( إفحصوها براكم )

الطاهر ساتي

** بداية المشروع، تراخيص البناء، الحصول على الكهرباء، تسجيل الممتلكات، الحصول على الإئتمان، حماية المستثمرين، الضرائب، تجارة الحدود، تنفيذ العقود، إكمال المشروع.. تلك هي المؤشرات التي تجودها أنظمة العالم وأجهزتها ذات الصلة بالإستثمار لتتصدر دولها قائمة التقرير الدولي المسمى ب(أداء الأعمال)..تصدرت سنغافورة قائمة دول العالم في تقرير هذا العام، وكذلك السعودية تصدرت قائمة الدول العربية في ذات التقرير (المهم للغاية)..أما السودان، كالعهد به دائماً، فقد إكتفى بالترتيب رقم (143)، مع ( دول الذيل)..والجدير بالذكر – حسب التقرير- أن السودان لم يجر أي إصلاح خلال هذا العام في أي مؤشر من تلك المؤشرات ليغادر ذيل القائمة..ومع ذلك، أي رغم التقوقع الراسخ في مؤخرة القائمة ، يعد وزير الإستثمار الناس والحياة بالمضي قدماً بالسودان إلى حيث الخمسين دولة الأوائل ..!!

** المهم، أي ذاك الوعد ليس مهماً، وما أكثر وعودهم الجوفاء..فلنقرأ وقائع حكاية لنعيد البصر كرتين إلى ترتيب بلادنا في تلك القائمة (143)، ونعرف السبب..(أقري فوود)، شركة وطنية، أسسها أصحابها في العام 1201، لتزرع أرض البلد وتنتج.. بعد التأسيس، توجهوا إلى نهر النيل بغرض الإستثمار في أرضها.. بعد أشهر من (إمشي و تعال)، خصصت لهم حكومة نهر النيل (10.000 فدان)، جنوب عطبرة ..فطالبوا الحكومة هناك بتقارير توضح نتائج دراسة التربة والمياه، أو كما تفعل الشركات بالدول التي حكوماتها تدرس أراضي بلادها وتؤكد توفر مياها قبل أن تطرحها للمستثمرين، فقالت لهم حكومة نهر النيل بكل براءة : ( نحن ما فحصناها، افحصوها براكم)..فكظموا غيظهم، ودفعوا مالهم (180 مليون جنيه)، وأجروا الدراسات على الأرض ومياها عبر خبراء جامعة الخرطوم، ثم إكتشفوا بأن أرض المشروع خالية تماماً من المياه الجوفية..عادوا إلى حكومة نهر النيل بالنتائج المخيبة للآمال، وطلبوا ( البديل) ..!!

** وبعد أشهر من الطلب و(إمشي وتعال)، خصصت لهم تلك الحكومة بديلاً بمنطقة التراجمة بشرق شندي، ثم قالت أيضاً : ( إفحصوها براكم)..ففعلوا، عبر خبراء جامعة الخرطوم أيضاً وبحر مالهم أيضاً (180 مليون جنيه)، وأثبتت الدراسات صلاحية الأرض وتوفر المياه، فشكروا الله ثم حكومة نهر النيل ..ولكن عند تحضيرها، خرج عليهم أهالي المنطقة بالمعاول و(العكاكيز)، أي كما الحال بدريم دلاند سابقاً و جزيرة المقرسم حالياً..فرجعوا إلى الحكومة لتنقذهم من غضب الأهالي، فقالت لهم ( إتصرفوا معاهم)..فتصرفوا، بالحوار والجودية حتى إقتنعوا بجدوى المشروع بعد أشهر من السجال و( باركوها ياجماعة) و( حقي كم؟)..ثم شرعوا في التحضير، ولكن فاجأتهم الحكومة – وواقع الحال العام – باستحالة توصيل الكهرباء الى أرض المشروع ..( حسبوها صاح)، وإكتشفوا أن تكاليف مد أرض المشروع بالكهرباء من أقرب المناطق- تتجاوز 22 مليار جنيه – تكفي لإنارة قرى افريقيا الوسطى من كهرباء سد مروي .. !!

