لأصحاب الأسماء الحركية والمستعارة: إلى متى ستظل الرؤوس مدفونة فى الرمال؟‎

بسم الله الرحمن الرحيم

قال عليه الصلاة والسلام: « إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ».
قال الشاعر احمد شوقي:
وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا
أنى لأعذركم واحسب عبئكم من بين أعباء الرجال ثقيلا
جميعنا يعلم أن سيدنا على بن أبى طالب كلام كله حكم،ومن ضمن هذه الحكم قوله:(أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لن يقدم أجلاً ولن يقطع رزقاً).
وتقول عائشة سعيد عبدالله، باحثة اجتماعية اختصاصية في التوعية الأسرية في دبي: للتخفي وراء الأسماء المستعارة دوافع متباينة، تصنف إلى دوافع مبررة ومنها الخوف أو الخجل من الظهور العلني أمام المجتمع أو لعدم الثقة بالنفس أو هروب من الملاحقة بالنسبة لبعض المشاهير أو الحرص على إخفاء اسم العائلة أو القبيلة، ودوافع غير المبررة مثل: الاختراق بغرض القرصنة للحصول على المعلومات وبيانات شخصية أو بغرض الابتزاز، أو العبث والتجسس، والانتقام، والتحريض . وتضيف: هذه المظاهر أكثر انتشاراً في المجتمعات التي تتسم بضيق الحرية الاجتماعية للفرد، ولا سيما المرأة التي لا تستطيع أن تعبر عن آرائها أو تخالط صديقاتها إلكترونياً بسبب وجود هذه المعوقات الاجتماعية والعائلية، فتلجأ إلى الدخول لبعض المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي باسم مستعار، لتتحاشى النظرات والتساؤلات المؤذية التي قد تعرضها لمشاكل اجتماعية عديدة . وتضيف: من جانب آخر، تخفي البعض خلف أسماء مستعارة يكون سببه عدم الثقة بما يشاركونه مع أصدقائهم أو بما يملكون من أفكار وآراء، والبعض الآخر يقف وراء هذه الرغبة لديه خلل نفسي في الشخصية، لو دققنا في دراسة نوع الاسم الذي يختاره ودلالته سنصل إلى فهم موضوعي لمشكلة اجتماعية أو نقص معين يعاني منه هذا الشخص بين عائلته أو أصدقائه أو مجتمعه . وحول تأثير الظاهرة قالت: التخفي باسم مستعار أو مزيف أو وراء صورة وهمية حالة مجتمعية سلبية غير مبررة تعكس عناصر البيئة المختلفة التي تفرزها هذه الظاهرة، كما أن الاسم المستعار أو المزيف ينتقص من مصداقية مستخدمة وثقة الناس فيما يعرضه . وتؤكد أن أبرز الدوافع التي تقف خلف التخاطب الإلكتروني باسم مستعار تتمثل في الحرية المطلقة التي يمنحها هذا الاسم الوهمي لصاحبه فيدلي بآرائه الجريئة وينشر نصوصه كما يشاء من دون خوف |)انتهى.
مما لا شك فيه إن الاحترام هو أحد القيم الحميدة التي يتميز بها الإنسان، ويعبر عنه تجاه كل شيء حوله أو يتعامل معه بكل تقدير وعناية والتزام. فهو تقدير لقيمة ما أو لشيء ما أو لشخص ما، وإحساس بقيمته وتميزه، أو لنوعية الشخصية، أوالقدرة، أو لمظهر من مظاهر نوعية الشخصية والقدرة. يتجلى الاحترام كنوع من الأخلاق أو القيم، كما هو الحال في المفهوم الشائع “احترام الآخرين” أو مبدأ التعامل بالمثل.
يقول الأاستاذ/عبدالكريم عاشور:(إن الجرائم التي ترتكب عبر تقنية المعلومات وعلى صفحات الفيس بوك أو بواسطة استخدام شبكة الانترنت متنوعة وكثيرة.. وهي دائما في ازدياد نتيجة التطور العلمي والتكنولوجي المتواصل.. إما أن يكون محل الاعتداء فيها هو المال.. وأما أن يكون محل الاعتداء فيها هو الأشخاص.. ومن أمثلة جرائم الاعتداء على الأشخاص عبر تقنية المعلومات جريمة السب والقذف والتشهير واتهام الناس بالباطل . إذ تعد هذه الجرائم من الجرائم التي لها الأثر البالغ سلبا على استقرار حياة الناس .. وهي الأكثر شيوعا وانتشارا خاصة بعد وسائل التواصل الاجتماعى إذ يساء استخدام هذه التقنية للنيل من شرف الغير أو كرامته أو اعتباره أو تعرضه إلى بعض الناس الشرفاء ذوى الأخلاق الحميدة واحتقارهم بصورة مهينة ومؤذية فنجد الكثير منهم يقومون بالتطاول على علماء الإسلام وغيرهم من الشخصيات العامة والوطنية المخلصة الشريفة. للتشهير بهم والنيل من عزائمهم وإضعافهم وتشويه صورهم
الجميلة والمثالية بين الناس أما من الناحية الشرعية فالقذف والسب والتعدي على حرمات الناس فهو محرم شرعا.( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ). لان الله يراقب ويحاسب على الأقوال والأفعال واعلم ان حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين)انتهى.
