كان يا ما كان فى قديم الزمان وطن اسمه السودان ؟ا

كان يا ما كان فى قديم الزمان وطن اسمه السودان ؟؟؟

محمد السموال
[email protected]

الجد فى اوائل العقد الثامن من العمر لم يعد للشعر الاسود مكان فى راسه . ملاح وجهه تكتسى بنوع من الحزن المشوب بالمراره والاسى ! مراره السنين التى خطفت منه عنوه وكرها . تجارب الحياه وسنتها تركت بصماتها على وجهه فى شكل تجاعيد وقل اخاديد !! الا انه مازال يحتفظ بتلك الابتسامه الساخره والتى لا يعرف لها معنى!! ونظراته الثاقبه التى تبدوا من خلف تلك النظاره الطبيه السمكيه. يتحدث بصوت منخفض بالكاد يسمع لكنه مرتب فى سرده عندما يتحدث متسلسل فى افكاره لم تهزمها السنين العجاف التى عاشها وهو يعتصر الالم ويشاهد شتات الوطن الواحد دوله بعد دوله تظهر للعيان !!!!يمر ذلك الشريط الاسود امامه وكانه حدث اليوم ؟ مسلسل لم تنتهى فصوله بعد بالنسبه له !
لم يعد ميالا للحديث فى اواخر سنينه انزوى بنفسه وذكرياته فى ذلك الركن من الوطن الكبير الذى ما زال يحمله بين اضلعه واحلامه وقلبه !!
وطنه الذى حمله وهم به فى منامه وعند قيامه لم يعد له وجود واقعيا!! الا انه فضل ان يهيم فيه ويجوب بذكرياته التى جمعها وحملها بين جوانحه وانفاسه!
عندما يتحدث عن الوطن السابق احيانا ! يعتصر الكلمات اعتصاراويكاد يعض شفتيه من الحسره والندم الذى الم به فى مصابه الجلل!
قاتل الله انصاف الساسه ومدعى التدين فى تلك المتاهات التى حشرونا فيها باسم الدين يتمتم مرات بينه وبين نفسه !!
تجمع احفاده ذات يوم صغارا وكبارا ارادوا ان يخرجوه من تلك العزله ومن ذلك الوطن الوهم الذى يعيشه بين جوانحه ,
انبرى احدهم قائلا هل صحيح ياجدو ان الدول التى تجاورنا كلها الان كانت تسمى دوله جمهوريه السودان ؟؟؟ هنا فغر فاه الجد وطفرت دمعتان ساخنتان من خلف تلك النظاره السميكه وتسمر سامعيه من احفاده ! من هول المفاجاه التى المت بالجد !! الا انه بحصافته وبديهته الثره التى لم تنته استدرك الموقف سريعا ومسح دمعتيه فى برهه من الزمن ولملم اطرافه !!مبتدرا حديثه نعم ياحفادى كانت كل هذه الدول التى حولنا هى وطننا السودان وفى يوما من الايام كانت تسمى جمهوريه السودان !!! الجد مواصلا سرده 1
الا انه وفى غفله من الزمان وفى ذاك التاريخ البعيد جاء العسكر ومعهم اخرون ساندوهم وفى تلك الليله من ذاك العام استولوا العسكر على السلطه قسرا وجبرا
من اناس كان الشعب وقتها اتى بهم فى وضح النهار لكى يحكموا السودان نيابه عنهم وفوضوهم امرهم ؟ جاء العسكر والذين معهم زعموا للناس انهم اشراف اسلاميون جاءوا من قاع المدنيه . اتنينا كما يقولون لكى ننقذ السودان من براثن الكفر والالحاد ونرد الحقوق الى اهلها !! اتينا لكى نغير الاقتصاد حتى يعيش الشعب فى رفاهيه ونقضى على الفساد الذى عم البلاد ! اتينا لكى نقص اجنحه العملاء والمتمردين العملاء ! والخونه الذين دمروا البلاد وافسدوا الاخلاق والعباد !!!
جدو مقاطعا احد الاحفاد هم لم يقولوا نحن اسلاميون عندما استولوا على الحكم كما درسنا فى حصه التاريخ ؟؟؟
الجد نعم ياابنى انى اردت الاختصار هؤلاء عشر سنين تسربلت بالكذب والنفاق انكروا صلتهم فيما يسمى بالاسلاميون او الجبهه الاسلاميه القوميه كما سميت لاحقا فى ذلك العهد!!!
