ندوة حزب الأمة .. وصمم السلطة غير المهتمة ..!

في الآونة الأخيرة ثمة ملاحظة ملفتة للنظر .. وهي أن كل فرع من أفرع شجرةحزب الأمة الكبيرة التي تناثرت على أرضية الإنقاذ وبفعل رياح تعمدها لهز تلك الشجرة حتى تقسمها بنوها أيدِ سبأ .. بات يرفع اللافتة المبتورة عن تكملة صفته الجديدة .. فمبارك الفاصل لم يعد يصف نصيبه بالإصلاح والتجديد .. مثلما لم يفعل الصادق الهادي المهدي الذي عقد بالأمس ندوة حول الوضع الإقتصادي باسم
( حزب الأمة ) حاف دون إضافة عجز البيت وهو القيادةالجماعية والذي يكمل مسماه الجديد !
ما علينا .. المهم السلطة التي ترفض لبقية الأحزاب المعارضة مجرد نوايا الحديث دعك عن السماح به .. فتحت قاعة الزبير لشريكها الذي دعا عددا من الخبراءٍ الإقتصاديين للحديث عن الموقف الإقتصادي على خلفية الإجراءات الأخيرة !
لم الحق على كلام الذين تحدثوا في البداية حيث نقلت قناة (سودان 24 ) الندوة كاملة !
الدكتور عثمان حسن عثمان كان الأكثر وضوحا في أطروحاته حول فشل الدولة في استقطاب تحويلات المغتربين من منطلق وظيفته كخبير إقتصادي معني بهذا الشأن وكان صريحا بأن الدولة بتعسفها في التعاطي مع هذه الفئة المؤثرة ستفقد ما تبقى من الثقة في سياساتها الطاردة للتحويلات عبر القنوات الرسمية واستمرار تعاملها مع السوق الموازي الذي يعتبر أكثر قدرة على هزيمة السوق الرسمي بسرعة التوصيل واستطاعة رفع السعر المحفز لإستقطاب تحويلات المغتربين التي تسعى الدول المتبعة للسياسات المدروسة للمزيد من استقطابها حتى بلغت في الهند نحوالسبعين مليارا وفي مصر الى سبعة عشر مليارا وفي نيجيريا الى ما يقارب الثمانين مليارا بينما تراجعت في السودان من ثلاثة مليار الى مليار ونصف خلال السنوات الثلاث الآخيرة !
ثم تحدث الدكتور أونور الأستاذ بكلية الإقتصاد جامعةالخرطوم حديثا نظريا عضدده بالمؤشرات الأكاديمية التي تتفاوت فيها نسب النمو البعيدة عن ملامسة فهم المواطن العادي ..بينما أوجد الأعذار لفريق الإنقاذ الإقتصادي كوزير المالية والمصرف المركزي بأنهم يقودون إقتصاد حرب دون أن يتوقف عن دور السلطة الحاكمة في إتخاذ تلك الحروب ذريعة لتحويل جل الميزانية العامة لأجهزة أمنها ومليشياتها لتجفيف خدمات التعليم والصحة وإدخال يدها بعد ذلك في جيوب المواطنين لسد عجزها الذي فعلته بتلك اليد الآثمة !
وكعادة أهل المؤتمر الوطني فقد تحدث الماحي خلف الله رئيس القطاع الإقتصادي بولايةالخرطوم بذات التعالي وروح الإمتنان على الشعب بالرخاء في سنوات البترول وقال إن الحكومة تقاسمت النفط مع الحركة الشعبية بالتساوي قبل أن يذهب جله الى الجنوب الذي خسرنا معه أرضا فيها من خسارة الخيرات في باطنها وظهرها الكثير .. وقال مع ذلك فالإجراءات الأخيرة هي بشارة خير سيتعافى بعدها الإقتصاد ولا داعي للقلق !
ثم توالت مداخلات كل من نائب رئيس حزب الأمة الذي دعا الى الغاء استيراد سلع الرفاهية التي قدرها بمئة صنف .. ثم أعقبه الصديق حسن الترابي ممثل المؤتمر الشعبي الذي أمسك بمنتصف العصا في نقده لسياسة الحكومة و تركه باب المودة معها مفتوحا ..وهويوزع ذات ابتسامات والده التي تلهي الناس عن مضمون كلامه!
اللافت للنظر أن من أدار الندوة هو حسن اسماعيل الذي خرج بالأمس في أحداث سبتمبر كالنمر الهائج داعيا لإسقاط النظام والآخذ بثأرات شهداء تلك الإنتفاضة وهو يشمرعن قميص الثوار البسيط .. بينما بدأ في هذه الندوة حمامة أنيقة ببدلة وزارية ذاب فيها كل حماسه بالأمس وهو يمد بمايكرفون كلمة الختام لرئيس حزبه الذي لم ينسى أن يذكرنا بأن هذا الداب الحسن في حريةالنقاش هو من ثمرات الحوار الوطني .. ولكنه نسي أو تناسى أن هنالك من يقبعون خلف سجون ذلك الحوار .. فقط لآنهم أرادوا الكلام .. الذي يصبح مباحا للبعض و حراما على البعض الآخرفي عهد حكومة لن تسمع هذا ولن تهتم بمصير أولئك !
[email][email protected][/email]