(من قال ماذا!!)

ما أنفقته الإنقاذ من وقت فى ثرثراتها كان كفيل بتحرير فلسطين السليبة, وما أنفقته فى صياغة الشعارات الهتافية كان كفيل برد الامريكان وتأسيس جيش له من العقيدة القتالية ما كان لدى جيش محمد, وخيبر ..خيبر يا يهود.. وما أنفقته الإنقاذ من أموال للصرف على بنود المؤتمرات والإحتفالات وآخرها ولن يكون الآخير ما هم فيه اليوم من ثرثرة بقاعة الصداقة فيما تواضعوا على وصفه بالحوار الوطنى, كان كفيل بحلحلة كل إشكالات البلاد التى نحن فيها من أزمة مواصلات, وشح فى مياه الشرب, وذبذبة الكهرباء, وانفراط الأمن ونقص فى الأنفس وشىء من الخوف.والنفايات وحدها ملف هزم كل ثرثرات قادة الإنقاذ وهى تقف تلالاً شاهقة بكل شوارع الخرطوم, سيان فى ذلك الأحياء الشعبية والراقية حتى غدت النفايات شعاراً للخرطوم..أمامك تل للنفايات ..أنت اذاً فى الخرطوم ..الناس يضعون أكفهم على أنوفهم بالشوارع ..أنت إذاً فى الخرطوم, والمواطنون صباحاً يحملون أكياس النفايات, فأنت إذاً فى الخرطوم, … وأينما وجدت متحصلى النفايات يتقافزون تجنباً للتعثر بأكوام النفايات لبلوغ أبواب البيوت ليطرقونها ويطالبون قاطنيها برسوم النفايات القابعة أمام الدار..فتأكد بأنك فى الخرطوم,فعزراً عزيزى لا تبتئس فهاهو المشهد الآن بالخرطوم عاصمة النفايات منذ عهد الخضر.. عبد الرحمن وليس(لن تستطيع معى صبرا) وليته كان هو لخرق السفينة او لكان مخلصنا من تركة ولاتنا السابقين ومن هم يشقون بمواكب فوارههم ارتال النفايات ليحدثوننا عن مستقبل خرطوم زاه تزاحم كبريات العواصم العالمية ألقاً وإزدهاراً ونضاراً..والخرطوم التى تغزوها أسراب الذباب نهاراً لتسلم وردية الطنين إلى أسراب الباعوض مع اذان المغرب لتحيل ليل الناس إلى سهر حتى الساعات الأولى من صباح الغد, تجلس اليوم بقاعة الصداقة فى جدال عقيم وحوار لا يبرح (البوابة المقابلة النيل) والحوارالذى خرجت له المداعى إلى خارج البلاد وجابت أقاصى الولايات والأرياف بالداخل ولم يسقط حتى إسم ندى القلعة من رقاع الدعوة لم يخرج الا ب (خبر الشوم) والفشل الذريع بعد أن قاطعته قيادات الأحزاب التاريخية والمعنيين بالحوار فبقى بالقاعة من هم (بره الشبكة) ولا يعون من الحوار سوى انه مجرد لمة ناس, لذلك ذهب الحوارإلى حيث لا يدرون, ولا يدرون انهم لا يدرون.ليخرج الحوار بتساؤلية المجموعة الشعرية لصديقنا الشاعر المغترب الطيب برير..(من قال ماذا)!…والخرطوم العاصمة التى هزمتها الكلاب تحذر اليوم من داء الكلب وهو (السعار) وترفق مع تحذيرها أرقاماً للكلاب التى نجحت فى قتلها منذ العام 2010 ودون ما حياء تقول: بان مصانعها المنتجة للأمصال المضادة لداء الكلب قد توقفت, وتطالب المواطنين كالعادة ب (أخذ الحيطة والحذر)(والحيطة التى يعنون بكسر الحاء والحمد لله الذى جعلها كسراً وليس فتحاً ولو أنه كان كذلك لإنهار ولما وجدت السلطات ما تطالبنا بأخذه) وتزيد بانها فى حوجة لزخيرة تنجينا من باقى الكلاب الضالة, ولا يسعنا الا ان نشكر سلطاتنا على هذه الشفافية ونقول:لا تشغلنكم عن دوركم التاريخى وحواركم الذى فقد بوصلته ولا ترهقنكم هذى الكلاب الضالة بمزيد من التوهان.. فكم تكاثرت علينا الكلاب, والكلب كلب وان ترك النباح,هذه هى الخرطوم تجلس وسط تلال نفاياتها ويشق مسامعها نباح الكلاب الضالة وتموت أحياؤها عطشاً وسكان الخرطوم عن بكرة أبيهم يركضون مساءً خلف المركبات العامة (الكلها ما راجعة) , وهذه هى الخرطوم التى يفرضون عليها رسوم النفايات التى تقبع معنا فى دورنا وشوارعنا ومياديننا العامة,هذه هى الخرطوم التى تركت كل هموم ومشاكل سكانها لتجلس بقاعة الصداقة متسائلة :من قال ماذا!

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..