أسبوع (تفويض) العبيط !

على أحمد

يوافق اليوم الجمعة مرور أسبوع على الدعوة الفاشلة لتفويض عبد الفتاح البرهان لإدارة البلاد، والتي انتهت إلى الفشل الذريع. وحقيقة استغربت كيف يطلب البرهان تفويضاً، ولم، ومن من ؟ ومن أجل ماذا؟

يبدو أن الرجل جُنّ وعبط وفقد عقله، ينظر إلى تجربة ما ويريد أن يطبقها في السودان بحذافيرها، في ظروف مختلفة ومكان وزمان مختلفين. تفويض ماذا يا عم؟!
هذا الرجل ليس مفارقاً للحكمة والرشد فحسب، بل مفارقاً لما آراه الله من آياته في آفاقه وفي نفسه، لم يتعظ من فشل انقلابه في 25 أكتوبر، 2021، ولم يتعظ من من حربٍ أشعلها فانحبس هو نفسه بسببها قرابة خمسة أشهر، خرج إلى الحياة بمعجزة، كما لم يتعظ من هزيمته في الخرطوم، الجزيرة، دارفور، وفي أمكنة أخرى، اخرها الهزائم الشنيعة في الأبيض وأم روابة والفاو!

هذا الرجل المفارق للرشد والحكمة، لم يتعظ حتى من تلك الرسالة الإلهية الواضحة، سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله – فقد أخذ منه الله أعز من يملك (ابنه)، ولن نشمت في الموت لكنا نأخذ منه العظة والعبرة، أخذ الله سبحانه وتعالى ابنه، لا لأن للابن ذنب فهو برئ مما يفعله والده، لكن الله أراد أن يُرٍي البرهان آياته في نفسه كما أراها له في الآفاق، حتى يتبين له إنه الحق، لكن الرجل غير رشيد.

قتل البرهان من هم في سن ابنه وأصغر وأكبر، أمام القيادة العامة، وكسر قلوب أهلهم قبل العيد بيوم، كذلك مارس هوايته في القتل بعد انقلابه المشؤوم أيضاً، لم تسلم من يده الآثمة حتى النساء والأطفال والفتيات (رحم الله ست النفور)، وقتل قبلها آلاف النساء والأطفال في درافور، وقتل الآلاف في الحرب الراهنة. شرد العائلات وفرق بينها، وجعلها عرضة للجوع والفقر والموت. وفيما يصنع البرهان الموت للشعب، يصنع الله له موته المحتوم.

بعث هذا البرهان الذي يضرب في الأرض من غير هدىً وبرهان صبيته (اللايفاتيه) الظاهرين والمستترين إلى السوشيال ميديا يروجون لتفويضه، فيما كان هو يتلقى العزاء في موت ابنه بأنقرة التركية التي اشترى فيها له قصراً ليعصمه من الموت وما درى أنه يدرك الناس ولو كانوا في بروج مشيدة.

يحاول هذا العبيط منذ سقوط المخلوع البشير وحتى الآن، نسخ ولصق تجربة (عبد الفتاح السيسي) في مصر، ويفشل في ذلك في كل محاولة، ويدخل السودان في مأزق جديد، فالتجربة (السيسية) بكل هطلها وخبلها تظل تجربة مختلفة، إذ كان عبد الفتاح الآخر وقتها مُسيطراً وخلفه جيش موحد ومنضبط ودولة عميقة متجذرة، ولا حركات مسلحة ولا احتقان قبلي ولا أزمة اقتصادية كالتي في السودان، والأهم من ذلك لم يكن لديه حرب داخلية، ولم يكن شعبه منقسماً بين طرفي الحرب.

فكيف بالله عليك يا برهان يحدثك قلبك/ عقلك عن تفويض تستنسخ بموجبه تجربة (سيسي مصر) لتطبقها على دولة تميد من تحت قدميك وتتسرب من بين يديك؟! كيف يا رجل؟ .

هل تريد أن يفوضك الشعب لمزيد من الحروب والهروب والسرقة والنهب والتشريد والتجويع؟ ها أنت الآن تحكم وحيداً منذ انقلابك في أكتوبر، 2021، تحكم ثلاث سنوات وحدك (لا شريك لك)، فماذا تريد من التفويض، وأنت فوضت نفسك وحدك وفوض الشعب أمره لله، وما الله بظلام للعبيد.

فماذا فعلت خلال انفرادك بالحكم هذه السنوات الثلاث، غير أن أنك اشعلت الحرب، وعجزت عن حماية الشعب فسلحت بعضاً منه، ونشرت المزيد من المليشيات لتحارب نيابة عن جيشك العاجز المشلول، وجلبت المرتزقة من روسيا ومن إقليم تيغراي الإثيوبي بعد أن غادرك المرتزقة الأوكرانيين، عندما علموا إنك مخادع وكذاب ومضلل تعمل مع عدوهم في الظلام ومعهم تحت الضوء.

لا تفويض يا برهان – إنما محاكمة وعدالة، فإصبر صبراً جميلاً يارجل، فمصيرك معروف ومحتوم، لقد اقتربت جداً وأكثر مما تتصور من أنشوطة المشنقة. لن تحكم يارجل هذا السودان لو انطبقت السماء على الأرض، فلو كان الحكم مقدر لك لنجحت في ذلك بعد فض الاعتصام، ولنجحت بعد انقلابك، ولنجحت بعد أشعالك الحرب، لكنك لا تتعظ لأنك مفارق للحكمة والرشد.

أنت عار على هذا البلد وانسانه أيها الحلمان العبيط