
قمت بتوجيه سؤال الي ضابط سوداني يقيم في المانيا سبق أن عمل بالقوات المسلحة طوال مدة ثلاثين عام نزل بعدها للمعاش ، أن يقول رأيه بكل صراحة بحسب خبرته الطويلة في المجال العسكري إن كانت القوات المسلحة الأن بعد عامين من الحرب في حالة دفاع ولا تقوي بالهجوم علي قوات “الدعم السريع” ورد هجماتها .. ام هي قوات مسلحة ضاربة في القوة وتقوم دائما بهجمات متواصلة وتحقق كل يوم انتصارات باهرة واحدة وراء الاخرى في كل جبهات القتال بحسب ما نشرت في العديد من الصحف السودانية والاجنبية طوال شهور القتال؟!! .
قال الضابط : “من الصعب جدا علي أي مراقب بعيد عن ما يدور في ساحات المعارك السودانية حتي وأن كان من ضباط الجيش أن يبدي رأيه في موضوع الحرب التي دخلت عامها الثاني والتي مازالت مستمرة بلا توقف وازدادت أشد ضراوة وحدة في دارفور وكردفان ، لا أحد يعرف من الرابح ومن هو الخاسر فيها خصوصا وهناك تعتيم اعلامي كبير متعمد من الطرفين المتقاتلين علي الادلاء بتصريحات او بيانات عن سير المعارك ورفضهم التام الإفصاح عن عدد القتلى والجرحى والمفقودين ، وتم من الطرفين المتقاتلين منع الصحفيين والمراسلين الأجانب والمحطات الفضائية من دخول ساحات القتال للقيام بتغطيات إعلامية ، وهناك ايضا أمر أخر ساعد الي حد كبير من غموض الموقف العسكري في البلاد وهو قيام المسؤولين في بورتسودان بقطع الانترنت عن كافة مناطق البلاد ، الأمر الذي أدى الي عزل السودان عن العالم منذ شهر فبراير الماضي حتي اليوم. وقال الضابط “هذه المعلومات ليست من عندي وإنما وردت من أصدقاء “رفقاء سلاح” اتواصل معهم دائما”.
قال:- “بل حتي القيادة العامة في الخرطوم والوحدات العسكرية الموجودة في الولايات المختلفة تعيش حالة ضياع تام وغموض بسبب انقطاع الانترنت والقطوعات الكهرباء امتدت لشهور طويلة خاصة في دارفور وكردفان وجبال النوبة والجزيرة ، حتي المعسكرات في المناطق الآمنة لاصبحت لا تعرف كيف تتواصل مع بقية القيادات العسكرية الاخرى بسبب توقف كل وسائل الاتصالات .. والأغرب من كل هذا أن القيادة العامة في بورتسودان “العاصمة الجديدة!!” تجد صعوبة شديد في مداومة الاتصال مع باقي الوحدات العسكرية في المناطق التي تدور فيها القتال” .
أما عن السؤال حول إن كانت القوات المسلحة في حالة دفاع أم هجوم قال الضباط:-
“من الصعب تحديد موقف احد الطرفين أن كان في حالة دفاع ام هجوم بسبب الكر والفر والاقدام والانسحاب الذي يتم بشكل يومي بين الطرفين المتقاتلتين ، وخلال شهور الحرب نشرت الصحف السودانية والاجنبية أخبار كثيرة متضاربة عن الانتصارات والهزائم بلبلة الي حد كبير أفكار المواطنين وما عادوا يعرفون أين تكمن الحقائق في هذه الاخبار في ظل اختفاء الناطق الرسمي للقوات المسلحة والآخر في قوات “الدعم السريع” بشكل واضح ما عاد يخفي عن العيون.
