مقالات سياسية

السقوط المريع في غبيرة

طارق يسن الطاهر
ــــــــــــــــــ

يا شعبًا تعامى
يا هذا الغلام
تفجّ الدنيا ياما
وتدخل في زحاما
يا طيش الأنام
يا كل الظلام

رحم الله شاعر الشعب محجوب شريف، حينما غنَّى لهذا الشعب، الذي – للأسف- لم يعد “شعبا تسامى”، ولم يعد “هذا الهمام”، ولم يعد “بدر التمام”، لو رأى شاعرنا مقطع الفيديو الذي يحتوي على هذا المشهد المقزز القبيح فما عساه أن يقول؟!
ليسمح لي شاعر الشعب؛ لأنني حرَّفتُ نشيده، وقلته بالصيغة التي تليق بشعب هذه الأيام.

كتبت من قبل مقالا بعنوان ” السوداني ذلك الكائن العجيب” – نُشر هنا في الراكوبة -بيَّنت فيه عيوبنا التي نعمل جاهدين على عدم الحديث عنها، وعدم الاعتراف بها، في حين ننشر بطولات زائفة، ووضحتُ أننا لا نساوي شيئا مقارنة بالشعوب التي نحتقرها، ويكفي أننا لم نستطع بناء دولة بعد قرابة سبعين سنة من الاستقلال، وأننا شعب يدمِّر، في حين الشعوب تعمِّر، فعبَّر المقال عمَّا في نفوس المخلصين، واستنكره بعضهم، وهاجموني، وأقاموا عليَّ الدنيا ولم يُقعدوها، في حين سرق بعضهم المقال ونشره مع حذف اسمي.

مَن تابع المقطع الذي تدافع فيه عشرات بل مئات السودانيين المغتربين في الرياض في “حي غبيرة” الذي يُعَد بقعة سودانية في قلب العاصمة السعودية، تدافعوا خلف فتاة، لأول مرة أراها، وإن كان اسمها طرق أذني- في بعض المواقع من قبل- سهوا يستوجب تنظيف الأذن والاستغفار والتوبة.

كل الأعمار هرولوا خلفها، شيبا وشبابا، أطفالا وكبارا، وهنا أستعير عبارة صديقي الدكتور سعد عبدالقادر العاقب تعليقا على هؤلاء حين قال عن أصناف المتدافعين خلفها: ( مِن الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء إلى غير أولي الإربة من الرجال)

كل هؤلاء لهثوا وراء تلك الفتاة، التي لا أعرف أهي مغنية أم ممثلة أم ماذا، بعضهم بزيه القومي، وبعضهم بملابس رياضية وبعضهم بغير ذلك، يتدافعون للحاق بها، ونيل القرب منها والالتصاق بها، وأخذ” السيلفي ” معها، في حين يحميها، ويمنع التصاقهم بها ذلك الرجل مفتول العضلات.

مشهد مقزز، محا – بجدارة – تلك الصورة الناصعة التي رسمها لنا الناس بأننا مثال للنزاهة، ونموذج للمروءة، ورمز للأمانة… فأصبحنا -بذلك- نتصف بخلاعة في السلوك، وسوء في المظهر، ونتن في المخبر ، ومن تابع أخبار بعض السودانيين في ديار الغربة في الخليج يدرك ذلك، وفي مصر؛ حيث كشفت تلك الحرب ما كان خافيا من خلق دنيء؛ حيث أضرّ السوداني في مصر بالسوداني وبالمصري أيضا، ومَن ذهب لإرتريا اضطرارا لعمل إجراءات سفر للخليج يعرف أن الإرتريين كانوا يتعاملون بنزاهة وأمانة؛ حيث لا رشوة ولا محسوبية، وما أن دخل السودانيون في هذه الأعمال حتى أفسدوها.

نعود لمشهد تلك الفتاة وهؤلاء المتدافعين، ذلك المشهد الذي أثبت تماما أننا لم نعد كما كنا، ولا كما كان يرانا غيرنا، وأننا لا نستحق احتراما ولا تقديرا، بل نستحق ما حدث لنا من حروب، وما حاق بنا من نكبات، وما حلّ بنا من أزمات، فمثل هذه التصرفات يعمُّ شرها على الجميع، ويُضرّ وبالها بالبلاد والعباد.

