المصريين ومثل موت يا حمار

كان يتحدث بحسرة شديدة عن بعض المدن التي تشهد امطارا وفيضانات ولديها شبكات صرف تمتص كل تلك المياه وكأن شيئا لم يحدث.
وحال الخرطوم في الخريف والبهدلة التي يعيشها المواطنون والبحيرات التي في الميادين.
و إن مهندسا كبيرا قد أثار قلقه عندما حدثه عن خطر محدق بالعاصمة بسبب المياه المتجمعه في باطن أرضها .
وان الكثير من البيوت والعمارات التي نراها ربما تتأثر اساساتها وتحدث لها تصدعات كبيره.
والسبب تلك الآبار القديمة وتسرب المياه المستمر الي باطن الارض .
يعني بالعربي الفصيح الخرطوم مقامه فوق بحيرة مائيه فماذا أعددنا أن حدثت لها كارثه.
وأين اصلا تذهب كل هذه الكميات الكبيرة من مياه الخريف والفيضانات التي تزداد وتيرتها في كل الخريف.
فلا أحد في الدوله أو في الهندسه الصحيه أو في شركة الخرطوم للصرف الصحي يملك جوابا شافيا لهذه القنبله الموقوته والتي قد تنفجر في أي وقت .
وليت المسؤولين يطمنونا.
فالمعروف ان مجاري الصرف الصحي في العاصمه قديمة ومتهالكة.
وهي تغطي 10 % من مساحتها .
اي ان حوالي 90 % من سكان العاصمه نجدهم يستعملون بدائل الصرف البدائيه.
وهنا تكمن المصيبه الكبري.
فهذا الامر يتطلب منا حلولا وتجهيزات هندسيه لاقامة شبكات تصريف حديثة.
وان كان الأمر مستحيلا بعد ان تشابكت المباني في كل مكان وانتشرت العشوائيات وتمددت العاصمه بطريقة مخيفة.
وظني ان هناك رسوما مالية تصاحب إصدار أي خريطه بناء من الأراضي وذلك لإقامة شبكة صرف صحي للمدينه كما يدعون.
وهذه الرسوم الماليه لها سنين طويله ولم نري قياما لمجاري.
وظني انها لن تقوم لأن بنيات اي صرف صحي يجب أن تقام قبل بناء المدن وليس بعده وهكذا يقول المختصون.
و الحكايه طبعا معكوسه في بلادنا وقد تكلفنا الكثير.
الآن الحاجة ملحة لإقامة عاصمة جديدة وحديثة على أسس هندسيه متطورة على أن تسبقها شبكة صرف حديثة .
وان كانت مثل هذه الأفكار قديمه و صعبة التنفيذ في ظل هذا التدهور الاقتصادي .
و اخوانا المصريين يقولون في مثل هذه الحالات :
( موت يا حمار)
وهي جملة تردد تعبيراً عن طولة البال والتأخير فى تنفيذ مهمة ما.
فكلما جاء شخص يتوعد بتنفيذ أمر ما ولا ينفذه يطلقون عليه جملة ” موت يا حمار”.
وان كانوا قد شيدوا لأنفسهم عاصمة إدارية ضخمة و جديدة لتكون بديلة للقاهرة الحاليه و التي تعاني من مشاكل هندسية وسكانيه لا حدود لها.
ولا أدري كيف تسير دولتنا السودانيه العزيزة دون تخطيط علمي لمدنها بل وفي كل المجالات؟
ولك الله يا سودان.
محمد حسن شوربجي
اظن ان المقولة هي (عش يا حمار) و ليس (موت يا حمار)