وقال: “القوات المسلحة فقدت سيطرتها تمام في الحرب علي الأرض وعوضتها بالقصف المتواصل بواسطة “المسيرات” والطائرات الحربية والقصف العشوائي والمركز ببراميل البارود المتفجرة علي كل شيء في مناطق القتال ، والشيء الجديد للغاية واثار استغراب الجميع في موضوع القتال ، أن قوات “الدعم السريع” أصبحت هي الأخرى تملك “مسيرات” ظهرت لأول في العلن عندما ضربت إفطار “كتيبة البراء” بعطبرة في شهر رمضان الماضي من خلال “مسيرات” قتاليه ، وكانت بمثابة رسالة مفادها بأن الجيش ليس وحده من يمتلك مسيرات قتاليه وقادر علي توجيه ضربات نوعية ، والرصاصة بالرصاصة والقصف بالقصف والحشاش يملأ شبكته!!.”.
قال الضابط:- “لجوء البرهان الاستعانة بتنظيم “الكتائب الاسلامية” وحث الشباب الالتحاق بجماعات “المستنفرين” وتوجيه نداءات متكررة الضباط القدامى تسجيل اسمائهم للانضمام بالوحدات القتالية يعني أن الجيش لم يعد في وضعه القديم وعنده (١٠٠) ألف جندي ، وأن الجيش- حتي وأن لم يعترف البرهان- قد فقد الكثيرين من الضباط والجنود خلال فترة الحرب واعدادهم في ازدياد ، لهذا لجأ البرهان الي الاستعانة بهم وقطع الانترنت حتي لا يلم أحد داخل البلاد وخارجه بحقائق حال الجيش المزري الذي يزداد كل يوم اكثر سوءا بسبب تعادل القوتين المتحاربتين في العدة والعتاد والمسيرات والصواريخ”.
قال الضابط في نهاية حديثه:- “رأيي الخاص ، أن نهاية الحرب طالت ام قصرت ستكون في صالح القوات المسلحة في العاصمة المثلثة والجزيرة وشندي لانها مناطق لا تستطيع قوات الدعم البقاء فيها طويلا ، وبالمقابل لن تكسب القوات المسلحة الحرب في دارفور وكردفان.
وبسبب هذه العوامل اعلاه لن يتخلي البرهان عن السلطة بحجة أن الاوضاع في البلاد متردية وفي غاية السوء ولابد من ادارة الامور بسلطة عسكرية تبقي في البلاد الي حين اجراء الانتخابات القادمة … او بمعني أوضح أن البرهان هو الوحيد المستفيد من هذه الحرب اللعينة”.
مرفق:
مقال سابق من مكتبتي بصحيفة
“الراكوبة” له علاقة بالمقال الحالي:
مهزلة : كل ما تبقي من جيش الـ (١٠٠) ألف جندي هو سلاح الطيران الذي يقصف المواطنين!! .
https://www.alrakoba.net/31928842/%D9%85%D9%87%D8%B2%D9%84%D8%A9-%D9%83%D9%84-%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%A8%D9%82%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%80-%D9%A1%D9%A0%D9%A0-%D8%A3%D9%84%D9%81-%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A/
مصداقاً للشهادة التي اوردتها يا استاذ بكري الصائغ .. في لقائه الاخير لخص ياسر العطا الموقف بالقول
“ما الجزيرة براها…غرب دارفور، جنوب دارفور، شرق دارفور، وسط دارفور، بل كل شمال دارفور، عدا الفاشر”
مضيفاً “حتى لو سقطت الفاشر، فإننا سنقاتل”.
وهذا يتفق تماماً مع تحليل صديقكم الضابط….
صار التعويل والتركيز علي رمي دارفور بين انياب الجنجاويد لعلهم يرضون من الغنيمة بالاياب … ويكتفوا بابتلاع بمركز قوتهم التقليدي والتاريخي !!
واكن …!!
من حيث لا يدري ياسر العطا كشف بغباءه وتسرعه يد الجيش وسقف طموحاته وموقفه الانهزامي للجانب الآخر ..
وهذا اغبي واخطر ما يمكن ان يفعله قائد عسكري في غمرة معارك حرب تدور رحاها الطاحنة ولا تزال مشتعلة …
لن تغوت علي فطنة الجنجاويد ان الموقف انتقل من النصر القريب “وسوف تعود دارفور الحبيبة الي حضن البلاد” علي حد قول العطا سابقاً الي “حتي ولو سوف نتقاتل” !!