** غادروا أرض المشروع، بل ولاية نهر النيل كلها، بلسان حال قائل ( الله يعوضنا)..ثم، عاودهم التفكير في الإستثمار عبر أجهزة الدولة المركزية.. وخاطبوا وزارة الزراعة المركزية بذات الفكرة، أي مشروع زراعي بغرض الإنتاج، بتاريخ مارس 0122، بالنص : ( نلتمس كريم تفضلكم بالتصديق بأرض زراعية وتكون قريبة من موقع الإمداد الكهربائي لنتمكن من إدراك الموسم الزراعي القادم في نوفمبر إن شاء الله)، أوهكذا الجدية لحد تحديد موعد الإنتاج..ومع ذلك، منذ ذاك العام والى يومنا هذا، لايعلم أصحاب الشركة مصير خطابهم، لقد ذاب في دهاليز الوزارة، وإن لم يكن ( أرشفوه) فربما (كنسوه)..هذا محض نموذج لآداء أعمال أجهزة الدولة ذات الصلة بالإستثمار..ولهذا، لن يغادر واقع حال بلادنا في قائمة آداء الأعمال الترتيب (143) ..الإستثمار في بلادنا ليس بحاجة إلى سلام وكهرباء وطرق وغيرها، بل بحاجة إلى ( دولة)..!!

تعليق واحد

  1. وقد عبر عن حالة الدولة هذه الاستاذ محمد خير البدوي
    مع احد الصحفيين في لقاء نشر من ضمن ما نشر من الصحف
    في الراكوبة عبر عن هذا الاستياء عن عدم وجود الدولة بفوله لها

    هو انتو عندكم حكومة انتو
    لاحظ كلمة انتو التي بين عندكم حكومة
    وهي ان دلت علي شئ فانما تدل علي السخط الشديد
    اذ كلمة انتو واحدة كانت تكفي

  2. الاستثمار ليس تجارب معامل
    المفروض البلد او الولاية تخطط وتنفيذ للبنية التحتية من كهرباء وطرق ومواصلات والاول المياه من النيل او الابار الجوفية
    وتكون في خريطة استثمارية للبلد مش كل شخص يبيع ويوزع لازم يكون في جسم اوو وزارة متخصصة وبها كادر مدرب وله خبرة في هذا المجال مش كل يوم نجد مستثمر هرب بجلده من الولاية؟؟ودا لكمل البلد مش ولاية نهر النيل فقط

  3. أتمنى مصطفى شفون المكسر في المستثمرين الاجانب يقرأ الكلام ده كويس ويشرب كباية كركدي التي قال انها لا تفارقه عندما كان وزيرا لوزراة خارجية الغفلة ،،، وأقول ليك معلومة من عندي يا استاذ الطاهر كنت طرف في متابعتها // واحد باكستاني ما عندوا التكتح مقارنة بما عند هؤلاء السودانيين جاء قال عاوز يستثمر في الزراعة وعاوز يأجر مزرعة كبيرة جنوب الخرطوم حصل مزرعة قرب المسيد للايجار قال دي بعيدة من الخرطوم // بعد فترة قابلتوا قال لي حصل مزرعة استثمار لمدة 20 سنة بعد ان ((دفع مبلغ 10 الف دولار بس)) شرق النيل،،،، بلد تطرد أبناءها وتجيب الاجانب // ،،،

    ((غادروا أرض المشروع، بل ولاية نهر النيل كلها، بلسان حال قائل ( الله يعوضنا)..

    قسما عظما انا لو كنت في مكانهم كنت غادرت الى اسرائيل بالقروش دي وشاركت في اقامة دولة من الفرات الى النيل وخدمت البشرية خير خدمة مع اليهود أولي العلم بدل ضياع الزمن مع جماعتنا ديل اللا لامين لا في دين ولا في علم ،،،،،

