الإدارة المنفعلة والمزاجية تسبب السمنة

الشعور بعدم الاطمئنان والراحة في مكان العمل، غالبا ما تكون له انعكاساته على الصحة النفسية والجسدية للموظفين.
العرب
وجود الإدارة السيئة في العمل لا يؤثّر فقط على الموظفين من الناحية العملية، بل إنه يؤثّر سلبا أيضا على صحتهم، وعلى رشاقتهم وقدرتهم الفكرية والإبداعية، حيث أظهرت دراسة جديدة أن التوتر والإجهاد في العمل، ولفترة طويلة مع الضغوط النفسية، وبيئة عمل غير جيدة، يؤديان إلى نشاط جيني للخلايا المناعية التي تؤدي إلى التهاب حاد، وسمنة وأمراض القلب والشرايين.
ويعتقد الكثيرون أن رؤساء العمل الفظين وإدارتهم السيئة للموظفين وطريقة العمل، تأتي بانعكاسات سلبية على العاملين فقط، سواء في الجانب المادي أو النفسي، ومدى الرضا عن العمل، إلا أن ما توصّلت إليه تلك الدراسة من علاقة إدارة العمل أو المدير بالرشاقة وصحة الموظفين، جعلت الأمور تختلف وتأخذ منحنى آخر أكثر خطورة.
وفي الدراسة التي أجراها المعهد الأوروبي للإدارة بفرنسا، وجد أن الشعور بعدم الاطمئنان والراحة في مكان العمل، غالبا ما تكون له انعكاساته على الصحة النفسية والجسدية للموظفين.
فإذا كان المدير أو رئيس العمل يصرخ دائما في وجه موظفيه، ويحدث مناخا من التوتر والقلق في العمل، فإن مستوى الإبداع والتفاني في العمل سينخفض إلى أدنى مستوياته لدى الموظف، ويبدأ العقل بالتفكير في كيفية التصدي للمدير والمراوغة أحيانا. الأمر الذي يدفع نظام المناعة إلى الاستعداد دون أن يعرف ما إذا كانت المعركة جسدية أم عقلية.
وقد شملت الدراسة مجموعتين من الموظفين، الأولى تعاني من الإدارة السيئة والمعاملة غير الجيدة من الرؤساء في العمل. بينما تلقى المجموعة الثانية الرعاية وحسن المعاملة من إدارة جيدة.
وتمّت مراقبة المجموعتين لفترة طويلة. ولوحظ أن المجموعة الأولى التي تعرّضت للمعاملة السيئة تراجعت صحتها العامة وقدرتها الفكرية. وبدأت أوزان موظفيها في الزيادة وفقدان الرشاقة بنسبة 20 بالمئة. في المقابل المجموعة الثانية من الموظفين الذين يعملون في ظل إدارة جيدة، زادت أوزانهم بنسبة أقل بكثير من 2 بالمئة.
وأشارت الدراسة إلى أن الكثير من الناس الذين يعانون من وجود مدير صعب الطباع لا يعترفون بذلك، كونهم يكونون على أمل أن يتحوّل إلى شخص جيد، ويحصلون على بعض التقدير والامتنان على عملهم يوما ما، وهو ما يجعل التواصل معدوما.
ويقول د. محمود زكريا، أستاذ علاج السمنة والرشاقة بجامعة عين شمس: إن الإدارة غير الجيدة وغير الكفء تتسبّب في الكثير من المشاكل، على مستوى المنظمة ككل أو على الفرد، سواء أكان موظفا أم عاملا، كونها تحدث نوعا من الرفض والكره للعمل. وهو ما يزيد الضغوط النفسية، ويجعل الموظفين في شبه حالة عداء مع الإدارة، وهو مناخ غير صحي للعمل، يكون له تابعاته السلبية على صحة الموظفين وقدرتهم الإنتاجية.