دولتنا غنية ولكن..!! (مُنع من النشر)

المعلومة التي يعرفها أيُّ شخص في العالم عرف السودان أو سمع به هي أنه بلد زراعي، ولقب بسلة غذاء العالم، لأنَّ المقومات الزراعية التي يملكها يمكن أن تجعله قادراً على إطعام العالم، قبل 30 سنة كان يشكل حضوراً كبيراً في الأسواق العالمية بتصديره أهم المنتجات الزراعية، مثل الحبوب الزيتية والمنتجات الحيوانية والصمغ السوداني وغيرها الكثير.
السودان اليوم يغيب تماماً عن الأسواق العالمية، أي أنه لا يصدر شيئاً يذكر، وزير المالية الحالي معتز موسى اعترف قبل فترة، أنَّ السودان كان يصدر 99 سلعة، أما الآن فيصدر 7 سلع فقط بسبب سياسات حكومته على مدى ثلاثة عقود، وحتى ما يصدره ردئ جداً مقارنة بالماضي. ولا شك أنكم سمعتم كثيراً بشحنات السلع التي يتم إرجاعها إلى السودان، بعد تصديرها ووصولها إلى دول الاستيراد، والسبب أنَّها غير مطابقة للمواصفات أو الاشتراطات .
بالأمس كنت أتابع في القنوات التحليلات السياسية عن الظروف التي يمر بها السودان، وقفتُ عند متحدث من دولة قطر، كان يتحدث في الموضوع وذكر العلاقات الطيبة التى تجمع قطر بالسودان، وهذه لا نختلف عليها فالسودانيون اغتربوا إلى قطر منذ السبعينيات وعملوا بها وساهموا في نهضتها بعلمهم وخبراتهم وكفاءاتهم المشهود لها، وقد شهدت قطر نهضة سريعة جداً في العشرين سنة الأخيرة، مستفيدة من موردها الوحيد الغاز والبترول، واستثمرت ثروتها في المكان الصحيح واهتمت بمواطنيها ورفاهيتهم، وقد ساعدها في الأمر صغر مساحتها وقلة عدد سكانها .
في هذا الوقت تراجع السودان بسبب سياسات حكومة الإنقاذ التي أقعدته ورغم أنه دولة كبيرة في مساحتها وسكانها وغنية بكل شيء، إلا أنها أصبحت تتصرف وكأنها دولة صغيرة وفقيرة. ولكن تبقى الفرصة موجودة ليبدأ السودان ويمضي سريعاً إلى الأمام، فهو دولة لا ينقصها شيء غير حكومة رشيدة لتتفوق على دول الإقليم كافة.
خلاصة القول ومن الآخر، يجب أن يتغير مسار السودان ليخرج من مهزلة المساعدات نهائياً، إذا أرادت الدول الشقيقة والصديقة أن تساعده فانسب طريقة هي أن تشجع استقراره السياسي، والانتقال إلى رحاب الديمقراطية والحرية والعدالة، والدول التي تهاب هذا فلتهنأ بنفسها وتلتزم بأضعف الإيمان.
التيار