فيجب علينا ان نترفع عن هذه السلوكيات التي لا تمت لديننا الحنيف بأي صلة ولقد ترك لنا نبينا عليه الصلاة والسلام صيغة الوعظ عن طريق التعريض على سيبل المثال قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعمل الأساليب اللفظية في التوجيه غير المباشر في مثل قوله صلى الله عليه وسلم: “ما بال أقوام يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله” وهذه قمة الوعظ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ).
ليس كل الذين يستحدمون الأسماء المستعارة،لا حظ لهم من الأخلاق والمعرفة،بل العكس تماماً أن معظمهم أخلاقهم رفيعة ومداخلاتهم مفيدة،ولكن القلة التى تكتب من أجل الكتابة فقط،هى التى لا تدرى ماذا تريد؟ والى من توجه رسائلها السالبة؟ولقد لاحظت أن هنالك بعض أصحاب الأسماء المستعارة يوجهون ألفاظ بذيئة لشخصيات كبيرة لها وزنها فى المجتمع فى جميع المجالات أضف لذلك سمعتها الطيبة ،من غير أتباع الحزب الحاكم،فماذا نقول عن هذا التجنى على الغيرمن غير ذنبٍ ارتكبوه؟
إن حياة الانسان عبارة عن محطات ،أو مراحل فمن الأفضل،ان تكون هذه المراحل كلها مواقف تتصف بالشجاعة والمشاركة الهادفة مع الأخرين،فالإنزواء والتخفى من وراء ساتر لا يقود ابداً لنتائج إيجابية،بل العكس تكون كل النتائج سلبية،فسنوات عمر الانسان معدودة فإن كتبت إسمك كاملاً ورباعياً ومكان سكنك ومقر عملك ورقم تلفونك(كخيار أول)،فإنك قطعاً لن تتجاوز ماكتبه الله لك،وإن كتبته حركياً (كخيار ثانٍ)فالمكتوب واقع لا محالة،كما أنه من الممكن أن يقوم شخص واحد بكتابة عشرات الرسائل ،وبعدة أسماء حركية ،إذاً من الأفضل،أن يختار الشخص الخيار الأول،لكى يحترمك الخصم وخاصةً إذا كان هذا الخصم هو السلطة،حتى تتعرف السلطة أو الرئيس على حجم شعبيته او النقد الذى يوجه له،ولكن عندما تنتقد حكومةً ما ويكون إسمك حركياً فسوف لن تجد الاحترام من هذه الحكومة،كما أن نقدك هذا سيكون غير مؤثراً على خصمك(بندق فى بحر).
وحسب رأى ووجهة نظرى،ان عهد الأسماء الحركية والمستعارة قد ولى(البرقص مابغطى دقنو)،ومن الأفضل مواجهة الخصم بتمام الاسم ،حتى يحسب لك ألف حساب ،ويعرف بأنك شريك فى الوطن ولك حقوق لابد من أخذها.
دعوتي إليكم جميعا وبكل احترام إلى التحلي بمكارم الأخلاق والترفع عن الدناءات من الأفعال والأقوال وليكن هم كل منا هو النفع والانتفاع وتقديم النقد أو النصح للحاكم علانية وبإسم مكتمل وصحيح ،حتى يتم التغيير للأفضل ، ولا تنسوا رقابة الله التي هي فوق كل رقابة.
وماالتوفيق إلا من عندالله
د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اتاحت شبكة الانترنت مساحة كبيرة للكتابة في كثير من المواقع كالفيس بوك ومنتديات الحوار والصحف الالكترونية وغيرها. فرصة الكتابة بذلك الحجم الكبير بالاضافة للحرية المطلقة في كتابة ما نريد من اعظم ايجابيات تلك الشبكة الساحرة
    وعندما تتوفر تلك الحرية اسفريا بدون رقيب يكون لازما علينا ان نكون عند حسن ظن العم قوقل ونحسن السلوك الكتابي …
    ولكن…..
    الكثير من الشواهد تبرهن بعد بعضنا من النهج القويم وتحديدا احترام الاخر والرد بشكل حضاري يعكس سمو ورقي اخلاق الانسان.
    كلا يبكي علي ليلاه وانا علي ليلاي اغني هذا مبدا الاختلاف في الاراء. للجميع الحق في الكتابة عن مايحبه بلغة مقبولة. ونفس هذا الحق مكفول لمن يرغب في الرد والتعليق
    ولكن ياتي الخطا بتناول الكاتب دون موضوعه واسقاط تهم وصفات عليه مثل انت جاي من وين… شكلك عمرك ما سمعت … ساكن في الحتة الفلانية وما بتعرف كذا وغيرها وتبلغ الوقاحة اقصي درجاتها عندما تصبح التعليقات شتيمة عديل.
    لعل هذا سلوك سوداني بحت عند الكثيرين منا وهو ترك موضوع النقاش – حتي في حالة النقاش وجها لوجه- والتعليق علي الشخص بكلام لا صلة له بموضوع النقاش.
    ان التلطف في الحديث واختيار جميل الكلمات سلوك حضاري تاسر به قلوب الاخرين وان لم يعجبك ما كتبوا
    حتي يظل فضاء الانترنت سماء صافية تحلق فيها طيور افكارنا بمختلف الوانها … دعونا نتفق علي ادب التعليقات الكترونيا
    د. عبد الحميد مامون الكامل
    دالاس-تكساس
    [email protected]

