ديالكتيك السدنة والسوق

يشتهي محمد أحمد (المس كول) من لحمة البقر،وهو نص ربع الكيلو،الذي لا يوزن الا ببعض حبات الحبهان في كفة الميزان .
ولم يكن أبو حميد ليشتهي اللحوم ومشتقاتها إلا بعد أن أخبرته زوجته ورفيقة عمره أنها ذهبت لكشف طبي مجاني (تبرع به خواجات) فوجدت أن الهيموقلوبين في دمها رابط عند 40 في المية،فقرر أن يحصل علي بعض اللحمة (البقري )عسي ولعل أن يتزحزح هذا (الهيموفقر) من محله . وهكذا ذهب للسوق في هذه المهمة المقدسة .
ولما وقف أمام الجزار،وحدثه بما يريد اكتشف أن كل ما يحمله وهو (5 جنيه) لا يساوي قيمة المس كول وهي 7 ونص جنيه ،فلم ييأس وطلب منه لحمة في حدود ما عنده من مال،فرفض الجزار بحجة أن لحمة بي 5 جنيه مافي .
وجادله أبو حميد بالرياضيات علي طريقة أن ثمن الكيلوجرام إذا كان يساوي 60 جنيه،فإن الجرام يساوي 6 قروش وبالتالي فإن ال5 جنيه تعادل 83.3 جرام ،وأن من حقه كمستهلك أن يطلب السلعة بأي وزن،دون أن يعترض البائع .
ولما انتهي من كلامه،كان الجزار ينظر إليه شذراً،ورد عليه بكلام خشن (ألحس كوعك يا زول ). فلم يلحس كوعه وقال في نفسه يا أنا يا اللحمة،ثم ذهب إلي البوليس لتدوين بلاغ فاكتشف أن جميع من في النقطة قد خرجوا لفض اعتصام بجامعة الخرطوم، وذهب إلي المحلية،فاكتشف أن الضابط الإداري بلا صلاحيات،وطالبوه بالذهاب للمعتمد،فلما ذهب للأخير وجده (مافي)،فقد كان في فطور عمل مع مستثمرين(آخر زمن).
وقطع الكوبري كداري لوزارة التجارة،فقالوا له إذهب وتفاوض مع الجزار،فلا سلطة لنا علي السوق .
وسأل عن صندوق شكاوي أو ما شابه كيما يشكو الوزير لرئاسة الجمهورية،فقيل له دا كان زمااان .
ولما اكتشف أن الزمن يمضي،وأن الساعة شارفت علي الرابعة عصراً،جلس في (ضل) شجرة وطلع الجلابية (يعني قعد بالعراقي)،وصنع منها لافتة كتب عليها بالفحم (تسقط حكومة الغلاء )،وركبها في عودين ،ثم ذهب للجزارة نفسها ووقف ورفع اللافتة .
بعد لحظات،كانت كل نقطة البوليس المختفية أمامه،ومعها المعتمد الذي حضر علي جناح السرعة ومعهم مسؤول رفيع في وزارة التجارة،ووقف معهم الجزار نفسه ،وطالبوه بالانسحاب مقابل أن يحصل علي كيلو لحمة مجاناً،فرفض بإباء وشمم ،فرفعوا العرض إلي خروف كامل،وتمسك بالرفض، وصار العرض (تور مدنكل)فقال لهم أنا لن ارتشي.
وبينما كان الجدل محتدماً وعروض السدنة منهمرة،تجمع في المكان طلاب وشباب وبنات وعمال وفلاحين،فرفعوا اللافتة لعنان السماء،ثم هتفوا ضد الحكومة،فانطلق البمبان والرصاص ولم يتزحزح الناس.
أما نتيجة المعركة التي دارت حتي منتصف الليل،فكانت بياناً حكومياً صدر عند السادسة صباحاً قضي بتخفيض أسعار اللحوم إلي النصف وقرار جمهوري باطلاق سراح المعتقلين بمن فيهم ابراهيم الشيخ ومريم الصادق،بينما شوهد أبو حميد ورفاقه أمام مجلس الوزراء وهم يرفعون اللافتات،ويطلقون الهتافات..
[email][email protected][/email]
حلم الجيعان عيش
خاتمة المقال مش حلوة والحساة مش لحمة بس
يعنى مصيبة الشعب السودانى ما لحمة بس
البشير ده بتكلم ساكت وشايف نفسو ماش صاح
والحماقة والدسائس والفساد بين ناس المؤتمر الوطنى
تركت الرجل طاشى شبكة وانفعالى اكتر من المطلوب وشعر بالتوريط
الكيزانى وشعر بانهيار البلد وتقسيم البلد واصبح في حيرة
من امره .. 24 ساعة والراجل في حالة هيجان مستمر وقرارات يتم اتخاذها
فى قمة غضبه … البشير والكيزان فى حالة نفسية غير مرئية
وفى حيرة وتوهان بسبب الرعونة وتضخيم الذات والبلد السقط سهوا وعمدا