بعد هذا يابنائى وضحت نوياهم واهدافهم اعلنوها صراحه بانهم اسلاميين ! فبداو بالتمكين قطعوا ارزاق الناس وشردوا العباد وكل من خالفهم الراى والفكر باسم الصالح العام فشردت اسر وترملت النساء ويتم اطفال بسبب الاعدامات التى طبقت على كثير من الناس الذين اوقعهم حظهم العاثر فى حظيره هؤلاء البشر الاسلاميون!!
عاثوا فى الارض فسادا ومحسوبيه غر تهم السلطه فلم ينظروا ابعد من انوفهم ولم يعد بينهم وبين الدين صله سوى الشعارات والاسم والديانه التى تدون فى شهاده الميلاد !!
خاضوا الحروب واحده تلوا الاخرى اكلت الاخضر واليابس وكلها باسم الدين والحور العين والجنه والنار كما صورها كذبا ونفاقا ! وليتها كانت حروبا بين دول لاحقاق حق او استرداد ارض بل كانت الحرب بين ابناء الوطن الواحد !!
ابناء الوطن الذين شعروا ان لا مكان لهم مع عليه القوم واصحاب الجاه والسلطان
فشعر هؤلاء بالتهميش والغبن وطالبوا بالحقوق بعد ان وضح اللبس والغموض فى دوله المشروع الحضارى التى ادعوها فى ذلك الوقت !
فاستعرت الحروب بين ابناء الوطن الواحد واصبح الوطن مثخن بالجراح ومات فى ذلك العهد كثيرا من البشر وحصدت الحرب الزرع والضرع ولم يعد بالامكان لملمه الجراح وايقاف النزيف الدموى بين الاخوه الاعداء فتوقفت المصانع والمزارع والمدارس . وما حدث يابنائى فى الوطن كان شبيها فى الشكل بما دار فى رواندا بين التوتسى والهوتو !!
فتدخلت الجيوش الامميه والعالميه لانقاذ بقيه العباد وتدفقت المعونات والمساعدات من كل صوب وحدب واصبح السودان مستباح وكل من تدخل كان بهدفه ومبتغاه !
لم يتجاوز العاشره احد احفاده متسائلا طيب ياجدو كما درسنا نعلم ان الدين المعامله والناس سواء فى الحقوق والواجبات والمواطنه الا يعلم هؤلاء القوم الذين اغتصبوا السلطه هذه الاقوال !!!!
صمت الجد برهه وكانه رجع الى عشرات السنين الى الوراء! نعم يابنى الدين المعامله الاسلام هو السلام لكن هؤلاء البشر لم يعد شئ فى انفسهم من الدين شعارات كانو يتغنون بها عند المناسبات !الا ان انقلب السحر على ساحره وعلى الوطن !ادخلونا فى دائره مغلقه ومظلمه لا يعلم مداها الاالله حينها ! غرقوا فى ملذات الدنيا بنوا القصور والفلل وركبوا اخر الموديلات من السيارات الفارهه وتزوجوا مثنى وثلاث ورباع والشعب يموت فى اليوم اكثر من مره !!
وامتلات خزائنهم باموال الشعب المغلوب على امره ! طيب ياجدو احد الاحفاد يسال ليه هم ما اشركوا الاخرين من الناس فى الحكم او شاورهم ؟؟؟
سؤلك جميل يابنى هم اعتقدوا ان البقيه اناس ماجورين وغير موالين وسوف يعطلون خططهم واهدافهم وليس قدر المسئوليه وقدر مشروعهم الحضارىالذى تبنوه وهم عباره عن احزاب تقلديه يجب ان تذهب الى مذبله التاريخ ! ولم يتعاملوا معهم كواقع على الارض بل نظروا اليهم بازدراء وفوقيه !!!
المختصر المفيد ياابنائى تدخلت جيوش العالم وقسمت البلاد الى دول وهؤلاء او الطغمه التى كانت تحكم البلاد والعبادهرب منهم من هرب وقتل من قتل وسلخ من سلخ واخرون لاذوا بدول الجوار مع اسرهم والمقربين منهم اما الرئيس فكان مطلوبا دوليا فى احد جرائم الحرب هو بدوره اختفى وحتى اللحظه لا يعرف له مصير اين هو حيا ام ميتا والعلم عند الله ؟؟؟