  2. جدادة الخلا جاية تطرد جدادة الحلة دا مثل سوداني ما امريكي! ياخي انت ما جيت الراكوبة دي لقيتنا كدا! في جداد قبلك حاولوا وردعناهم وواحد منهم يناصرك الآن ونحن نستغرب ما يضيركم من الأسماء المستعارة هل بتمنع عنكم التعليقات اللاذعة واللاسعة إن اخطاتم أو لم تكونوا على قدر الدرجات العلمية التي لا نعلم إن كانت حقيقية أم مستعارة هي الأخرى. وحتى نحن المعلقين نستخدم مثل هذه الاستعارة بانتحال الألقاب العلمية ولكن القصد معروف وظاهر وهو التذكير بمقولة فوق كل ذي علم عليم للكتاب الذين يتفخشرون بالالقاب الرنانة ويقدمون أفكارا تذكر بالمثل طول النخلة و عقل السخلة! الزي دبل من مواضيعهم بنعرفهم على طول فاعرضوا عن تناول الأسماء المستعارة للمعلقين وردوا على تعليقاتهم بالموضوعية اللازمة وكما تقولون لا تتركوا لب التعليق وتحتجوا على الاسم المستعار لصاحبه وإلا اعتبرنا كم جداد خلا ونشوف شغلنا معاكم!!!!

  3. اتاحت شبكة الانترنت مساحة كبيرة للكتابة في كثير من المواقع كالفيس بوك ومنتديات الحوار والصحف الالكترونية وغيرها. فرصة الكتابة بذلك الحجم الكبير بالاضافة للحرية المطلقة في كتابة ما نريد من اعظم ايجابيات تلك الشبكة الساحرة
    وعندما تتوفر تلك الحرية اسفريا بدون رقيب يكون لازما علينا ان نكون عند حسن ظن العم قوقل ونحسن السلوك الكتابي …
    ولكن…..
    الكثير من الشواهد تبرهن بعد بعضنا من النهج القويم وتحديدا احترام الاخر والرد بشكل حضاري يعكس سمو ورقي اخلاق الانسان.
    كلا يبكي علي ليلاه وانا علي ليلاي اغني هذا مبدا الاختلاف في الاراء. للجميع الحق في الكتابة عن مايحبه بلغة مقبولة. ونفس هذا الحق مكفول لمن يرغب في الرد والتعليق
    ولكن ياتي الخطا بتناول الكاتب دون موضوعه واسقاط تهم وصفات عليه مثل انت جاي من وين… شكلك عمرك ما سمعت … ساكن في الحتة الفلانية وما بتعرف كذا وغيرها وتبلغ الوقاحة اقصي درجاتها عندما تصبح التعليقات شتيمة عديل.
    لعل هذا سلوك سوداني بحت عند الكثيرين منا وهو ترك موضوع النقاش – حتي في حالة النقاش وجها لوجه- والتعليق علي الشخص بكلام لا صلة له بموضوع النقاش.
    ان التلطف في الحديث واختيار جميل الكلمات سلوك حضاري تاسر به قلوب الاخرين وان لم يعجبك ما كتبوا
    حتي يظل فضاء الانترنت سماء صافية تحلق فيها طيور افكارنا بمختلف الوانها … دعونا نتفق علي ادب التعليقات الكترونيا
    د. عبد الحميد مامون الكامل
    دالاس-تكساس
    [email protected]

  4. جدادة الخلا جاية تطرد جدادة الحلة دا مثل سوداني ما امريكي! ياخي انت ما جيت الراكوبة دي لقيتنا كدا! في جداد قبلك حاولوا وردعناهم وواحد منهم يناصرك الآن ونحن نستغرب ما يضيركم من الأسماء المستعارة هل بتمنع عنكم التعليقات اللاذعة واللاسعة إن اخطاتم أو لم تكونوا على قدر الدرجات العلمية التي لا نعلم إن كانت حقيقية أم مستعارة هي الأخرى. وحتى نحن المعلقين نستخدم مثل هذه الاستعارة بانتحال الألقاب العلمية ولكن القصد معروف وظاهر وهو التذكير بمقولة فوق كل ذي علم عليم للكتاب الذين يتفخشرون بالالقاب الرنانة ويقدمون أفكارا تذكر بالمثل طول النخلة و عقل السخلة! الزي دبل من مواضيعهم بنعرفهم على طول فاعرضوا عن تناول الأسماء المستعارة للمعلقين وردوا على تعليقاتهم بالموضوعية اللازمة وكما تقولون لا تتركوا لب التعليق وتحتجوا على الاسم المستعار لصاحبه وإلا اعتبرنا كم جداد خلا ونشوف شغلنا معاكم!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..