مقالات وآراء

قراءة في كتاب : أطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية : التنمية حريّة – محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن (مقاربة) ، (13 – 15)

بدر موسى

تأليف عبد الله الفكي البشير- الناشر ط1: مركز أسبلتا للاستنارة والنشر ، أيوا ، الولايات المتحدة ، الموزع : دار الأجنحة للنشر والتوزيع ، الخرطوم.. ناشر الطبعة الثانية : دار بدوي للنشر ، كونستانس ، ألمانيا ، 2022م .

ماماجستير برامج دعم التنمية في دول العالم الثالث (2000م) ، جامعة أيوا ، الولايات المتحدة
يدرس حالياً في ماجستير التدريس والتعليم ، جامعة أيوا ، الولايات المتحدة .

“والتبشير بالإسلام أمر يتطلب أن يكون المبشِّر ، من سعة العلم بدقائق الإسلام ، وبدقائق الأديان ، والأفكار ، والفلسفات المعاصرة ، بحيث يستطيع أن يجري مقارنة تبرز امتياز الإسلام على كل فلسفة اجتماعية معاصرة ، وعلى كل دين ، بصورة تقنع العقول الذكيَّة”.
محمود محمد طه ، الثورة الثقافية ، 1972م .

نماذج من تشابه النصوص والآراء

نواصل في تقديم نماذج من النصوص المتشابه بين الأستاذ محمود والبروفيسور أمارتيا ، والتي جاءت في الفصل السابع: “الاختيار الاجتماعي والسلوك الفردي”.

ويقول سن:

“… the basic ideas of justice are not alien to social beings, who worry about their own interests but are also able to think about family members, neighbors, fellow citizens and about other people in the world” .

Amartya Sen, 1999

“إن الأفكار الأساسية عن العدالة ليست غريبة عن الكائنات الاجتماعية ممن تؤرقهم مصالحهم الخاصة ، ولكنهم قادرون أيضاً على التفكير في أمر أبناء الأسرة والجيران ورفاقهم من المواطنين وأيضاً آخرين في العالم”.
أمارتيا سن ، 1999م .

وقد سبقه الأستاذ محمود بقوله :
“والإنسان ، قبل أن يعيش في المجتمع كان حيواناً فردياً فاضطرته قسوة الحياة ، في بيئته الطبيعية ، أن يخترع نظام الجماعة ، وأن ينزل عن قسط كبير من حريته الفردية ، فيضبط غرائزه البدائية ، مراعاة لحريات الآخرين … إن عيش الفرد في المجتمع يفرض عليه قواعد سلوك خاصة ، في الكسب وفي الإنفاق ، وفي السيرة العامة بين الناس ، … وفي الزواج ، وفي بناء الأسرة ، وفي إعالتها وحمايتها ، إلى غير ذلك .. وهذه القواعد ، المرعية بالعرف حيناً ، وبالقانون حيناً آخر ، تكون جرثومة الحضارة البشرية ، ولها فضل كبير في تعليم الأفراد ، وتهذيبهم ، قبل أن ينشأ التعليم النظامي الذي نعرفه اليوم”.
محمود محمد طه ، 1958م .

ويقول سن :

 

“Space does not have to be artificially created in the human mind for the idea of justice or fairness through moral bombardment or ethical haranguing. That space already exists, and it is a question of making systematic, cogent and effective use of the general concerns that people do have”.
Amartya Sen, 1999

“إن فكرة العدالة أو الإنصاف لم نصطنع لها ، افتعالاً ، حيزاً في العقل البشري نتيجة إلحاح لا يتوقف أو خطب وعظات رنانة. إن هذا الحيز موجود مسبقاً ، والمسألة هي أن نفيد على نحو منظم ومعرفي وفعال من الاهتمامات العامة للناس”.
أمارتيا سن ، 1999م

وقد سبقه الأستاذ محمود بقوله :
“أما مرحلة قانون العدل فإنها تؤرخ بدء العقل البشري ، وبدء المجتمع البشري .. وبدء الدين .. وبدء العرف الذي هو أصل القوانين جميعها”.
محمود محمد طه ، 1966م .

“أول ما يمكن أن يقدمه لنا العمل الجماعي تنظيم الجماعة وفق قانون العدل ، بدلاً من قانون الغابة ، … وقانون العدل يقول إنه ليس هناك قوي ، وضعيف ، وإنما هناك محق ومبطل .. والمحق يصله حقه وإن كان عاجزاً ، والمبطل ينال منه سلطان العدل ، وإن كان متجبراً…” .
محمود محمد طه ، 1966م .

