أهم الأخبار والمقالات

فورين بوليسي: السودان سيقرر نتيجة الحرب الأهلية في إثيوبيا

قالت مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) الأميركية إنه بينما يخوض رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حربا ضد حكام إثيوبيا السابقين -الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي- ستحدد مواقف وتحركات السودان المجاور ما إذا كان الصراع سيبقى شأنا محليا أم سيتطور إلى نزاع إقليمي.

وذكرت المجلة -في تقرير مطول من أديس أبابا- أنه ومنذ تمكّن الجبهة الشعبية الأسبوع الماضي من غُنْم معدات عسكرية والحصول على دعم نصف جنود الفرق الخمس التابعة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية بالقيادة الشمالية في تيغراي (حوالي 15 ألف جندي) زادت أهمية الإمدادات اللوجستية للجبهة والتي ستعتمد حتما على موقف السودان من الصراع.

وتؤكد أن لدى السودان اعتبارات إستراتيجية قد تدفعه لدعم -أو على الأقل الظهور بمظهر الداعم- للجبهة الشعبية في حربها ضد حكومة أديس أبابا.

حيث إن الخرطوم ورغم إعلانها إغلاق الحدود رسميا بين إقليم تيغراي والولايات الحدودية السودانية -كسلا والقضارف- وهما الممران اللوجستيان الوحيدان اللذان يربطان الإقليم بالعالم الخارجي من حيث التزود بالوقود والغذاء والذخيرة، فإنها قد تستخدم ورقة التهديد بدعم الجبهة لانتزاع تنازلات من إثيوبيا بشأن “مثلث الفشقة” الحدودي المتنازع عليه.

والفشقة منطقة زراعية تبلغ مساحتها حوالي 100 ميل مربع على طول حدود السودان مع ولاية أمهرة الإثيوبية، وتعتبرها الخرطوم أراضي تابعة لها بموجب اتفاقية وُقّعت عام 1902 بين المملكة المتحدة وإثيوبيا في عهد الإمبراطور مينيليك الثاني، وهو أمر دعمه العديد من القادة الإثيوبيين بمن فيهم قادة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.

وترى فورين بوليسي أن الخرطوم قد تستغل أيضا التلويح بدعم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي من أجل تحقيق مكاسب في مفاوضاتها المتعثرة مع إثيوبيا بشأن تقاسم مياه النيل وسد النهضة.

لكنها ترى أن أي موقف سوداني داعم لجبهة تيغراي -المتمركزة في إقليم محاذٍ لإريتريا- ستحوّل الحرب الأهلية الدائرة حاليا إلى صراع طويل الأمد، وقد تكون تكلفته الإستراتيجية في علاقات الخرطوم مع أديس أبابا وأسمرا عالية جدا.

وتضيف أن المنطقة يمكن بسبب هذا الموقف أن تعود مجددا وبسرعة إلى حالة الصراع بالوكالة التي سبقت صعود آبي أحمد للحكم وانهيار نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، أو تفتح المجال لنزاع إقليمي أوسع.

وتؤكد المجلة الأميركية أن وضع السودان الحالي هش بالفعل، وأن الخرطوم تريد ضمان أن يكون لديها على الأقل الحد الأدنى من العلاقات مع جيرانها، وقد ركزت تعليمات المسؤولين السودانيين في الوقت الراهن على عدم تنفير أي من أديس أبابا أو أسمرا، وهي رسالة وجهت لعناصر القوات المسلحة السودانية التي انتشرت على الحدود مع إثيوبيا، وفق ما كشف عنه ضابط سوداني رفيع.

وترى فورين بوليسي أن السودان قد يخسر الكثير في حال قرر دعم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، ويمكنه أن يتعرض لانتقام رئيس الوزراء الإثيوبي الذي قد يدعم الجماعات المتمردة السودانية الموقعة على اتفاقات سلام غير مستقرة مع الحكومة الانتقالية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على سبيل المثال في ولاية النيل الأزرق المتاخمة لولاية “بني شنقول غمز” الإثيوبية التي تحتضن موقع سد النهضة.

كما يمكن للرئيس الإريتري أسياس أفورقي -الذي تعتبره الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ونظامه أحد ألد أعدائها- أن يدعم مجموعات “البجا” -وهي قبائل تعيش بين البحر الأحمر والنيل- في تحالف تكتيكي معه ضد قبيلة بني عامر التي تعيش شرق السودان وفي إريتريا، والمتحالفة تقليديا مع جبهة التحرير الإريترية.

