كيف تنسحب لجنة الصحة بالبرلمان..!ا

أجــندة جريــئة.

كيف تنسحب لجنة الصحة بالبرلمان..!!

هويدا سر الختم

أدهشني موقف رئيس لجنة الصحة والسكان بالمجلس الوطني من قضية الأطباء وقراره(بالانسحاب). ومفردة الانسحاب هذه في حد ذاتها تظهر لجنة الصحة والسكان كأنها عضو في لجنة من لجان التفاوض مع الأطباء بما فيها لجان الجودية..ماذا يعتقد رئيس لجنة الصحة في دورهم كأهم لجنة من لجان المجلس..ووضعهم داخل جسم كأعلى جسم رقابي وتشريعي في الدولة.. هل قيل له إنهم مدعوون للمشاركة لذلك نجده يعتذر بكل بساطة..إذاً ما أهمية وجود لجنة للصحة والسكان ببرلمان الشعب، تشغل حيزاً وتتقاضى راتباً ومخصصات أخرى..إذا كانت تعتذر عن أداء مهامها التي شكلت لها..صحيح أن لجنة الصحة ليست الجسم الأولى الذي عليه التصدي لقضية الأطباء..ولكن حينما تتفاقم الأمور وتتحول الى أزمة بين الوزارة والأطباء..هنا يصبح دور لجنة الصحة بالمجلس الوطني دوراً أساسياً لا يصلح معه الاعتذار.. بغض النظر عما إذا كان الأطباء تحركهم أجندة سياسية أم مهنية.. وكان الأجدر باللجنة من منطلق دورها المنوط بها إتخاذ إجراءات فورية باستدعاء وزير الصحة ووزير المالية ولجنة إضراب الأطباء – صحيح أنها جسم غير شرعي ولكنها لديها حيثياتها لتنحية النقابة والإتحاد عن القضية – ومن ثم حسم المسائل العالقة في قضية الأطباء التي كانت السبب في تطور الأمور وإتخاذ الأطباء لهذا الموقف الحاد.. وإذا استمر الأطباء في موقفهم هذا حينها تصبح العقوبات التي وقعت عليهم عادلة ولن يستطيع أحد توجيه اللوم الى أي جهة..صحيح أن وزارة الصحة لديها دفوعاتها عن موقفها تجاه القضية، الأمر الذي أدى الى توقيع العقوبات على الأطباء..غير أن الأطباء ايضاً لديهم تحفظاتهم تجاه تلك الدفوعات مبنية على حيثيات بائنة تستحق نقاشها والنظر إليها بعين أخرى غير عين التوجس من دخول أجندة سياسية تهدف الى زعزعة أمن الحكومة وإسقاطها.. ربما هناك جهات معارضة استغلت قضية الأطباء ومطالبهم العادلة حسب تصريحات وزارة الصحة وجهاز الأمن..وفي ظني أن الحكومة مكنت هذه الجهات من تحقيق أكثر مما يطمحون.. وذلك بعنادها للأطباء وإتباع سبل المراوغة معهم..ومن ثم إتخاذ إجراءات ترفع من غضبة الأطباء وتعقد الموقف..إذاً الحكومة لم تستطع إدارة اللعبة بصورة ذكية تقطع فيها الطريق على المتربصين لها..هذا اذا اعتقدنا بوجود جهات معارضة خلف القضية.. وكما ذكرت في أجندة سابقة الحكومة(الفيها مكفيها). ولاتحتاج الى صب مزيد من الزيت على النار..الآن وقد نجحت الحكومة في الضغط على الأطباء لرفع الإضراب مع الالتزام بتحقيق مطالبهم.. تعود الكرة مرة أخرى لملعب الحكومة وعليها التعامل مع الأمر بذكاء يغلق الباب أمام أي أجندة أخرى.. وعلى لجنة الصحة والسكان بالمجلس الوطني هذه المرة أن تعلم أنها ليست مجرد وسيط ينسحب حين لايعجبه الأمر.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..