ويقول سن:

“Helping a destitute may make you better off if you suffer at his suffering. Committed behavior may, however, involve self-sacrifice, since the reason for your attempt to help is your sense of injustice, rather than your desire to relieve your own sympathetic suffering”.
Amartya Sen, 1999

“إن مساعدة فقير جائع يمكن أن تجعلك تشعر بأن هذا أفضل من أن تعاني لمعاناته. ولكن السلوك الملتزم يمكن أن يتضمن تضحية ذاتية ما دام سبب محاولتك تقديم المساعدة هو إحساسك بالظلم وليس مجرد الرغبة في التخفيف من معاناتك الوجدانية الذاتية”.
أمارتيا سن ، 1999م

كما يقول سن :
“السلوك الملتزم يمكن أن يتضمن تضحية ذاتية ما دام سبب محاولتك تقديم المساعدة هو إحساسك بالظلم وليس مجرد الرغبة في التخفيف من معاناتك الوجدانية الذاتية”.
أمارتيا سن ، 1999م
وقد سبقه الأستاذ محمود بقوله :
“إن الفرد الذي يستطيع أن يعيش ، عيشة فردية ، مستقيمة ، حرة ، خصبة منتجة ، يستطيع أن يعيش في المجتمع فيكون مفيداً ، نافعاً ، منتجاً.. بل أنه ليستمد سعادته الفردية من إسعاد الآخرين”.
محمود محمد طه ، 1958م
وبقوله:
“الحر هو الذي يحب الحرية لغيره كما يحبها لنفسه ويؤذيه منظر الظلم حيث كان”.
محمود محمد طه ، 1964م
وبقوله:
“إن الطريق إلى سعادة نفسك يقع في اتجاه إسعادك الآخرين”.
محمود محمد طه ، 1972م .

ويقول سن:

“The use of socially responsible reasoning and of ideas of justice relates closely to the centrality of individual freedom”.
Amartya Sen, 1999

“إن استخدام التفكير العقلاني المسؤول والأفكار عن العدالة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمحورية الحرية الفردية”.
أمارتيا سن ، 1999م
وقد سبقه الأستاذ محمود بقوله:
“الحرية الفردية المطلقة هي منـذ اليـوم المركز الذي منـه تتفـرع ، وتشـع الحرية الجماعيـة ، بجميع صورها ، وفي كافـة مستوياتهـا ، تدخل في ذلك معيشتنا اليومية ، أثناء الكسب وأثناء الصرف”.
محمود محمد طه ، 1967م
وبقوله:
“حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة امتدادا لحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة”.
محمود محمد طه ، 1966م

ويقول سن:

“It is the power of reason that allows us to consider our obligations and ideals as well as our interests and advantages. To deny this freedom of thought would amount to a severe constraint on the reach of our rationality.
Amartya Sen, 1999

“إن قوة العقل تهيئ لنا قدرة على التفكير في التزامنا ومثلنا العليا وكذا مصالحنا وامتيازاتنا. وإنكار حرية الفكر هذه يفضي إلى تقييد صارم لمدى ونطاق عقلانيتنا”.
أمارتيا سن ، 1999م
وقد سبقه الأستاذ محمود بقوله:
“الفكر هو وظيفة العقل … بالعقل تقع الزيادة في الترقي”.
محمود محمد طه ، 1971م
وبقوله:
“وفي واقع الأمر فإن السلوك جميعه ، وممارسة الحرية برمتها ، إنما هي سلسلة من التصرف الفردي في الاختيار والتنفيذ .. أو قل في حرية الفكر ، وحرية القول ، وحرية العمل”.
محمود محمد طه ، 1967م
وبقوله:
“وأعلم أنك لن تكون حر الفكر إذا انكرت حرية الفكر على غيرك”.
محمود محمد طه ، 1952م

هذه بضعة أمثلة ، وليست استقصاء ، مما ورد فقط في الفصلين السادس والسابع من كتاب عبد الله ، الحافل بالكثير جدًا من مثيلاتها (نحو (60) نموذجاً من النوصص المتشابهة وبعضها يكاد يقترب من التطابق. وأرجو أن تتاح لي الفرصة لتتبعها ، كما أرجو أن يعينني الله في تقديم نقاش التعريف العلمي لمسألة السرقات الأدبية ، بأنواعها المختلفة ، وهل تنطبق على ما بين أيدينا في حالة المقاربة بين البروفيسور أماريتا مع الأستاذ محمود؟ أم أننا أمام توارد وتناص ، أو ربما لقاء عقول كبيرة كما ذهب إلى ذلك الدكتور عبدالله الفكي البشير.
نواصل في الحلقة القادمة .

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. بدر ياخي طرشنا طراش عووووووع 🤮 ، زولكم الميت ده زي ثمرة الحنظل حتى النمل مابيقربها ومهما تعملوا ليهو تسويق ما في زول عاقل بيؤمن بخرابيطه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..