مرضى الكلي بودمدني .. بين انين (الفشل ) واهمال المشافي

ودمدني / عمران الجميعابي
يعيش مرضى الكلى بودمدني بؤساً وشقاءً لايمكن وصفه ً ، فهم يعانون الأمرين جراء معاناة حلت بهم وتراهم يعانون من أنين المرض وألام الاهمال التي سببها لهم توقف جهاز وصلة ( ( Water system الفلتر منذ صباح الثلاثاء الماضي الشئ الذي ادي الي عدم تمكن المرضي من اجراء عمليات الغسيل الدورية وتم اصلاح العطل يوم الاربعاء بمواصلة عمليات الغسيل ولكن تكمن المشكلة في تاخير عمليات الغسيل الدورية ل24 ساعة وبالتاكيد لها اثر علي المرضي تاثيرا نفسيا وفي صحتهم وذلك بتاخر موعد عمليات الغسيل الدورية ل24 ساعة يوم امس وانا اتجول داخل مستشفي الجزيرة لامراض وجراحة الكلي بودمدني فان المرضي في إنتظار الموت البطيء والمتجول يقف على المعاناة الشديدة لهؤلاء المرضى الذين تقطعت بهم السبل ، من أطفال ونساء وشيوخ ، ومرضى الفشل الكلوي ، جميعهم حالهم يغني عن سؤالهم ، وكل يوم يأملون الفرج القريب لكربهم وينتظرون حل أزمتهم المتفاقمة ويترحمون على الوضع المأساوي ويناشدون المسئولين في الدولة إنقاذهم من الموت بعد أن أطلقوا نداء وتوالت صرخاتهم ولكن لاحياة لمن تنادي
اتقوا الله فينا
بنظرات قاتلة يسودها القلق والخوف والرعب والتي كانت واضحة على ملامح احدي المصابات بالفشل بعد أنتظار طويل أمام بوابة المركز للحصول على علاجها وأنتظار جلسات غسيلها امس (الخميس ) وتاخير عملية الغسيل يهدد حياتها قالت لي أنها اخطرت بعدم اجراء عملية الغسيل الدورية لها وعليها ان تاتي اليوم الجمعة فقالت تكاد المعناة لا تتوقف و بصورة دورية فلا تمر فترة دون أي مشكلة فكثير ما نعاني من نقص في الادوية والمحاليل وبشكل مستمر وهذا يؤثر علي مريض الفشل الكلوي سلبا علي حالة المريض والمسئولون والاطباء لايبالون بذلك وكأننا لسنا بشرا ومضت بقولها : نحن نتذمر ونعاني ونستغيث بجهات الاختصاص بان يهتموا بالمريض ويضعهوه في عين الاعتبار وان يوفروا لنا الدواء سواء كان من عمليات صيانة دورية للاجهزة حتي لاتتعطل ومن محاليل وادوية اخري فنحن في حاجة ماسة لها وهذه امانة في اعناق المسئولين فاتقوا الله فينا وارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء .
ماكينات انتهت
المستشفي الذي يتلقي به مرضي الكلي علاجهم توجد به (23) ماكينة غسيل منها (18) تهالكت وانتهي عمرها الافتراضي لانها ظلت تعمل لاكثر من (12) عاما . وقال المريض امين السماني نائب رئيس رابطة مرضي الكلي ل(السوداني ) ان الشهر الماضي وصلت خمس ماكينات بدعم من جمعية ابناء مدينة ودمدني الخيرية بدولة قطر لتصبح عدد الماكينات (23) ومضي بقوله ان (18) ماكينة من الموجودة عمرها الافتراضي انتهي منذ اكثر من سبعة اعوام . واكد انه طيلة فترة وجوده منذ ان اصابه الداء وهو يقوم بعملية الغسيل لاكثر من 12 عاما وجد هذه الماكينات علما بانه عليها ضغط كبير وبالتالي فهي لاتؤدي دورها بالكامل في عملية استخراج السموم والبرتينات والمواد السائلة والاملاح . وقال : نحن اكثر من 300 مريض بالمستشفي نناشد المسئولين بالنظر لتغير المكن وانشاء مركز اخر للغسيل لتخفيف الضغط علي هذا المركز اضافة الي توفير احتياجات المرضي من غذاء ودواء وتأسيس استراحة للمرضي خصوصا الذين يقطنون الضواحي والاطراف حتي لايتكبدوا معناة السفر وتوفير جميع الاحتياجات بالاستراحة ، واشار امين الي ان الوجبة المقدمة لمريض الفشل الكلوي ليست بها قيمة غذائية وهي عبارة عن سندوتش به (بيض و3 قطع طعمية ) .
