مقال رأي

بسم الله الرحمن الرحيم
أعود – والعَوْدُ أحمدُ – الى حلبة الكتابة إثر توقف دام لشهور عديدة، وأولى جولاتي ستكون مع المدعو (اللمين)، ذلك الرجل الذي أضر وأضل الناس عن دين الله، وشوه صورة الإسلام السمحة، التي تدعوا الى العلم والتعلم، وتنبذ الجهل والخضوع، وتحرم وتجرم ممارسة الدجل والشعوذة. ذلك أن المدعو (اللمين) قد أدخل في الاسلام من الهوى ما ليس فيه، يقول النبي الكريم في الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه البخاري ومسلم؛ وفي روايةٍ لمسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها كما أن حديث (الأعمال بالنيات) ميزان للأعمال في باطنها، وفيه بيان لحد البدعة والأثر المترتب عليها والتحذير منها.
ومقالي هذا للرد على مساندي الباطل، وأخص هنا صاحب عمود (أجراس من أجل الحقيقة)، التي أفردت له صحيفة الوطن صفحة كاملة في عددها رقم 5385 الصادر يوم الأربعاء 27/1/2016م الموافق 27 ربيع الثاني 1437 هـ.
وأقول له ولمن سانده الرأي من أصحاب الأقلام النكرة والمبتورة والمدفوعة الأجر مسبقاً، أقول لكم مالكم كيف تحكمون، وكيف سمحتْ لكم أنفسكم بالمدافعة عن رجل يدّعي وسط ملأ من الحيران (وهم فعلاً حَيارَى) ويقول لهم : ( دنيا ودين ماشة … موش أبونا الشيخ دا في والله ماشين بي جاهوا… والله ماشين بي نفسوا). والله يكذب هذا الدعي؛ يقول الله في محكم تنزيله (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ). وهنا سؤال يطرح نفسه أين كان أبوه الشيخ حينما تم إعتقال المدعو (اللمين) في دولةٍ ما لأكثر من شهر ولماذا لم يلحقه ولم يفزعه، ولماذا لم يحول أبوه الشيخ بينه وبين سلطات تلك الدولة قبل أن يُختم له بالخروج النهائي، وإلا … لماذا لم يظهر الشيخ الذي ملأ الصحف وشاشات الفضائيات ونفى تلك الأقاويل التي تتحدث عنه. أم أن أبوه الشيخ منعه من التحدث لوسائل الاعلام بإعتبار أن هذا من أدب الصوفية المتبع في هكذا أحوال. وسؤال آخر كثيراً ما يُرحّلوا أشخاص من الدول الخليجية بالخروج النهائي ويعودوا الى وطنهم ومن ثم الى بيوتهم، فلماذا تم اعتقال الشيخ اللمين والتحفظ عليه من قبل سلطات الأمن.
وفي مقطع آخر يقول (اللمين): (والله وبالله وتالله الشي الجايي في الأيام دي أنا ما بعرفو ولكن أبونا الشيخ بعرفوا…) ويبدوا أن أبوك الشيخ أبى (خجلاً) أن يُعلِمك بما سيحصل لك من إعتقال وتحقيق وجرجرة. وأقول لك يا أيها (اللمين) لو أن هناك بشراً يعلم الغيب لكان هو النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس غيره، يقول الله تعالى (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) ويقول أيضاً (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ). ويقول الله مخاطباً نبيه صلوات ربي وسلامه عليه (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ). ولمن يعتقدون بأن التوسل بالصالحين جائز أقول لهم من الذي يملك توكيل من رب العالمين ويمنح شهادة الصلاح لفلان أو علان، وإنما الصلاح إن تحقق ينفع صاحبه ولا يتعداه الى غيره، والآية تنص على ذلك يقول تعالى (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) لاحظ كلمتي (عَلَيْهِمْ و هُمْ) الضمير يرجع لهم؛ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في “تفسير القرآن العظيم” يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون، كما فسرهم ربهم ، فكل من كان تقياً كان لله ولياً : أنه ( لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) فيما يستقبلون من أهوال القيامة، ( وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) على ما وراءهم في الدنيا. وقال عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وغير واحد من السلف: أولياء الله الذين إذا رُؤوا ذُكِر الله.
ولم يرد نص يحث على مناداة أهل الصلاح أن ينجدونا أو يفزعونا؛ وإلا … لما تعرض الصحابة لإبتلاءات وتضييق من قبل المشركين بل وصل الأمر الى أخذ أموال بعضهم وتهديد البعض بالقتل، لماذا لم يستغيثوا برسول الله صلى الله عليه وسلم الموحى إليه والمؤيد من ربه !! وفي حديث عمرو بن عون أخبرنا هشيم وخالد عن إسمعيل عن قيس بن أبي حازم عن خباب قال: (أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فشكونا إليه فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا فجلس محمراً وجهه فقال قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض ثم يؤتى بالمنشار فيجعل على رأسه فيجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحضرموت ما يخاف إلا الله تعالى والذئب على غنمه ولكنكم تعجلون)، وهذه عائشة أم المؤمنين كلنا يعلم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لها، كان لها رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله، وكان يُظهر ذلك الحب، ولا يخفيه، حتى إن عمرو بن العاص، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة، سأل النبي صلى الله عليه وسلم :( أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة قال : فمن : الرجال ؟ قال : أبوها) متفق عليه. ورقم أن عائشة تعلم حب النبي لها لم تنجب منه الولد (لحكمة يعلمها الله) فلم يرد أن عائشة سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوا الله لها ليرزقها الولد”رغم أنه أمر مشروع”، دعك من تستغيث برسول مرسل أو ملك مقرب، وحاشا للصديقة بنت الصديق؛ وبينما كان يُسأل النبي صلى الله عليه وسلم بـ (يسألونك) يجيبه الله بقوله (قُلْ) إلا في الدعاء يقول الله تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
والآن الواحد فينا إذا خُيِّر بين منتجين أحدهما أقل جودة ورخيص الثمن ولا يدوم أكثر من شهر، والآخر أكثر جودة وغالي الثمن ولكنك تُمنح معه كرت ضمان، فأكيد ستختار الأجود والأضمن وفق ماركة صناعته، كذلك أمور الدين لا بد أن نختار ماهو صحيح ومسنود بالكتاب والسنة، ولا نجازف أن نردد أذكار ما أنزل الله بها من سلطان، وندعْ ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدعية وأذكار مثبتة في كتب السنة؛ ولو كان ما يفعله (القوم) وأعوانهم من أهل البدع والمحدثات خيراً لسبقهم به الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، فدين الله واضح لا يحتاج الى نوبة ومسيد وطبل وغناء ورقص.
والآن الناس تشكوا غلاء الأسعار ولا أحد يشكوا من كثرة الشرك الذي يمارس تحت سمع وبصر الحكومة من بناء للقباب والطواف بها والسجود والركوع الى هؤلاء الدجالين وتقبيل أيديهم وأرجلهم، ولو فعلوا هذه الأمور في بلد مثل السعودية لقُطفت رؤوسهم؛ وكما أن حكومتنا دعمت حكومة بلاد الحرمين في حربها ضد الحوثيين، نريد حكومة بلاد الحرمين أن تدعم حكومتنا في حربها ضد الشرك والدجل والشعوذة، حتى لو دعا الأمر الى أن تدمج الدولتين تحت مسمى دولة واحدة .
كسرة: الايام دي الشبكة كعبة مافي شيخ يدينا الفاتحة عشان النت يبقى سريع ومجاني Free Download
والله من وراء القصد…
م. أحمد أبوعائشة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..