للاسف اصبح المرمي مفتوح امام المليشيا يا استاذ بكري الصائغ لان الجيش ليس في حالة دفاع لكن في حالة تراجع قد تتحول بدون سابق انذار او توقع الي حالة تشتت كامل واندحار …
خبراء الفرنجة العسكرين يسمون هذا الوضع .. disarray and rout !!
استاذنا بكري: اطيب تحية وسلام عاطر. ما فاله صديقك ضابط الجيش السابق صحيح لكني اخشي ان يكون الوضع قد اقترب من الحالة التي وصفها الاستاذ نزار عبدالمحسن الشفيع ب disarray and rout اى الفوضى والهزيمة وذلك بناءا على الوقائع على الارض. فقد تعرضت خمسة متحركات لضربات قاصمة منها المتحرك الذي حاول التوجه من القضارف الى الجزيرة وهزم شر هزيمة. وكذا الحال بالنسبة للمتحرك الذي تحرك من تندلتي غربا والمتحرك الذي تحرك من الابيض بإتجاه جبل الدائر والمتحرك الذي تحرك من شندي نحو مصفاة الجيلي والمتحرك الذي حاول التحرك من المناقل نحو مدني وكان الفلول وقتها يقولون انه لم يبق امام هذا المتحرك تحديدا سوى كيلوميترات قليلة ويصل الى مدني. هذا هو الواقع على الارض. لم يتبق للجيش إلا مناطق محددة يمكن اعتبارها strong holds مثل كرري ووادي سيدنا مع تمسكه بمواقعه في بابنوسة والفاشر. الحال سوف ينكشف تماما وتضرب الفوضى اطنابها في حال سقطت بابنوسة والفاشر تباعا عندها سوف تهتز صورة الجيش بصورة اكبر مما هي عليه. ويكفي الاشارة هنا الى تصريح المعتوه البرهان بأن الحرب “بدأت للتو” في مكابرة تعكس الحالة التي وصل اليها الجيش فقد اصبح حاله مثل المقامر الذي خسر كل شىء على طاولة القمار لكنه يصر على ان الحكاية في بدايتها وانه على استعداد للمغامرة من جديد حتى يسترد خسارته. السؤال استاذ بكري؟ ماذا في جعبة البرهان ومن حوله بعد الرسائل المبطنة التي وجهها ياسر العطا وابراهيم جابر والتي تشء بإن هنالك توجه نحو التفاوض؟ بإختصار الجيش تائه واخشى ما اخشى ان ينفرط العقد في حال سقوط بابنوسة والفاشر والايام ما تزال حبلى بالكثير ولك وللاستاذ نزار خالص تحياتي.
وعلي ذكر المقامرة والقمار .. البرهان مؤخراً صار هو المغفل الخاسر في اللعبة ..
والخواجات بتاعين القمار في الكازينوهات عندهم مقولة و نصيحة صائبة المقامر المبتدئ غير المحترف:
Look around you in table.
If you can’t spot the sucker at the table, then leave the table, because you are the sucker.
وترجمتها:
انظر حولك للاعبين في الطربيزة …
إذا لم تتمكن من رؤية الكيشة في الطاولة، قم وتوقف عن اللعب وأترك الطاولة فوراً.
لأنك أنت الكيشة.
في هذه اللعبة !! sucker البرهان هو الـ
يغامر بمستقبل البلاد ويعرض أخر معاقلة من ارض ساحلها للبيع في مزاد علني .. ولا يزال بعض البلهاء يسميها حرب الكرامة !!
الا تكون كرامة في سبيل الله يا محسنين !!؟؟
صديقك هذا قال كلاما بحيث لا يقوم احد من الجيش بالقاء اللوم عليه بحجة أنه ضخم من وضع الدعم السريع و في نفس الوقت لا يوصف تحليله بالبعد عن الواقع اذا انتصر أحد الطرفين
عموما بنفس طريقته في امساك العصا من المنتصف يمكن القول انه اذا لم يتم اتفاق على وقف اطلاق النار في الثلاثة أشهر القادمة فان من يسجل تقدما خلال هذه الفترة الى نهاية الخريف هو الطرف الذي سيحقق الانتصار