الإتحاديون على العديل والزين.. والعروس امراة فاتنة اسمها الوحدة (1-5)

صديق دلاي
كتب هذه المرة بصراحة وبمحبتي المعلنة للاتحاديين. نعم أحبهم جدا بضعفهم وقوتهم , بكل إدعاءاتهم , بالوجوه السودانية جدا
, بملامحهم وطباعهم , وهكذا وقفت أمام النحاس الختمي , النوبة والطار , والتمايل الخاص بهم , المكرويف الرومانسي و
جلاليبهم ذاتها , العمة في غير إسراف محددة الإطار تنبئ عن السيطرة ونوع من الزهد في التطاول لو تذكرنا عمامات تاريخية من الراحل
ود الجبل وكمال ترباس وحسين خوجلي أحيانا…
اكتب بصراحة وبمحبة عن عرس الإتحاديين , بعد غياب وهزائم وهوان لا يشبه لا الساحة ولا الحزب ولا الجماهير. وحصل بالفعل
, في عهد الإنقاذ البائدة. قصة التشظي السهل غير الممتنع، وذاك الطرف الثالث الذي كان يعبث _وبكل أسف_ في غرف الإتحاديين
مخترقا الأشقاء بالمجان، وأحيانا بثمن وذلك هو الأقسى والأكثر مرارة على ساحة الإتحاديين سيرة ومسيرة , لافتة وطائفة , حجة
وبيان..
اكتب بصراحة ومحبة عن الإتحاديين , ولن تكون الليلة كالبارحة، وهناك غياب مؤلم لرجال من الجيل الثاني علي الأقل بعد جيل
الإبهار والتأسيس بعد السيد علي الميرغني والأزهري وزروق والشريف حسين والشريف زين العابدين , بعد جيل التأسيس
لم تكن الليلة كالبارحة كم يظن البعض مساء يوم الوحدة الإتحادية، لم يكن سيد أحمد الحسين هنا بلكنته المحلية المحبوبة، وفهمه
الواسع للوطن وكم كان كبيرا في ذلك اليوم والإنقاذ في عزة الأثم , وفي مناسبة سودانية بحضرة الإخوة الجنوبيين وبحضور علي عثمان
بكونه نائبا أول قال لهم نحن أحسن ليكم من الناس ديل. وكان يقصد الأحزاب في نسختها الأصلية.
ومثله الحاج مضوي وعلي محمود حسنين وعلي السيد وكثر , رحلوا أتحاديين جدا ملؤوا الدنيا حجة ونقاشا وجسارة بذات طريقة
الإتحاديين في إثراء الساحة السياسية منذ نصف قرن بل يزيد.
اكتب في هذا المساء بمحبة وبصراحة عن الإتحاديين , الوسط الذي أنجز التوازن من أصالته , الختمية والتجار , المزارعين
والموظفين , المثقفين والسياسيين والفنانين
وجميعهم دخلوا دنيا الإتحاديين فصاروا الأشقاء لهم خصومة تاريخية مع العنف وعليهم الوان الطبقة الأوسطي وكفاح العمال
معطرين من اليمن واليسار عطورا مخففة بفرادة روح الإتحاديين، فكانوا يشبهون البلد تمام التمام من التاريخ والجغرافية كما ينبغي .
أمام قاعة الصداقة وتحت لافتة الوحدة الإتحادية وقفت أتامل جموعا هادرة , نعم هادرة بالمكرويف الرومانسي يمدحون
المصطفي(ص)، ثم عاش أبو هاشم ذلك الشعار القديم ,وتعويضا مستحقا،، مبادئ الأزهري لن تنهار , والحرية نور ونار..
قلت أحدث نفسي مستنكرا: ما هذا الثبات؟ ومن أين كل هذا الرضا؟ , أنها طريقة الإنقاذ في الحشد مع الفارق…. المهم…. فهؤلاء هنا
بالحب الكبير , في صفين أنيقين , أين كنتم قبل ثلاثين عاما؟ كنا مع الحكمة والصبر معتقلين مع بقية البلد. وكيف عاد كل هذا البهاء
بسرعة وريادة؟
وجوه مكدودة وأيضا سعيدة. أين المهلم ليري هذه السعادة وذلك الإلتزام؟ قدرة محتويات الحماس , بمواعيد الثورة المجيدة والتغيير
العميق , وقدرة المعني السياسي بعودة الإتحاديين الى الميدان السياسي , بكونه حدث يهم البلد كله , حدث سياسي يساوي بالضبط
عودة الروح للشارع الثوري، والغرباء أشدا حزنا بالوحدة الإتحادية , ”ودق الطار” في وجهي، وأقتربت جدا من ملامحهم , من طرف
السوق، ومن السكة حديد، ومن المزارع، ومن المدارس والقهاوي، ومن الكليات، ومن الشارع العام , بين رجل في السبعين وطفل يافع ,
هديرا ليس بالعدد بل بالنوع الخاص بالإتحاديين حينما يشأؤون.
لو كانت الإنقاذ موجودة في هذا المساء وهذا مؤتمرهم سيأتون بقيافة السلطة والجاه , بأناقة وحضور سياسي وترتيب , ولكن
ينقصهم الحضور الإتحادي , هاهم يدخلون ساحة القاعة بسياراتهم المعروفة تجارا وذوات وأعيانا، وترحالا أيضا، يجمعهم الثغر
الباسم والروح السودانية , ويجمعهم التراسخ الأول بثروات قديمة , الثراء يليق بهم، والعمال منهم في ذلك البهاء، والموظف فيهم
مرتب ومزين بالقناعات المثقفة من المهن ذاتها , لا عجلة في الخطى , الجبين مرفوع , الهامات عالية، الشرق حاضر , الجزيرة متقدمة
والخرطوم تليق بهم أيضا، بينما الصراحة تقتضي أن نقول :إن دارفور كانت مشغولة مع حركات الكفاح المسلح , لتعيد سيرتها الأولي
لو كان ذلك ممكنا..
المواكب