تعليق واحد

  1. ده الربنا قدرك علية عاوز تمسح البلد علي الاقل قول كلام فية وطنية الي كان يا مكان ودي وحده من مصائب السودان الكل عامل محلل سياسي

  2. شكرا على التحليل الجميل،، لما سيؤل اليه جسد المليون ميل مربع من تقسيم وتقطيع مريع،، نتيجة تخبط الساسة وادمانهم للفشل،،والتسوي كريت في القرض تلقاهو في جلدها،،وان شاء الله سيلاقو جزاء ما صنعو من افعال واعمال،، وربنا يمهل ولا يهمل…

    ——————–

  3. السودان ضاع واصبح مستباح وكل شيىء انقلب للضد كان الكيزان فى ايامهم الاولى يكلمون عن سيادة الوطن وعن من ملك قوته ملك قراره وعبارت كبيرة لم نسمعها من قبل وان السودان سوف يكون قوة عظمى فى افريقيا و و 000 ولكن هيهات فقد تغير كل شيىء بعد ان انقلبت المصالح الشخصية والحزبية على مصلحة الوطن وانفقت الدولة كل موارد البلد وامواله من السيطرة والتمكن فى الحكم فانشغلت بتأمين نفسها فى السلطة والكراسى وتركت كل المشاريع التنموية التى كانت تتبجح وتنعق بها فأسست دولى بوليسية قوية جاهزة لردع اى مواطن تسول له نفسه بالاقتراب من هذه السلطة والثروة النفيسة فكونت جيشا قويا من الشرطة ورجال الامن والمباحث وقامت بحرب ضروس ضد هؤلاء المواطنين العزل فجردتهم من كل شيىء كانوا يتمتعون به منذ الاستعمار فأول شيىء قامت بالمتاجرة فى التعليم وشردت الطلاب والغت الداخليات وفرضت عليهم رسوما ثقيلة وترك كثير منهم المدارس لعجزهم المادى وقامت بالمتاجرة فى العلاج والغت مجانية العلاج واصبح المستشفى عبارة عن مبنى جبايات للحكومة واصبح المواطن عبدا لهذه الفئة اليهودية الباقية ولكن هيهات فقد انكشف المستور وتكشفت العورات وفقد السودان سيادته بدخول القوات الاممية والت اقسم الرئيس ثلاثا الا تتدخل هذه القوات السودان وهوحى وها دخلت وهو يرقص 0 سبحان الله مشاكلنا اصبحت تتاجر بها الدول فى الخارج من الدوحة الى شاد الى نيجيريا وغيرها من بلاد الله الواسعة حتى اصبحنا فى هاوية الضياع نكون او لا نكون مستقبل مظلم وصوملة قادمه وربنا يستر 0

  4. الأخ السموال مع إحترامي الشديد لرأيك لكن كما قيل فإن الجواب يكفيك عنوانه لذا فارى أن عنوان موضوعك بغض النظر عما يحمل من حقائق و وقائع إلا انه محبط بدرجة خمس نجوم لذا لم اقرأه حتى لا أتسبب في اذية نفسي و الآخرين من المحبطين بمآسي الزمان و خروقات ذوي التفكير و الأفق الضيق و المصالح الشخصية بالحكومة أو الحركة الشعبية ،،، حيث ما دام ذلك حاصل بالكوم فلازم يحصل اللي حصل و كله عند العرب صابون سائلين الله أن يجنب السودان شر التخلفو البلاء و الحروب و الصهيوينة و أولاد الحرام إن الله بصير بالعباد .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..