كلاكيت تاني مرة…!!

كلاكيت تاني مرة…!!

شمائل النور

لم نعد نأخذ بكل ما تصدره الحكومة من أقوال، ونعني تحديداً أصحاب الألسن الممتدة، لأن العادة جرت على أن يكون القول مجافٍ للفعل والعكس، ولو حدث غير ذلك فليتحسس الجميع حولهم،،لعل الجميع يتذكرون جيداً دخول القوات الهجين إلى دارفور والتي قبلها كان القوم يقسمون جهد إيمانهم ألا تدخل الهجين إلا على جثثهم،،دخلت الهجين ولم نُعدد جثثاً قاتلت أو عارضت،،بالمقابل جاءت بعثة “اليوناميس” لحفظ السلام الذي وُقعت بشأنه اتّفاقية نيفاشا 2005،هذه البعثة جاءت بقرار من مجلس الأمن،ولم تأت بطلب من حكومة السودان ترجو فيه إبتعاث قوات لتحفظ سلامها، فمن المنطقي ومن الطبيعي أن يصبح قرار إنهاء أو تمديد مهمة يوناميس هو قرار يخص مجلس الأمن وحده، حتى لو انتفت أسباب بقاء البعثة حسب وجهة نظر حكومة السودان، فلمجلس الأمن تقديراته التي بناء عليها ابتعث اليوناميس،حتى لو كانت تقديراته على ضلال فقط لأنه هو صاحب القرار، وهذا لا يحتاج إلى كثير اجتهاد… بما يشبه النصر احتفلت بعض الجهات بوداع يوناميس خلال الأسابيع الماضية،ذلك باعتبار أن حكومة السودان هي صاحبة الشأن،لأن اتفاقية السلام انتهت بإعلان دولة جنوب السودان ولا شرعية لبقاء البعثة. حسناً لكن الآن وفي هذه الأثناء التي تتغير فيها الأوضاع في كل المنطقة العربية يصدر مجلس الأمن وبما يشبه الاحتفال قراراه الصاعقة والقاضي بتمديد فترة بقاء “الهجين” في دارفور لمدة سنة قابلة للتجديد،،اسمعوا جيداً،قابلة للتجديد،ويزيد القرار “بلة” تمديد صلاحيات الهجين لتشمل ما تبقى من أجزاء السودان المختلفة ليمد سلامه وأمنه خارج دارفور عبر التنسيق مع القوات الأثيوبية في أبيي وبعثة اليوناميس في جنوب السودان. الحقيقة والله كنت أشك في دقة نقل محتوى القرار،لأنّه ليس من المعقول أن ندفع بثلث السودان كفاتورة سلام نتيجة لسياسات المؤتمر الوطني، لكنها الحقيقة العارية سيصبح كل السودان تحت وصايا البعثات الأممية،ولأجل غير مسمى،وإن كانت اليوم شملت إقليم كردفان،غداً سوف تشمل النيل الأزرق، ولن تتخطى الخرطوم إن عملت البعثة وفق ما جاء في القرار،تلك هي كارثة وشيكة، بل هي الأخطر،وعلينا ألا نأخذ باستنكارات الخارجية التي لا تساوي الحبر الذي كُتبت به،لأن ما يهمنا هو أن قراراً قد صدر من مجلس الأمن وندرك جميعاً كيف تمر قرارات مجلس الأمن على حكومة السودان،ولا يهمنا أبداً استنكار الحكومة وحتى رفضها،فلن يقدم ولن يؤخر،القرار صدر والواضح أن له حيثياته المنطقية التي يرى فيها مجلس الأمن ما لاتراه حكومة السودان…أزمة جنوب كردفان تدخل نفقاً أضيق من الأول وكل يوم يمر عليها يزيدها تأزماً ولا بوارق أمل لحلها سلمياً،النيل الأزرق تستعصم بالبعد عن التفاوض دون رمي السلاح وتتمسك باتفاق أديس،ودارفور التي وُقعت بشأنها وثيقة سلام تخص التجاني السيسي لن يحدث بها سلام نهائي ما لم يوقع خليل وعبد الواحد،،كل هذه الحيثيات واقع،فلم الاستنكار..؟؟

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..