الان عرفتم لماذا قتل “خليل”؟

الان عرفتم لماذا قتل “خليل”؟
أحمد حمدان
[email][email protected][/email]
اربعة اشهر مضت علي مقتل زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة بدارفور الدكتور خليل ابراهيم، ولم يعرف بعد علي وجه الدقة من الذي قتله، اذ لم تخرج عن السلطات السودانية حتي اللحظة اي معلومة مسنودة بالادلة والبراهين تؤكد مقتلها لخليل، كما لم تتهم حركة العدل والمساواة حتي اللحظة اي جهة وفقاً لبراهين مؤكدة بالضلوع في حادثة الاغتيال.
في صبيحة يوم باكر من الأحد الموفق 25 ديسمبر العام الماضي احتفلت السلطات بنبأ متعدد الروايات عن مقتل خليل ابراهيم في مناطق طرفية بولاية شمال كردفان، وبحسب رواية القوات المسلحة علي لسان ناطقها الرسمي الصوارمي خالد سعد يومها ان خليل قتل في عملية مطاردة شارك فيها الاهالي من منطقة “ودبندة” ووعد يومها باحضار جثمان خليل الي الخرطوم وعرضه علي وسائل الاعلام للتأكيد، بيد انه لم يوفي بوعده اذ انه عاد ليقول ان قوات العدل والمساواة سارعت لدفن قائدها المقتول في منطقة “ام جرهمان” الحدودية بين شمال كردفان وشمال دارفور بعدما مات متأثراً بجراح لحقت بها في معركة سابقة دارت رحاها في منطقة “ام قوزين”. والحقيقة هي ان اي من الروايتين لم تكن صحيحة، اذ ان خليل لم يقتل في اشتباكات مباشرة بين القوات المسلحة وقوات العدل لا في ام قوزين لا يحزنون، وانما تم اصطياده في ليل بهيم عبر قناص جوي استطاع ان يدمر سيارته وحدها دون غيرها من السيارات التي كانت ضمن موكبه، وهو ما اكدته حركة العدل والمساواة بان زعيمها قتل عند الثالثة صباحاً عبر قصف جوي استهدف سيارته دون غيرها، ومن يومها وحتي اللحظة لم يتأكد علي وجه الدقة من قتل “خليل”، تماماُ مثلما لم يتأكد حتي اللحظة من قتل الزعيم السوداني القح “جون قرنق”.
انبرت الحكومة يومها ترقص علي جثة خليل ابراهيم فرحة مزهوة كانها هي التي قتلته، ولا تدري انها ترقص علي جثتها مستقبلاً، وطفق يومها نافخ كير الحرب والعنصرية النتنة يعدد محاسن النصر الكاذب ويكيل الاساءة والتجريح الي القتيل “خليل” حتي وصل به الامر الي تسميته “بالهالك”. ذات المسمي الذي اطلقه علي “جون قرنق” من قبل، كأنه لا يدري انهما قد ذهبا عن الحياة الدنيا ويجب ذكر محاسنهما عوضاً عن الاساءة اليهم وهم بين يدي الله تعالي، والمؤسف ان قادة الدولة التي اصبحت تحتكر الدين والوطنية وفقاً لمفهومها الضيق تري فيما يقوله هذا نهجاً صحيحاً يجب اتباعه، حيث ان وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين عاد عقب اربعة اشهر من مقتل “خليل” ليصفه “بالهالك” كان هذا في بيانه الذي قدمه امام البرلمان غداة احتلال جنوب السودان منطقة “هجليج” … اعود لاقول ان غياب المعلومة عن اي حادث يفتح الباب للاجتهاد، وبما انه لم تقدم اي معلومة مسنودة بالادلة والبراهين تؤكد مسؤلية جهة ما عن مقتل “خليل”، فانني بدوري ساجتهد لاقدم رؤية تبدو لي منطقية، وهي وجود علاقة بين حادثة مقتل “خليل” وحادثة احتلال “هجليج”، خصوصاً ما يجري من تصعيد عسكري لتحالف الجبهة الثورية في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان. اقول ان ليلة اصطياد “خليل” كانت هي ذات ليلة انعقاد مؤتمر تحالف كاودا للاعلان عن مسمي الجبهة الثورية التي تتشكل من حركات دارفور المتمردة، والحركة الشعبية المقاتلة في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان، وفق استراتيجية جديدة تستهدف اسقاط النظام في الخرطوم واستبداله باخر يستند علي مفاهيم وافكار نقيضة لما كان يعتنقها نظام الخرطوم او يوهم الناس بانه يعتنقها، وكان زعيم العدل والمساواة في طريقه لحضور ذلك المؤتمر، ولعله من الطبيعي في حال وصول “خليل” الي وجهته وحضوره الاجتماع سيتمخض الاخير عن انتخاب “خليل” رئيساً للتحالف، وهو ما لم يكن مستساغاً لكثيرون بينهم دعاة مشروع السودان الجديد ومن يدعمونهم من القوي الخارجية، كان يعلم هؤلاء ان خليل ذو المرجعية الاسلامية لن يكون صيداً سهلاً لتمرير اجندتهم، ولن يرضي بمنهجهم المسمي “بالسودان الجديد” الذي ليس هو سودان جون قرنق الذي ظل متمسكاً به حتي مات دونه، بعدما راي اولئك انه اوشك علي توحيد الامة السودانية علي عقد وطني يحفظ للجميع وطنيتهم ومكانتهم فيه، وبذلك يصبح السودان اقوي من ان يرتهن لاجندة الطامعين، هكذا تمت ازاحة جون قرنق من الوجود وخلفه آخرون لا افق لهم في التفكير وانتاج الاهداف العظيمة، ومن السهل ان يركنوا لافكار الاخرين التي بالطبع لن تكون إلا مسمومة، وقد كان ان وجدو قيادة سهلة المنال تسيطر عليها روح الانتقام ممن تحسبهم مستعمرين لارضها، وفي المقابل وجدت عصابة تسيطر عليها حب المصالح الذاتية ولا تنظر إلا بمقدار ما تمليه عليها تلك المصالح، وكان هذا وذاك هم شركاء لفترة انتقالية كان مرجواً منها حسب الاتفاقية ان تنتهي الي الترغيب في الوحدة، لكن في الواقع كانت الممارسات منفرة وطاردة للوحدويون…. ولذلك ان ما يجري الان هو تواصل لمسلسل بدأ منذ زمناً بعيد، حاول اثنين من اعظم القادة السودانين ايقافه لكنهما قتلا دونه.