كما يستطيع العمل على تجنيد عناصر المعارضة السودانية الساخطين الذين كانوا مقيمين سابقا في إريتريا منذ منتصف التسعينيات وإلى عام 2006. وقد يؤجج التوترات التي اندلعت منذ سقوط نظام عمر البشير شرقي البلاد -خاصة في ولايات كسلا والقضارف وبورتسودان- بين جماعات متحالفة مع الحكومة الإريترية وأخرى معارضة لها.

في المقابل، ترى فورين بوليسي أن السودان إذا جعل من استعادة منطقة الفشقة شرطا صريحا لامتناعه عن دعم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي لوجستيا، فإن الأمر سيكون مدمرا لآبي أحمد، رغم ما يكتنف هذه الخطوة من مخاطر للطرف السوداني.

وفي حال رفض آبي أحمد سيعني ذلك ضوءا أخضر للسودان لدعم الجبهة وبالتالي إطالة أمد الصراع وتداعياته، لكن إن قبل الإذعان لمطلب الخرطوم فسيخسر الدعم الواسع الذي يتصور أنه يحظى به من قومية الأمهرة، التي تعتبر هذه المنطقة المتنازع عليها أرضا للأجداد كتلك التي سيطرت عليها الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وضمتها لإقليمها في تسعينيات القرن الماضي.
الجزيرة نت

‫4 تعليقات

  1. عبد السيسي البرهان يفعل ما تمليه عليه القاهرة و ليس مصالح السودان……تحركات السودان مصريه بامتياز.

  2. وين حلايب في الوقت الذي تحتل فيه مصر الاراضي السودانية ترسل قواتها الجوية للسودان بحجة إقامة مناورات مشتركة وبالقرب من سد مروي الذي تحاربة مصر وتعيق شق ترع الري الحديثة منه ومصر التي وقفت ضد قيام مشروع الجزيرة قبل حوالي قرن من الزمان وأقيف الان ضد مشاريع السدود السودانية وتقيف ضد تشغيل سد النهضة هي العدو اللدود الدول حوض النيل ومن أجل ذلك كونت بعثة الري المصري في السودان والتي تعمل علي افشال قيام المشاريع الزراعية الكبيرة في السودان وكمثال علي ذلك هنالك مشروع زراعي كبير كان مخطط له ان يقوم في شرق السودان مساحته حوالي مليون فدان ويروي من سد أعالي نهر عطبرة وكان منوط علي السعودية تنفيذة ومن أجل تعطيله قامت مصر بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية علي ان تجمد السعودية إقامة المشروع الزراعي المقترح في شرق السودان وفي نفس الوقت ان تدعم مصر في الأحتفاظ لمثلث حلايب كأرض مصرية .وقد كان فجمد المشروع الزراعي في شرق السودان وقامت السعودية بإعادة ترسيم الحدود البحرية مع مصر وادخال مثلث حلايب من ضمن الحدود المصرية .بما حظي بوزير الخارجية الأسبق غندور بأن رفض الإعتراف بهذا الإتفاق ودعي الي إلغائه لما فيه من تعدي علي سيادة السودان علي أراضيه

  3. البرهان عب للسيسي صدقت بحق وحقيقه … يجب ايقافه عند حده هذا الارعن .. فى اول زياره له لمصر وقف انتباه وضرب تعظيم للسيسى بالرغم من ان الاخير كان يلبس مدني .. ماذا يعني ذلك ؟؟؟!!! اليست اهانه للشعب السوداني ؟؟؟؟؟؟

  4. كيف يسمح العسكريون السودانيون لانفسهم اقامة مناورات مشتركه داخل ارض السودان مع دوله تحتل جزء من ارض الوطن دون سبب وجيه غير المكايده ؟؟؟ حسنى مبارك احتل حلايب انتقاما من الكيزان باتهامهم بالمشاركه فى محاولة اغتياله فى اديس ابابا عام 1995 … الان ذهب الكيزان وذهب مبارك فما المبرر في احتلال حلايب وشلاتين؟؟؟ لا مانع من محاكمة المتهمين بالجريمه اذا تقدمت مصر بطلب ذلك فهم موجودين بسجن كوبر ، لكن نرفض وبشده اغتصاب ارض اصحابها لا ناقة لهم ولا جمل فيما حدث … !!! لن يكون هنالك اى تعاون او علاقات طبيعيه مع مصر مالم تنسحب من ارضنا ، وليعلم البرهان ورهطه المنبطحين ان جدودنا زمان وصونا على الوطن .. على التراب الغالي الما ليه تمن !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..