    ،،،، شالوم ،،،

  4. ( لن يغادر واقع حال بلادنا في قائمة أداء الأعمال الترتيب 143 ) …

    بل سيغادر أجزم وأقسم لك أنه سيغادر …

    ولكن الترتيب سيكون عكس الترتيب أعلاه …

    بمعنى أن ترتيب السودان سيأتي رقم ( 431 ) …

    في ظل حكومة ( الدولة الرسالية الموقرة ) …

    هذا إذا فرضنا جدلاً أن عدد دول العالم ( 431 ) دولة …

    لا حول ولا قوة إلا بالله …

  5. هذا هو حال كل وزراء الانقاذ ومن ورائهم هل تعللم يا استاذ الطاهر ساتي باننا في مربع 19 ابو سعد سلمنا السيد وزير الكهرباء ملف لدعم تكملة تشيد مسجد الحي عندما اتي الينا لافتتاح المحطة التحويلية لهكرباء غرب ابوسعد وكان ذالك في شهر ابريل من العام السابق ليفاجئني تلفون من مكتب الوزير في نهاية شهر مايو 2013 باتصال من التلفون الثابت اي تلفون الحكومة بان الوزير يعتذر يعني نام وصحا عشان يقول بعتذر وهو يجنب في امولال السدود والكهرباء بجوا وبرابالله ده مستوي ادارة ده

  6. أقترح تأجير دولة السودان بكاملها لدولة قطر وتعيين الشيخ حمد أميراً للبلاد عشان يتسلى ويضيع وقت بدل ما يقعد ساكت . السودانيين غير جديرين بحكم بلادهم .

  7. لا اريد ان ازيد على كتابات اخى ساتى فقد اوفى واوجذ ,,,, ولكن هذا هو ما جنيناه من حكومة الانقاذ
    هذا نص الايميل الذى ارسلته للاخ الطاهر الذى بدوره اخرج الموضوع بالنهيه الجميله هذه ,,,
    الاخ الاستاذ / الطاهر ساتى …

    فى عمودكم المقروء بتاريخ 22 ابريل 2013 العدد 2633 بموضوع الفردة اليمين فى المخزن , اثار فىُ هذا الموضوع شجون اريد ان اكتب ولاول مره فى تارخ حياتى العمليه اشتكى لاحد مرارات هذه البلد ( والشكيه لغير الله مزلة ) ..
    فى بداية العام 2011 قمنا بأنشاء شركة زراعية برأس مال كبير جدا مع العلم ان المالك سودانى الجنسية ويمتلك اكبر الشركات المعروفة العاملة فى المجال التجارى فى السودان, لم يكلف اى وزير بالسفر او العرض والطلب … بدأنا بجدية تامة فى هذا المشروع وكانت وجهتنا الاولى ولايه نهر النيل وماادراك ما نهر النيل شهور من السفر المتواصل ذهابا وايابا والمماطلات والمعاكسات الى ان من الله علينا بقطعة ارض بمساحة 10,000 فدان . طلبنا من السيد الوزير قبل البدء فى موضوع الرسوم وما شابه ذلك نلتمس من سيادتكم ارجاءنا حتى نكمل الدراسات الجليوجيه ودراسة التربه التى من المفترض كما ذكرت فى مقالك ان تكون معده من خلال الحكومه ( ولا ما كده ) . المهم كان رده ان يتم هذا الموضوع بأسرع فرصه ممكنه ( زى كانو نحن حنغطس ونقلع كده ونوريه ) المهم اتجهنا لاكبر الشركات العامله فى هذا المجال وتوجه تيم كبير يتكون من اربعة دكاترة من جامعة الخرطوم لعمل مسح كامل للارض ودفعنا دم قلبنا …… وكاااااااااااااااانت المفاجة ان الارض لا تجد بها مياه جوفيه تماما لانها تقع فى مناطق صخريه هى بالظبط فى الكيلو 40 شارع عطبرة مروى .
    حملنا دفاترنا الما خمج وقابلنا السيد الوزير بعد سل روح ووريناه الحاصل بالتفصيل مكتوب ومحكى .. وطلبنا ان يجدو لنا ارض بديله .. فوجهونا الى ارض شندى وتحديدا منطقة التراجمة وتانى قام جيب من جيوبنا اتقدا قمنا بنفس المسلسل دراسات وما عارف شنو اخيرا طلع الموضوع كويس المشكلة فى الكهرباء ( ووب من الكهرباء) والله ادونا عرض توصيل اعمدة حتى القطعة المعنية تاسس بلد خليك من مشروع . وبعدين ازيدك من الشعر بيت اى مستثمر يشترى ارض يواجه مشكلة الاهالى والحكومة ليس لديها اى رادع او اى قانون لمثل هذه المواجهات اخيرا تصل معاهم لى مجلس جودية وبى كم وليه ( بالله دى بلد ) ومشينا فتشنا فى غرب امدرمان لقيناها فى الاستثمار كل الاراضى مملوكة لاشخاص مع العلم تركب عربيتك وتلف لمن روحك تطلع ما تلقى ولا ( تبسه ساكت فى الارض ) .