كان معلوماً لتلك الجهات ان “خليل ابراهيم” الذي اجبرها علي سحب الدعوة الي اقامة دولة “علمانية” من مقررات اول اجتماع لتحالف “كاودا” لن يحيد عن مرجعيته الاسلامية مهما طال الزمن وتبدلت المتغيرات ولحق به اذي اخوة الامس اعداء اليوم الذين فجروا في العداوة، ولذلك ما وجدوا غير تغيبه وسيلة لتفادي عقبته فكان لهم ذلك، ففرحوا وفرحت معهم حكومة السودان التي اصبحت في فرحتها ملكية اكثر من الملك، ومضي قطارهم الي ان وصل الي محطة “هجليج” وما ادراك ما “هجليج” .. اريد ان أطرح بضعة اسئلة علي اجاباتها تكون هادية لمن يدكر، من اين لهذا التمرد الذي لم يكمل عامه الاول كل هذه القوة الضاربة في السلاح والعتاد في وقت ظل تمرد دارفور لمدة عشرة سنوات لا يملك نصف هذه القوة، وقبله كان تمرد الحركة الشعبية بقيادة قرنق في جنوب السودان لاكثر من عشرون عاماً لم يسيطر فيه سوي علي مناطق محدودة بالجنوب، لماذا استهداف “هجليج” وليس “ابيي”، الا يعني هذا تسارع تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع السودان الجديد الذي هو ليس بسودان جون قرنق كما اسلفت، بعدما انتهت المرحلة الاولي بانفصال الجنوب. اعتقد جازماً ان قضايا المهمشين والاطراف التي تشكو بؤس الواقع وفقر التنمية قد تم اختطافها من قبل الجبهة الثورية التي تقاتل الان وفق استراتيجية جديدة لا تمت الي تلك القضايا بصلة، استرتيجية يقودها الكره الاعمي لنظام المؤتمر الوطني، وصل بها هذا الكره ان لا تفكر إلا فيما يمحو هذا النظام من الوجود ومحو ما يدعو له او يتشدق بانه يدعو له، وفي ذلك تتلاقي اشواق كثيرون ان كان بقصد او بدونه. ايها الناس ان كان هذا النظام كريهاً سيئاً فان ما هو قادم عبر دبابات الجبهة الثورية لهو اكثر كرهاً وسوءاً.
صحيح أن الروايات المتداولة حول عملية الاغتيال متضاربة، لكن أرجو ألا يكون الكاتب مؤمناً بان هناك دولة دينية أقل سوءاً من دولة دينية أخرى كالانقاذ، اسلامية كانت أم غير اسلامية. الناس يختلفون حول معتقداتهم، و حتى داخل المعتقد الواحد، لذلك فالدين عنصر فرقة. أما عنصر الوحدة فهو الوطن. الوطن هو الذي لا يختلف عليه اثنان، و “لا شيء يعدل الوطن” كما قال الشاعرز
لا فضّ فوك يا حمدان .
في حال وصول “خليل” الي وجهته وحضوره الاجتماع سيتمخض الاخير عن انتخاب “خليل” رئيساً للتحالف، وهو ما لم يكن مستساغاً لكثيرون .
كلام تمام بس لو قلت ( لم يكن مستساغاً لكثيرين ) لأن اللام حرف جر ( وكثيرون ) جاء مرفوعاً بعد حرف الجر .
معروف انه خليل تم قتله عبر طائرة ايرانية من متابعة جهاز الثريا الذى بحوزته المخابرات السودانية ليس لها القدرة فى تتبع مثل هذه الاجهزة
انت كوز وامنجي بدرجة قف تأمل يا احمد حمدان
الاخ/ احمد حمدان نشكرك علي اجتهادك بالتحليل لكن حسب علمي ان الجيش السوداني لا يملك اي تقنية للهجوم ليلا وانت في حديثك تقول بانه تم اغتياله عن طريق قناص ليلا والسودان لا يملك مناظير ليلية بسبب المقاطعة الامريكية وحتي سوريا لما طلب منها مراقبة حدودها مع العراق طالبت بمثل هذه المناظير فمابالك بالسودان مع تحياتي
حمدان قوم جيب شاي