تقرير مصير كردفان

مما ترسخ في ذهني يقيناً أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال استراتيجيتها الثابتة بعيدة المدى هي الداعم الأول لإسرائيل ، وهي التي ظلت ولا تزال تحيطها بنظرة عطف لأسباب تاريخية ذات صلة بما حدث لليهود من ظلم واضطهاد نازي…
كل المواقف الأمريكية الداعمة لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي تعزز الفرضية المشار إليها بشكل لا يتطرق إليه شك..
ومما وصل عندي مرحلة اليقين أيضاً أن إسرائيل ترى في السودان الخطر الأمني القادم بل إن ذلك البلد الأفريقي ذا الإمكانات والموارد الطبيعية الضخمة يحمل الكثير من بذور المهددات الأمنية لإسرائيل ولابد من ضربه قبل أن يشب عن الطوق.. كل ذلك بدا واضحاً وجلياً من خلال حديث وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق إفي ريختر في محاضرته الشهيرة عن الأمن الداخلي لإسرائيل والتي أكد فيها على ضرورة إضعاف السودان وزعزعة أمنه حتى لا يقوى على النهوض وتقسيمه كانتونات صغيرة..
بناء على النقطتين عاليه وعلى خلفية التقارب السوداني الأمريكي الذي بالضرورة ان يكون هو المدخل الأساسي للتقارب مع إسرائيل وصولاً للتطبيع الكامل مع الدولتين، بناء على كل ذلك أقول لابد من تعامل حذر للغاية مع واشنطون وتل أبيب بحيث لا ينخدع الناس بالتطبيع والمعاملات التجارية والاستثمارية ولا ينشغلون بها وينسون أن هناك هدفاً أمريكياً إسرائيلياً مشتركاً وهو تفتيت السودان وتقسيمه إلى دويلات صغيرة ، الآن بدأت بتبني الحركة الشعبية بمقترح تقرير مصير كردفان، مثلما تبنت الحركة نفسها تقرير مصير الجنوب…
النظام القائم لن يكون هدفاً أمريكياً إسرايلياً بقدر ما أن المستهدف الحقيقي هو تفتيت السودان وتقسيمه وربما يساق ويستدرج النظام الحالي إلى تحقيق هذا الهدف مثلما حدث مع الجنوب.
لكل ذلك، أتوقع يتم استخدام التقارب السوداني الأمريكي، من جهة والتقارب السوداني الإسرائيلي المتوقع لضرب وحدة التراب السوداني، أو على الأقل ستكون هناك محاولات لذلك.. اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة اخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
“الصيحة”