مقالات وآراء2

جلسة فوق العادة

والي الخرطوم منذ أن تولى أمر الولاية هو ومعتمديه ووزراؤه لا حديث لهم غير النفايات، عشرات الأفكار والمشاريع سمعنا عنها ولم نرها، ملايين الدولارات صرفت ولا أثر لها، عشرات الاجتماعات قيل فيها ما قيل والكلام (شالو) الهواء، مع إن كل ما تحتاجه المشكلة هو الاستعداد والعزيمة والصدق والرغبة والحكومة ليس لديها كل هذا، كل ما يمكن أن نقوله هو أن الحكومة لا تريد الحل فهل يعقل 27 سنة لم تكفها؟ وهناك دول كانت أسوأ منا حالاً في أقل من عشر سنوات أصبحت مضرباً للمثل!!! .

تقنيات تحويل النفايات إلى مواد قابلة للاستهلاك متوفرة في السوق العالمية وكتبنا من قبل عن تقنية الإحلال الحراري التى أثبتت نجاحها وفاعليتها وسلامتها دون تلوث للهواء أو التراب. التقنية تعالج كافة أنواع النفايات، وبعد تحليلها تكون النتيجة 35% بترول خام و15%غاز و45% أسفلت والدول التي استخدمت هذه التقنية الآن أصبح لديها نقص في النفايات. فأقل وحدة تكلف مليوناً ومائتي ألف دولار يتم استرجاعها خلال 16 شهراً فقط وهناك مهندس سوداني مقيم في أمريكا ظل يلهث خلف الحكومة منذ العام 2013 بمشروع لمعالجة النفايات آخر مرة قابل عدداً من المسئولين قبل شهرين ولم يجد منهم غير الوعود الكاذبة منهم عمر نمر وحسن هلال .

إن ما صرفته حكومة ولاية الخرطوم في مشكلة النفايات على حلول كلها مؤقتة تنتهي قبل أن تبدأ وما استلمته من منح يمكن أن يجلب لها عشرات الوحدات التي تعالج النفايات عن طريق الإحلال الحراري، و 7 وحدات فقط سعة 50 طناً يمكنها أن تحل مشكلة النفايات نهائياً وتساهم في حل مشكلة الأسفلت والغاز البترول، وهذه الوحدات يمكن لمجلس وزراء حكومة الخرطوم أن يشتريها باشتراكات من جيوبهم ولكن لأنهم ليسو أصحاب (وجعة ) فستظل مشكلة النفايات هذه مجرد برنامج تمثيلي يقومون فيه بدور المسئولين .

الأسبوع الماضي قام مجلس وزراء حكومة ولاية الخرطوم بزيارة لمردم النفايات بجبل أبو وليدات غربي كرري، والي الخرطوم قال أن اختيار المردم لعقد جلسة المجلس يجيء تأكيداً لاهتمام حكومة الولاية بإيجاد معالجة جذرية لمشكلة النفايات بالولاية وأن الاهتمام لا يتوقف على المعالجة النهائية للنفايات إنما سيتم التركيز في الفترة القادمة بشكل أساسي على معالجة التلوث البصري أي جمع النفايات من المنازل والشوارع والمصانع والأماكن العامة ونقلها بصورة راتبة للمردم مشيراً في هذا الصدد بأنه سيزور في بحر الأسبوع القادم كل محليات الولاية وسيعقد جلسات خاصة مع المعنيين بأمر النظافة للاتفاق على برنامج ثابت لنقل النفايات، وقال الوالي إن كافة أعضاء حكومته مطلوب منهم في المرحلة القادمة إتخاذ تدابير كافية للمساهمة في قضية النفايات، ونقول له لن تتفقوا على برنامج ثابت وإن اتفقتم لن تنفذوه وأعضاء حكومتك لن يتخذوا أية تدابير بشأن قضية النفايات وكل ما قيل سيبقى في هذا المردم .

السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لا تريد ولاية الخرطوم إدخال التقنية الحديثة لمعالجة مشكلة النفايات و لماذا تصر على إتباع الحلول المطاطية والمعقدة وغير المجدية؟ الإجابة كلنا يعرفها هي تقصد ذلك تماماً ومن مصلحتها أن يستمر الحال ولا تريد للمواطن أن يفوق من المعاناة ، وبما إنها وفرت له فروعاً من مرادم النفايات داخل الأحياء فلن تنفعه زيارتها للمردم الأساسي، ولكن بالنسبة لها إنجاز تتباهى به وجلسة فوق العادة تسحق حافزاً مليونياً.

التيار

تعليق واحد

  1. انعقادالمجلس فوق تل النفايات: جلسة ما منظور مثيلا.
    تمنيت أن ينهار تل القمامة ويردم المسئولين حتى يكون الرجل المناسب في المكان المناسب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..