ذلك المشهد أكد أنّ الكبير لم يستحِ، وأنّ الصغير لم يُربَّ، وأنّ الشاب لم يتعظ، نسوا وطنهم الجريح، وتناسوا أهلهم المشردين، وغفلوا عن أن هذا المقطع سيصل لذويهم، فإنْ لم تخف ربك، ولم ترع مروءتك، ولم تعمل بحسن الخلق، فلتنتبه أيها الكبير لمشاعر أبنائك وزوجتك حين يرون هذا المقطع، ويشاهدون لهثك خلف تلك الفتاة، وماذا يقول الشاب حين يعلم أن أباه وأمه رأوه ملتصقا بتلك الفتاة ليأخذ صورة معها، نسوا كل ذلك، وتذكروا شيئا واحدا هو أن “يبحلقوا” في تقاسيم جسد تلك الفتاة، ويلتقطوا معها الصور.
يا أمة ضحكة من جهلها الأمم

أدركُ تماما أن بعض القراء سيقول لي أنك عممت على جميع الشعب، وهؤلاء فئة قليلة، نعم، ولكنها فئة لا يستهان بها، فالمغترب يمثل وطنه في ملبسه وعمله وسلوكه وخلقه، والمغترب حملَ همَّ وطنه وأهله سنين طويلة، وأسهم -وما زال يسهم- في دعم أهله ومعارفه وأصدقائه، فلا يليق به أن يفعل ما يشينه، أو أن يعمل ما يعيبه، ناهيك عن وازع الدين، ورادع المروءة.
ـــــــــــــــــ
طارق يسن الطاهر
[email protected]

‫19 تعليقات

  1. الجهل مصيبه يا استاذ والفراق يعمل كثير وضعف الايمان بعدهم من الله جعلهم كالخرفات خلف الانثي الجاهله

  2. She can be a singer or a celebrity people like to take selfies with her
    ?what is wrong with that
    I do not know her name or what she does , but can not generalize about the people who went to take selfies with her
    ?she is important for them , what is your problem
    if you do not like the way she dresses herself that is up to you and it is just your opinion no cares about
    she is dressed professionally
    This is a professional attire in all countries, may be except in the village you grew up in
    if you do not like her body that is how the female’s body looks like,
    if you see that attire sexually appleaning
    That is your problem, you are actually sick
    for every respectful man there should only be one woman that is sexually appealing for him
    you are sick

    1. On behalf the writer let me get back to you… i think you are the sick person better yet you are the sickest and the sickness itself, apparently you did not understood a word from what has been written and you tried so hard to make what is wrong is right and failed miserably.
      Since you are talking about preferences and individual rights HE has the right to call it as he sees it and I agree with him wholeheartedly and I can go farther than him but I choose not to.
      Have some decency and class and practice what you breach.
      Get a life.

  3. يقول طارق يس. نستحق ما حدث لنا من حروب وما حاق بنا من نكبات.وما حل بنا من ازمات.
    طبعا طارق موجود في السعودية ويفتي اننا المكتوين بنار الحرب هنا في السودان نستاهل ما يحدث لنا الان.
    يا رجل هل تعلم ان ادعياء التدين وحسن الخلق وغض البصر امثالك هم سبب كوارث السودان وتجربة الكيزان المجرمين الفاسدين تجار الدين خير مثال على ما نقول.
    واحدة مشهورة تجمع حولها الناس للقائها واخذ الصور معها. اين المشكلة في ذلك وكيف جزمت بانهم جميعأ ارادوا النظر في تقاسيم جسد تلك الفتاة. وهل الفساد وارتكاب الذنوب هي فقط في عدم قض البصر من اجساد النساء. هل هناك مقارنة بين قتل عشرات الالاف من المواطنين وتشريد الملايين من بيوتهم بالنظر الي فتاة والالتصاق بها كما ادعيت لأخذ الصور معها.
    وانت ايها الوصي علي السودانين في الغربة الم تبحلق في جسد اية افرو مع هؤلاء الناس ام وجدت لك ركنا قصيا وتمتعت برؤية جسدها المثير دون ان يراك احدهم لان المشكلة يا طارق وامثالك ليس في ارتكاب الذنوب إنما المشكلة الحقيقية لكم هي ان يراكم احدهم .
    لك ان تعلم ايها الدعي اننا اكتفينا من النفاق والتضليل اكتفينا من ادعاء حسن الخلق ومخافة الله بالكذب والتدليس من اجل مصالح شخصية او الظهور بمنظر الرجل صاحب الأخلاق والضمير الحي وصاحب المروءة وسمح الخصال. دع الناس في حالهم فهم مسؤوليين عن تصرفاتهم وليسوا بقصر حتي تنصب نفسك وصيا عليهم وعلي تصرفاتهم

    1. لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ۝ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ۝ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ …

