مقالات سياسية

العصر العباسي.. عصر ازدهار الآداب

بسم الرحمن الرحيم
الطيب النقر

كان العصر العباسي عصراً عضّ على قارحة من الكمال في العلوم والأدب، فلقد تهيأت له من الأسباب والوسائل ما لم تتوفر لعصر قبله، لأجل ذلك لم يبرأ من ترهات الأراجيف، عصر أوغل فلاسفته ومفكريه في دراسة شتي العلوم قديمها وحديثها كل الإيغال حتى تعمقوا في أغوار الفكر والشعور، وبقى صدى صوتهم الدافئ يرن في أعطاف الأزمان، عصر ازدهرت فيه الحياة العقلية و”تلاقت في حواضره الإسلامية شتى الثقافات التي تمثل حضارات الأمم العريقة في العلم والثقافة؛ وأخذ خلفائه الذين خضعت لهم الرقاب، يشجعون الحركة العلمية في شتى جوانبها، ويضفون عليها ظلال رعايتهم وتشجيعهم، كما كانوا يبالغون في إكرام الأدباء والعلماء ويجالسونهم ويقربونهم إليهم، وصار العلم والأدب وسيلة إلي المناصب العالية، والنفوذ والجاه؛ وكان كل من نبغ في العلم، أو شهر بالأدب ترفع منزلته، ويتنافس العظماء في تكريمه، كما يتنافسون في إنشاء دور العلم، وترجمة الكتب إلي العربية من مختلف اللغات”، نعم لقد كان حقاً عصراً صقله العلم، وشمله التمدن، ولم يترك بيتا نادراً، ولا نسيباً سائراً، ولا شعراً فاخراً، إلا حواه ودونه، عصر حفل بالأذهان الخصبة، والقرائح الموهوبة التي أيقظت رواقد العبقرية، وفجرت ينبوع الإبداع، الذي ما زال يلهمنا ويسقينا، عصر أيقن فيه أرباب البصائر”أن الدنيا لا تأتي من غير طريق الكفاية، وأن كل عزّ لم يؤكد بعلم فإلي ذل يؤول، فاكّبوا على التأدب، وحرص أرباب اليسار على تثقيف أبنائهم، وكان إذا تفرس رب البيت في ولده ذكاء جاءه بالمؤدبين يلقنونه ما تشتهي نفسه من الآداب، ولذا أصبح التعليم صناعة، وحسن عيش المؤدبين؛ وغدا التأديب –كما أسلفت من قبل-طريقاً إلي المجد والسؤدد”.

في ذلك العصر الذي اشتدت فيه قبضة العرب على مقاليد الحضارة وسلكوا فيه سلوك الأمم المتمدنة في التدوين”حين انبثوا بفضل الإسلام في الممالك التي فتحوها واكتسبوا بالمعاشرة والمصاهرة روحاً جديدا،ً ظهر أثره في الخطب والرسائل والمحاورات، حتى يمكننا من غير مغالاة أن ندعي أن”: الفتح والملك أعطاهم من قوة الملاحظة ودقة التفكير ما لم يعطهم القرآن وحده لو ظلوا محصورين في أرجاء الجزيرة العربية”.
ولعلي لا أجنح بعيدا عن شط الحقيقة، إذا زعمت أن العصر العباسي برمته كان عصر ترجمة وثقافة وذلك لانصهار كل تلك الحضارات والثقافات المتعددة في بوتقة واحدة، تواكب الرقي وتساير التطور، بوتقة امتزجت فيها خلاصة الحضارات العريقة، ولعل من مزايا هذا الاحتكاك والتمازج بين العرب وغيرهم من الشعوب المسلمة والثقافات الأجنبية الوافدة، أنه أثرى الأدب والعقل في”عصر الجاحظ بما تُرجِمَ من فلسفة اليونان ومنطقهم، فقد صبغا عقلية الأدباء والشعراء بآثارهما العميقة في التفكير والمعاني، وطرافة التقسيم والخيال، كما أثرى كذلك بالمترجم إلي العربية من قصص الهند وأدب الفرس″. والحقيقة التي يجب عليّ بسطها في هذا المقام أن العرب لم يكونوا متلقيين فقط لهذا الكم الهائل من العلوم دون أن يضفوا عليه شيئاً من سمتهم الرزين ويضيفوا عليه قبساً من قريحتهم الجياشة، و”إنما كانوا إيجابيين في تعاملهم معها، ومن ثم صبغُوها بالصبغة الإسلامية، وأخضعوها لأيديولوجية الإسلام، حتى صارت هذه العلوم في نهاية المطاف علوماً إسلامية”.