فيما قال احد المرضي ان المركز يحتاج الي تطوير وتأهيل من كافة النواحي ، فالاطباء هنا لايمرون علي المرضي ولانعرف السبب وكأننا تماثيل موجودة لوقت محدد كذلك مشكلة تأخير وجبة الافطار قد تأتي الساعة 12 والمريض لايحتمل ذلك ز فقد سئمنا من كثرة الحديث دون جدوي ولا حياة لمن تنادي ، ويقول اخر متذمرا : انا موجود في هذا المستشفي منذ اكثر من 4سنوات لا اعرف ماذا اقول سوي (ربي يشفي كل مريض ) وحتي لو تحدثت عن العيوب والسلبيات فهذا كله في الهواء لاني اعلم ذلك لايوجد منه جدوي وحسبي الله ونعم الوكيل ..
نعمل شنو ؟
المشاهد المفجعة التي رأيتها بأم عيني وكذلك تذمر المرضي امام الاطباء جعلني ـ انا المحررـ اقترب من طبيب فضل حجب اسمه لاسأله عما يحدث بالضبط لكن الرجل رد علي سؤالي بسؤال نصه : ومالذي يمكن ان يفعله الاطباء ؟ واردف بقوله : نحن نتألم اكثر من المرضي لهذه القاتلة .. وحزننا عميق لهذا الوضع المأساوي الذي يعاني منه مرضي لفشل الكلوي لكن ما باليد حيلة .
? مع فيصل مكي و 12 آخرين.
في الدول العلمانية يعتبر أصحاب المناصب العامة والدستورية موظفين من موظفي الدولة مهمتهم هي خدمة مصالح الشعب وحماية الديمقراطية والحريات العامة وصيانة الامن القومي والخضوع لسلطة المحاسبة وتقبل النقد الذي يصل في كثير من الاحيان الى العنف اللفظي والتجريح الشخصي. هؤلاء الموظفين يتم انتخابهم ديمقراطيا أو تعيينهم وفقا لاليات مؤسسية ذات لوائح دقيقة وصارمة لا تخضع للمحسوبية والرشوة والواسطة
أما في الدول الدينية مثل سوداننا الحبيب فان الحاكم هو وفقا للشرع ولي أمر المسلمين والحاكم باسمه على ظهر الارض. وهو القائد المؤمن المجاهد الذي يجب الدفاع عنه بالارواح والدماء لانه حامي حمى الشريعة ضد العلمانيين الكفرة. طاعته هي من طاعة الله ومعصيته هي من معصية الله. ومن يخرج عن حكمه فهو كافر حلال الدم لانه خارج عن الجماعة وبعتبر من ضمن الخوارج ويجب قتله اقتداءا بسنة أبي بكر الصديق الذي قام بمقاتلة الخوارج. هذا الحاكم يجوز له شرعا تزوير الانتخابات لمنع الليبراليين والديمقراطيين والعلمانيين والشيوعيين الكفرة من الفوز بالانتخابات حتى لو وصل به الامر القيام بانقلاب عسكري ضد سلطة ديمقراطية منتخبة بارادة شعبية حرة.
اللهم بفضلك ورحمتك أشف مرضانا وخفف عنهم وأجعل صبرهم في ميزان حسناتهم أضعافآ
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الشافي المعافي أرحم ضعفنا وتولنا ياحكيم يارؤوف يارحيم
المقال جيد ولكن أود إضافة ما يلي
أسباب الفشل الكلوي في العالم كله لها اسباب وإحصائيات والنسبة الأعلي ناتجة عن أمراض الضغط والسكر والإلتهابات المزمنة والأدوية ولكن في السودان تنقلب الآية والسبب الرئيسي الأدوية الفاسدة والتي يعاد تعبأتها في حوض البحرالأحمر بعد إنتهاء صلاحيتها وللإسف تقوم الإمدادات الطبية بإستيراد تلك الأدوية لصالح فئة معينة والأدهي من ذلك نجد أن مرض الملاريا يأتي في المرتبة الثانية والذي أصبح بلا رقيب فلا توجد سياسة وقائية مع العلم أن تكلفة الوقاية اقل بكثير من تكلفة العلاج للمرضي وخاصة تكلفة علاج المضاعفات يعني بالواضح إن الحكومة هي السبب وراء إنتشار مرض الفشل الكلوي وهي وراء تدهور الخدمات الصحية والدليل علي ذلك وجود الطبيب وسط المرضي ولا يجد ما يفعله سوي التألم لقد هاجر أطباء كثر ليس لتحسين وضعهم ولكن هروباً من رؤية مرضي يموتون وهم يعرفون إنه يمكن علاجهم ولكن لا يوجد الدواء . ولذلك لا بد من التغير .
لله ذرك يا سودان …ونحن نسمع كذب وضلال نواب الرئيس…اما الرئيس فلقد وجدت له العذرفهو عسكري ولا يفقه شيئا في السياسه او الإقتصا د ولكن المشروع الحضارى سقط وسقطت معه الأقنعه وليس مارس ببعيد؟