  4. ايها الكاتب مالكم كيف تحكمون ؟؟
    الساقطين سقوطاً مدوياً مريعاً هم القتلة الفحرة تجار الحروب والمتاجرين بالدين والقيم الرافعين رايات الطهر والعفاف لاخفاء جرائهم المتراكمة من سفك للدماء وتعذيب للابرياء وارتكاب المجازر بل والاستثمار والاستنفاع من جرائهم ونهب المال العام …
    متأمل او ممعن في التأمل والبحلقة في تقاسيم المشهورة اطهر واشرف من شيخ عبد الحي الذي سرق خمسة مليون دولار وهرب الي تركيا للتلذذ بالعيش من زوجاته مثني وثلاث .. ولا يستحي من اصدار الفتاوي التي تأحح نار الحرب وتزيد من ضحاياها ..
    وهناك من يريد ان يحصي انفاس الهاربين من جحيم الحرب الي القاهرة وتتبع سلوكهم واصدار الاحكام عليهم … بل بعضهم يطالب السفارة بالتدخل لحماية سمعة السودان والسودانيين ممن يسمونهم المتسكعين والتسكعات في المقاهي يدخنون الشيشة ويشربون المشروبات بانواعها !!
    وهم ذات المكبرين المهللين لمتحركات المريسة والبغو التي يجشدها الجيش المتحرك تلو الآخر لتنتهي الي جثث في عراء اشتباكات معركة الكرامة !!
    انها بلاهة وعبط لوم الضحية … ناس “المصايب دي كلها غضب وقع لينا لسوء السلوك وانهيار الاخلاق السفور” !!

  5. دسوقي يعطيك العافية كيفتنى في ردك علي هذآ المدعى، كلهم تربية كيزان بتظاهرون بالورع وهم اتفه خلق الله،

    1. أكتفي بإعادة كلمه تدل على مستواك السلوكي والأخلاقي:[واحده مشهوره ….. أين المشكله في ذالك]
      [وأنت أيها الوصي …. ألم تبحلق ]
      الفاجر يرى غيره فاجرا
      إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه

      عليك الله خلينا من شماعة الكيزان البتعلقوها في كل من يعترض على سفهكم وإنحلالكم

  6. اسي عليك الله شايف ليك فيهم زول باين متعلم ومثقف؟ كلهم جهلة ورواعية وفاقد تربوي يشبهوها ولا تزيد عنهم في شيء. وهي ليست سودانية من صلب ونطفة سوداني ولكنها يمنية يستغلها الدعم السريع لتثبيط الهمم . ولاحظ كيف تضع هذه القصيرة إضافات صناعية مبالغ فيها على وسطها وعوراتها لتضحك بها على أمثال هؤلاء الهبل . مافي واحدة بت بلد وقبائل بتعمل كده . ويبدو أنها تفعل ما تفعل ولسان حالها يردد “شعبا ما شعبك أمشي وسطه عريان” ههههههه. والحق على وزارة الداخلية التي تمنح جواز السفر السوداني لكل من هب ودب بلا جد ولا أب ولا عم .

  7. الفلاجة والتريقة بقت علي مساكين غبيرة !! وناس قريعتي راجت وفي المصطلح الاستعلائي “عرب زوط” !! يتدافسوا ورا “المؤثرة” !!
    ولكن هناك السقطات المريعة فعلاً لاغنياء الحرب وهي اكثر انحطاطاً !!
    مثلاً … ماذا عن هذا النوع من السقوط …
    هل نسمية السقوط المريع في أنقرة ؟!!
    https://twitter.com/i/status/1790393195823542435

  8. يا محمد احمد. اجزم ان اية افرو أشرف من جميع نساء الكيزان بالله الا تستحون وانتم تتحدثون عن الأخلاق ونسائكم الذين من منازل ذويهم من أجل جهاد النكاح في ليبيا والعراق وسوريا. الا تستحون وانتم من تمارسون الزنا في نهار رمضان الا تستحون وانتم عيال حاج نور الشاذ جنسيا يعني لوطي والذي قال عنه الترابي بانه صاحب الروح الطاهرة والجسد الفاسد
    الا تستحون وانتم من شهد عهدكم اكبر انتشار للشذوذ الجنسي في تاريخ السودان
    الله يقطع نسلكم الفاسد من السودان يا كيزان السجم

