بيت الجالوص !!

* أرسلت لصحيفة (السياسي) طالباً نشر احتجاب..
*كان ذلك ظهر البارحة موعد كتابة زاويتي اليومية..
*وأشرت في الرسالة النصية إلى إمكان اختيار كلمة من الأرشيف..
*ثم أعدت إرسال الرسالة ذاتها إلى (الصيحة)..
*وقلت أن سبب الاحتجاب هو المرض دون تحديد ماهيته..
*وبصراحة ما كنت أعانيه هو قليل من ألم القرحة..
*وكثير من الرهق النفسي..
*رهق يحتاج إلى من هم مثل (بلدو) وليس (فضيل)..
*بل إن بلدو هذا – بالذات – من كنت أحتاج إليه بشدة..
*فقد شعرت بأشياء تنهار كبيت جالوص تحت وطأة أمطار الخريف..
*أو كبيت جالوصه هو الذي انهار – كمسلسل إذاعي – بفعل أمطار الاحتجاجات..
*أشياء على الصعيدين الشخصي والعام تبدت صباح اليوم نفسه وضحاه..
*أي صباح – وضحى – الأمس الذي فقدت فيه الدافع (النفسي) للكتابة..
*وليتني أجد صاحب مقولة (المعاناة تولد الإبداع) لأضعه مكان أحد ممن حكوا لي (معاناتهم) البارحة..
*فهم جميعهم مبدعون ؛ كلٌّ في مجاله..
*منهم الصحفي ، ومنهم الشاعر ، ومنهم الباحث في التراث..
*ولكن الإبداع فارقهم – فراق الطريفي لجمله – لحظات معاناتهم تلك..
*هل قلت (لحظات) ؟ الصحيح هو : (ساعات) معاناتهم تلك..
*ولا أظن أن أحداً منهم سيبدع لأشهر قادمات..
*والعنوان العريض لمعاناة هؤلاء جميعاً هو (الزحف!!)..
*فأحدهم زحف في صف الجواز الإلكتروني من الفجر وحتى الظهر..
*والثاني زحف في صف بطاقة الرقم الوطني من الصبح و حتى العصر..
*والثالث (ما زال يزحف!)- إلى الآن- في صف تجيد رخصة سيارته..
*وكل الذي يتم الزحف في صفوفه هذا تقترن به صفة (إلكتروني)..
*ثم إذا به محض (بيت جالوص) ينهار فوق رؤوس المواطنين..
*ينهار رغم الرسوم الخرافية التي تنهال عليه كما (المطر)..
*وقد يسأل سائل هنا : وأين معاناتك أنت بين هؤلاء؟!..
*معاناتي تتمثل – أولاً – في أن بعض الذي رُوي لي هذا هو بانتظاري..
*وأعني تحديداً الجواز الإلكتروني بدلاً من قديم استخرجته في (نصف ساعة!!)..
*استخرته أيام كان كل شيء سهلاً وجميلاً ومنظماً..
*وتتمثل – ثانياً – في تذكُّري لمكان وتاريخ ميلادي ببطاقتي الوطنية..
*فالتاريخ المذكور لم أكن قد وُلدت فيه بعد ..
*أما المكان فيشير إلى أن الولادة المبكرة هذه تمت في(العباسية!)..
*وتتمثل – ثالثاً – في إحساسي بأن صفوفاً من دابة الأرض تزحف على جسدي..
*فقد ظنتني – ومعها ألف حق – (بيت جالوص!!).

الصيحة/السياسي