د.الطيب النقر

‫6 تعليقات

  1. أقتباس : صبغُوها بالصبغة الإسلامية، وأخضعوها لأيديولوجية الإسلام !.
    الحق يقال ان لا علاقة بالدولة العباسية بتعاليم الاسلام الحقيقية الا بالمسمى فقط , فالتاريخ يبلى أحسن البلاء فى فضح تلك العلاقة المشبوهة منذ السفاح الى المنصور واعقابه الى الرشيد و ابناءه و شيوخ سلطانهم على أختلاف الكراسى !.
    فالسفاح يكفيه أسمه و المنصور لا يزدنا به قول العقيلى لعمه الحسن بن الحسن بن على كما جاء فى الاغانى :
    والله يا عم، لقد كنا نقمنا على بني أمية ما نقمنا، فما بنو العباس إلا أقل خوفًا لله منهم ! , وإن الحجة على بني العباس لأوجب منها عليهم، ولقد كانت للقوم أخلاق ومكارم ليست لأبي جعفر !
    أما الرشيد فنكح جارية ابيه على الف جارية له بفتوى شيخ الاسلام على بلاطه !!
    و أما ابناءه فراود أحدهم الاخر عن نفسه من شدة لواطه ثم أقتتلوا !!
    وأما عن الدولة المملوكية العباسية فى مصر , فقد بلغ بها الشذوذ و المثلية و الفساد و الاباحية ما لم يبلغه قوم لوط أنفسهم و لم يفكر به حتى الساعة جمعيات المثليين فى الولايات المتحدة !! , حتى تخلص منهم محمد على و هربوا الى السودان لجأوا الى متحدريهم الذى هاجروا جنوبا من قبل نتيجة المجاعات التى وافت افعالهم.
    عن أى دين تتحدث يارجل ؟
    فوالله الا أن يكون دينك الذى تعلمته على يد الانقاذ التى مكنت لدهاقنة التسويف و الباطل أمثالك !!
    قال أسلام قال !!
    غثّ أجدب …

    1. يا أستاذ رقراق “الطيور على أشكالها تقع”، كما يقول المثل. الكيزان الملاعين يمجدون أسلافهم من القتلة والشواذ والمنحرفين. قاتل الله الكيزان أينما حلوا وأنزل غضبه بهم وطهر أرضنا الطيبة منهم ومن خبثهم وفسادهم.

      هذا الكوز الدعي أصبح مفتيا في كل ضروب المعرفة وينطبق عليه المثل “فاقد الشيء لا يعطيه”. سامح الله إدراة الراكوبة في نشرها لهذا الهراء وسمساحها لهذا الكوز “اللايوق” بزيادة قرفنا من بني كوز يوما بعد يوم.

  2. يا كوز الدمازين المتنطع تصويب بسيط في العنوان حتي تستقيم وتستوي “الامور” علي نصابها:
    العصر العباسي.. عصر ازدهار قلة الادب

    كان العصر العباسي عصراً عضّ على قارحة وأصبحت قصور الخلفاء العباسيين مثل المهدي والرشيد والأمين والواثق والمتوكل ساحات للشرب وملاهي للرقص ومقاصف للهو والفجور, بزمن الخلافة العباسيه ,أزداد فجر الخلفاء فأصبح لكل خليفة آلآف من الجواري والغلمان حتى تحولت شهوة الجنس لبعض الخلفاء للغلمان دون النساء.
    في العصر العبّاسي، صارت ظاهرة ممارسة الخلفاء “للواط” ظاهرة شبه عامة وعلنية ..
    – كان للخليفة العباسي “الأمين” غلام تعلق به فؤاده ويدعي“كوثر”نظم فيه شعراً.
    – كان للخليفة العباسي “الواثق” غلام وعشيق إسمه “مهج”. كان الوزراء وكبار رجال الدولة يتوسطون بـ “مهج” لدي الخليفة .
    – وكان الخليفة المتوكل عشيقاً اسمه شاهك. وقد فصل في ذكر اخباره مع شاهك المسعودي في كتابه “مروج الذهب” .
    – انه عصر ابو نواس وما ادراك ما ابا نواس ..الذي اشتهر بحبه للغلمان ومجالسته للخلفاء واهل الصولجان والسلطان، وعندما قيل له “زوّجك الله الحور العين” أجاب بأنه ليس بصاحب نساء بل الولدان المخلدين.
    وهذا غيض من فيض .. ويبدو ان احفاد حاج نور لهم ولع خاص واحتفاء بالتراث الباذخ للخلافة العباسية لاسباب يعلمون سرها !!

  3. معلومة ذات صلة … والشئ بالشئ يذكر !!

    كلمة ” اخوان ” في القرآن الكريم ذكرت في موضعين فقط هما :
    ” اخوان الشياطين ”
    و ” اخوان لوط ”
    أما عند الحديث عن المؤمنين فالكلمة كانت اخوة وليس اخوان. ..
    إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم

  4. قبل ما اقرا كلام في اول مرة شفتك فيها في الراكوبة، من صورتك عرفت انك كوز.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..