي مهم جداً لأمن إسرائيل وأن أي ميول عسكري يُهدد أمنها مباشرة، ويرى على أن دول المحور أحياناً يكون لها مصالح متضاربة مع السياسة الأمريكية إلا أن الطرف الأخير يدير أموره بأشكال مختلفة لضمان تجنبه تضارب تلك المصالح.
فلاش باك
ومع اتساع نطاق التنافس على الوجود في البحر الأحمر، ودخول قوات من دول لا تمتلك شواطئ على هذا البحر، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا واليابان، إضافة لإيران ومؤخراً تركيا، والوجود الإماراتي اللافت جنوب البحر الأحمر، فإن باحثين استراتيجيين إسرائيليين حددوا موقف تل أبيب من هذه التطورات جميعاً.
ونشر مدير وحدة البحوث في قسم السياسة والاستراتيجيات في المركز الأكاديمي المتعدد المجالات في هرتسليا الجنرال شاؤول شاي تحليلاً في صحيفة “إسرائيل اليوم” مطلع أكتوبر الماضي أشار فيه إلى أهمية التطورات الأخيرة في البحر الأحمر من وجهة نظر تل أبيب.
يخلص شاي في مقاله إلى التأكيد على أن إسرائيل تفضل أن يبقى البحر الأحمر تحت تأثير “التحالف السني الذي تقوده السعودية ومصر، في مواجهة التهديدات الناتجة عن السيطرة الإيرانية عليه”.
مستقبل التطبيع
ليس خافياً الخلاف الذي يدور في الأوساط السودانية فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، ويقول أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية د. محمد خليل الصائم، في إفادته لـ(اليوم التالي) إنه ومنذ الأحداث الدرامية في السودان واصلت إسرائيل التزام الصمت حيالها، فبالنسبة لها هذا شأن داخلي لا يهمها فيه شيء سوى مستقبل التطبيع معها وهي تخشى من تراجع دور الفريق أول عبد الفتاح البرهان والمجلس العسكري واستعادة المكوّن المدني لمقاليد الحكم خاصة أن الشعب السوداني ما زال بأغلبيته متمسكاً بلاءات الخرطوم أو على الأقل عدم التطبيع مع الاحتلال.
ويقول الصائم، إن حكومة الفترة الانتقالية يجب أن تقوم بخلق علاقات دبلوماسية متوازنة، وأن تترك تحديد إقامة علاقات مع إسرائيل من عدمها إلى الشعب والذي يدلي بصوته في برلمان منتخب، وتابع: “اتخاذ قرار أحادي للتطبيع مع إسرائيل كان مرفوضاً من قبل الشارع ويجب أن يترك الأمر إلى ما بعد الاستقرار الانتقالي وصولاً إلى حكومة منتخبة”.
وبحسب الصائم، فإن هبوط طائرة البعثة الإسرائيلية في شرم الشيخ قُبيل إقلاعها إلى الخرطوم يحمل عدداً من الدلالات بارتباط الطرفين والتشاور بينهما بشأن الداخل السوداني ونوايا الطرف الأول في التوسع جنوباً، وتابع: “يجب أن تكون القضية السودانية سياسية داخلية دون تدخل خارجي”.
ويقول الصائم: “ليس هنالك سبب سيتدعي زيارة وفد إسرائيلي لحل القضية السودانية طالما نحن موافقون على ميثاق الأمم المتحدة وبعثتها في السودان برئاسة فولكر والتي بدورها تلعب دور المسهل للتشاور والتنسيق وليس فرض الآراء”.
ويرى الصائم أن إسرائيل لا يمكن أن تلعب دور الوسيط لفقدانها الديمقراطية وانتهاجها العنف والترحيل القسري للمواطنين الفلسطينيين من أراضيهم.
ويوضح الصائم أن سياسة المحاور يجب أن تقوم على مبدأ المصالح الوطنية والمكاسب التي يمكن أن تحقق من خلال تلك العلاقات، وأن إسرائيل وبسرية تامة تحاول توطيد علاقاتها الأمنية والاستخباراتية مع الذي يرأس المرحلة الانتقالية في السودان، وقد سبقت مبادرات إسرائيلية لتعزيز العلاقات والدفع نحو التطبيع مع الخرطوم وضمن اتفاقيات “أبراهام” التي بدأتها في 2020 بيد أن أزمة الحكم والأوضاع الداخلية والحراك الشعبي أفشل هذه المحاولات.
ويشير الصائم إلى أن تحركاتها الأخيرة تجاه الخرطوم بمثابة التقاء مصالح بين المنظومات الأمنية والاستخباراتية، بعيداً عن موقف الشعب السوداني الذي يرفض بشكل قاطع هذا التطبيع، مؤكداً أن الزيارة لا تحمل في طياتها جديداً بشأن حل الأزمة السودانية.
اليوم التالي
لا أعتقد ان اسرائيل يهمها استقرار أو أمن البلاد والدليل علي ذلك أن غالبية السوار الذي يحيط باسرائيل هو عبارة عن كتل مشتعلة من النيران وكان اولي منا سوريا ولبنان والعراق حيث أكبر سلاح لليهود علي مر تاريخهم هو سلاح الفتنة ولا يعيشون الا من خلالها ولا يتنفسون الا بها ولا تنتعش تجارتهم وأحوالهم الا بذلك وتاريخهم خير شاهد…
عليه يجب عدم الانخداع حول معسول الكلام من محللين أو خبراء (استراتيجيين) أو خلافه ، فاسرائيل لا تقدم سوي الموت والتآمر والخيانة.
لذلك اذا أردت القرب من اسرائيل فيجب أن يكون لك قوة ووزنا والا سوف يتم رميك في أقرب مزبلة ، عليه أعتقد أنه وفي ظل التضعتضع الحاصل وحيث أن الكل من عسكر ومدنيين اليوم هم من أحباء اسرائيل وينشدون ودها ووصلها ليل نهار فان اسرائيل قد ترمي الي الوصول الي اتفاق يحفظ لها مصالحها وقد يكون الثمن هو ازاحة البرهان واستبداله بعميل آخر أكثر قبولا للشارع…
قحت ود. حمدوك لم يوافقوا على التطبيع لانه ليس من اختصاصهم وفقا للوثيقة الدستورية
“عليه يجب عدم الانخداع حول معسول الكلام من محللين أو خبراء (استراتيجيين) أو خلافه ، فاسرائيل لا تقدم سوي الموت والتآمر والخيانة.”
حسب كلامك فليذهب البرهان القاتل ولجنة الكيزان الامنية ودقلو اخوان إلى مزبلة التاريخ وللا رايك شنو يا جنجويدي الكوزنة