  9. نحن شعب اصابنا داء البحث عن الجانب السلبي فقط عن الاخرين ونحب فقط أن نبقس الناس اشياءهم وظلمهم واقصاءهم وقتلهم وتعذيبهم وتشريدهم وافقارهم وذبحهم وحرقهم وتدميرهم وسجنهم وتخويفهم وتجويعهم ودفنهم احياء من أجل تحقيق رغبات ونزوات دنيا ، نحن شعب مشحون بالكراهية والانانية وحب الذات فقط لاغير وخير مثال على ذلك الحرب الذي يدور الان ، كل واحد منا فقط يبحث عن مصالحه الذاتية وسط هذا الدمار والقتل والحريق قادة وشعبا وباسم الوطن والدين والارض والعرض !!! نحن شعب يعيش علي حساب غش البسطاء لتحقيق اهدافنا لاننا نفتقر الموضوعية والتخطيط وروح الجماعه وتسيطر علينا عقلية الندره وندعي فقط القيم والاخلاق لذلك دمرنا انفسنا والسودان كما هو ماثل الان.. لاننا نكره ونخاف التغيير حتي ما بانفسنا نخاف أن تغير علي مكتسباتنا التي نظنها وهي في الأصل نزوات نفسيه من اجلها نموت ونحرق ونقتل وندمر بعضنا !!! لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ، هيا كلنا الي التغيير الايجابي الان الان ، سيقف الحرب ، سنحب بعضنا، سنتعاون جميعا، سينض السودان ، سنعيش في سلام مع انفسنا ومع بعضنا ، دععوة صادقة من قلب يتالم .

  10. السودانيون المقيمين بغبيرة بمدينة الرياض العاصمة السعودية بعضهم موجود هنالك منذ عشرات السنين مع اسرهم ( بعضهم مخالف لانظمة العمل والاقامة ) وتوجد على بعضهم ملاحظات منذ امد بعيد لا سيما الاسر …….. تعميم امرهم على كل السودانيين فيه اجحاف كبير ……….. نرجو الانتباه ……….. يكفي السودانيين ما هم فيه من بلاء بسبب الحرب دماء واشلاء وتشريد ونهب …….

  11. والغريب شنو ظهور القطيع خلفها طبيعي لما كان يحدث في الخرطوم وظهور ايه وأمثالها نتاج طبيعي لانحدار الزوق في أواخر الإنقاذ مندهشين ليه الخرطوم كانت مليانه جمبات ونوادي وشقق. وحفلات تافهه وقروش ترمي تحت اقدام القونات وشارع النيل والناس تموت بالسرطان كلها كانت بعلم وأمر من الدوله لا بهاء الشباب والان مستمرين بنفس الفهم في بازارتهم وحفلاتهم وترنداتهم في مصر وغيرها
    كانهم اتو مرتحلين متناسين ومغيبين عن الحدث في السودان فمافي شي مدهش عادي يتصورو جمب المدرعه وحتي ممكن يهبشوها وووو كله متاح

  12. انا قلت الحكاية ومافيها انو الناس جاريه وراء المسابقة والقروش والهدايا لانها شئ ثمينة واي شخص يتمني يفوز بيها اما موضوع السلفي دا فارغ عاوز سلفي مع البنت ليه عشان هي مشهورة طبعا عاوز يقول لي الناس انا عندي صورة مع المشهورة ولي في نفسك شئ تاني من الغربة والحرمان وعاوز تقضي وقت وخلاص ههههههه العزابة عندهم عزر لكن المتزوج وقاعد بزوجيتة دا نقول علية شنو متزوجة بواب عمارة مثلا هههههه والغلط من السعودية خلاص اصبحت اسوء من امريكا بنات عراء لالفين بدون هدوم وين ناس الامر بي المعروف والقبض علي العراء الله يرحمهم ماتوا بعد مامحمدبن سلمان جاء بلاء ياخدوا انشاءالله

  13. ولما هذا الضجيج؟

    انت يا وهابي لا حق لك في فرض قيمك انت وتعميمها على الآخرين.
    خوفك من أن يعايرك كفيلك بآية افرو أكبر من خوفك من الله وادعاء أن هناك (قيم سودانية) واحدة تكذبه وقائع التاريخ.
    ما الرابط بين ما حدث في غبيرة وحرب القبائل الكيزانية في السودان لاجهاض ثورة ديسمبر.
    خليك في نفسك واكتفي بمحاسبتها عن انتقاد الآخرين.

  14. بارك الله فيك يا شيخنا.. الواحد مع المشغوليات التلفزيون ما بحضروا خليك من اليوتوب. فتابع لينا اخبار البوابير.. شكلك عندك زمن كتير او دي هوايتك. خلينا نكون مطلعين على الاخبار الهايفه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..