    الناس دى زاله روحه ولافه تشحد فوق كم والله البلد دى فيها رجال يزرعو الزلط ويطلعو منو بترول خليك من قش بس نفتقد لى حسن النيه والمحسوبية و و و و و و .

    تعرف الكلام كتير جدا لكن والله نفس زاتو اشان اكتب بيها ما عندى …
    اتمنى ان يجد موضوعى الاهتمام من سيادتكم وجاهذين لاى نقاش حول الموضوع واى اوراق …

    حاتم سلفاب

  8. للتوضيح فقط:
    وظيفه الوزير هو ادارة مؤسسه عامه -وهي الوزارة- ذات تخصص معين كالصحة او التعليم او الزراعه ومهمة الوزير هي تنفيذ سياسات الدولة المقرّه من رأس الدولة -رئيس الجمهورية في حالتنا- ونجاح الوزير ليس شخصياً بل ينسب للسياسه العامة ولرأس الدولة وبنفس الصورة فشله هو فشل لسياسه الدولة وفشل لمن اختاره للمنصب وهو رأس الدولة
    ولما الناس تشوف وزير معين ايّاً كان فاشل وعاطل وجايبها ورا فإن المشكله ليست مشكلة الوزير الذي ربما يكون جاهلاً او عبيطاً لكن تبقى المشكله فيمن اختاره وفيمن يصر على استمراره في المنصب وهو راس الدوله واستمرار الوزير الفاشل او السياسه الفاشله هو اصرار من رئيس الجمهوريه على التردي والفشل وافساد حياه الناس والبلد والمسؤليه لا يجب ان تحصر هنا في شخص الوزير بل يجب ان تنتقل الى من وضعه في ذاك الموضع ومن لم يراقبه ولم يُقِله عندما بان للناس فشله

  9. الاستثمار معروف وناجح شوية كبابي شاي وعصير وبوتجاز وماكنة شاورما وشواية وحبشيتان وكراسي وتقول شو عمو شو بدك صحتين وهنا وبس ديل عورين زراعة ولا شقق

  10. اتضح جليا ان مشكلة السودان في القيادة و الادارة و طالما الحكاية بقت عولمة و عقودات و خبراء انا بقترح طرح منصب رئيس الجمهورية و مناصب وزراء جميع الوزارات لعطاءات دولية بواصفات قياسية لشغلها من يقع عليه الاختيار – يعني زي فك التسجيلات في الكورة – ممكن ناخد ناس زي توني بلير او اوباما بعد ما يتم فترته الرئاسية — و يكون عندنا رئيس اوربي و وزير مالية من الارجنتين ووزير صحة من فرنسا و ممكن نجيب وزير زراعة من البرازيل و زير صناعة من الفلبين — و كدا و كذلك و كلاء الوزارات و مدراء الادارات و رؤساء الاقسام نجرب الحكاية لمدة 25 سنة و تعالوا شوفوا النتيجة يكون السودان دخل مجموعة ال 20 الكبار و بعد 25 سنة البعديها يكون السودان خشا مع ال 8 العظام . و الحشاش يملا شبكتو ؟

  11. الغراب على عثمان وخراب السودان … أتمنى من الله أن يرينا فيك يوما يا علي عثمان
    محمد طه لنقتص منك .. أنت من خططت للانقلاب المشؤوم في 30 يونيو 1989 لن تفلت من
    العقاب أيها المجرم الحاقد …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..