أخبار السودان

إمبراطورية الفساد الأعظم …

غالب طيفور

ارتالاً من ابناء الوطن يرتحلون من الدنيا الفانية ؛ حاملين معهم احلامهم ، وامانيهم ، العذبة في غد مشرق ينشدونه في مخيلتهم نماء”، وإزدهارا”، ورفاهية ، تحت ظلال ارائك الحرية المجيدة ، هبوا بأياديهم البيضاء المسالمة ، التي تسر الناظرين ، ينشدون الإصلاح ، والعدل ، والمساواة ، وتخفيف اعباء المعيشة ، ورافضين للظلم ، والقهر والإستبداد والفساد ، فلم يجدوا الا صفعات برصاص الغيلة ، والغدر ، تصطادهم افرادا وجماعات .
كانوا يمنون النفس أن تمسسهم أيادي الرحمة ، او تتخطاهم مخالب البطش ، لكنها قابلتهم بالمنية خيارا بلا إستشارة ، فما خرجوا الا ليدافعوا عن حق مستلب ، وظلم معمول ، فاثبت النظام الماسوني انه لا يواري سؤاته إلا بالقتل ولا يخشي في الظلم لومة لائم ! فأعمل فيهم سلاحه الفتاك بلا هوادة ولا رحمة في كل محفل ومحك ، كوكبة من المناضلين ، ارتحلوا الي السماء تتخاطفهم ذخيرة الضالين ، فتقبلتهم ملائكة السماء شهداء لهم يوم الموقف العظيم . ولكن أين الفاعل ؟ بعد أن توفر الجرم والمجني عليه ! ، لقد إختفى الجاني تحت ثياب الطغاة ؟ مئات من القضايا امست مقيدة في سجلات الأمن والبوليس ضد مجهول ، لقد اصبح المجهول اشارة للسلطة .
(تسعة وعشرون) عاما والشعب ينتظر معاقبة مسئول حكومي أوحد من هذا الكم الهائل ، من الذين يكتنزون أموال وثروات الوطن ، (تسعة وعشرون) عاما والشعب ينتظر معاقبة مسئول حكومي أوحد من الذين أبادوا القري ، وشردوا الاطفال في أرجاء الوطن .
( تسعة وعشرون ) عاما والقضاء ، والقانون ، والشعب ، والمعارضة ، صامتون صمت القبور من جرائمهم التي لا يستوعبها خيال بشر داخل الوطن .
( تسعة وعشرون عاما) مذابح تقشعر منها الأبدان ، ورجال تبكي علي واقع الحال ، وحال الوطن .
( تسعة وعشرون عاما) والشباب الأماجد يهربون جماعات ووحدانا من تبعثر آمالهم في باحة الوطن .
( تسعة وعشرون عاما) والفساد يستشري ، والأخلاق تندثر ، والتعليم ينكسر ، والسقوط مستمر .
من حق النظام الديكتاتوري الشمولي السوداني ان يلوث سمعة المناضلين ، ويسحقهم ، ويسحبهم الي المشانق حتي يخرس الافواه ، ويصمت الألسن ، ويطفئ لهيب الثورات ، ومن حقه ان يكذب ” ويتحري الكذب ، حتي يتنفس الشعب زفيرا للآمال المستحيلة.
من حق منسوبيه ان يختلسوا ، وينهبوا كما نهبت قيادات الدولة البلاد ليلا وغدرا . فليس من حق سارق ان يحاكم سارق ، وليس من حق قاتل أن يحاكم قاتل ، فالحكومة اصبحت قائمة علي عصابة من القتلة والسارقين ، فكونوا إمبراطورية الفساد الأعظم .
ولكن ماذا أنتم فاعلون؟
والعبء ليس سهلا ؛ فعلي كل الكيانات ، والحركات ، والمنظمات ، والاحزاب المعارضة لهذا النظام ان تدافع عن الوطن وثواره ومناضليه وان لا تقف مكتوفة الايدي ، وأن لا تعتمد علي الشعارات والبيانات ، وان لا تسوق لقضاياها عبر الاعتقالات والتضحيات لمنسوبيها ، وتجعل منهم رموزا لكياناتها للتفاخر بانها تقدم ، فتحجم عمل الكيانات الاخري ، وتحاجج بعلو كعبها ، فلا شأن يعلو على شأن الوطن ، وكل يخاصم بما فعل ، حتي اصبح الأمر لوحة للأعلانات السياسة والمتاجرة والمزايدة ! .
لماذا لا تكون هنالك هيئة قانونية كاملة النصاب : تعري ، وتجرم ، وتطارد منسوبي النظام الفاسد وقتلته ، وسارقي قوت الشعب ، وتصنع لهم ملفات مكتملة الآثام تجرمهم به خارجيا وتمنعهم مغادرة السودان ، اذا فشلت في تجريمهم داخليا ! ، لماذا لا تكون هنالك هيئة يدعمها كل سوداني حر ، تحصر ، وتحاصر القتلة ، والسارقين ، وتحصر مآخذهم ، ومفاسدهم المنهمرة كالسيل في المال العام ؟ ، وتطاردهم حتي يعلموا ان هنالك عيون تراقب ؛ واحرار تأبي نفوسهم أن يشاهدوا الظلم ويقفوا مكتوفي الأيدي .
الوطن يحتاج للذود عنه بالعمل ، والمثابرة لا بالبيانات ، والإستهجان ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون …

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قال (لماذا لا تكون هنالك هيئة قانونية كاملة النصاب : تعري ، وتجرم ، وتطارد منسوبي النظام الفاسد وقتلته ، وسارقي قوت الشعب)

    قلنا : اذا وجدت مثل هذه الهيئة تأكد انها تاني يوم من وجودها سوف تصبح في خبر كان وستذهب الى الاخرة شهداء كغيرهم ومن الصعوبة ان تطارد الطغاة والمجرمين والذين يدورون في فلكهم .. لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه افضل الشهادة كلمة حق في وجه امام ظالم. اما ظلم امامنا الاعظم فتسانده الحركة الاسلامية التي تفتي حسب ما تريد السلطة والنظام وحسب ما تريد الرأسمالية الاسلامية الماسونية

  2. قال (لماذا لا تكون هنالك هيئة قانونية كاملة النصاب : تعري ، وتجرم ، وتطارد منسوبي النظام الفاسد وقتلته ، وسارقي قوت الشعب)

    قلنا : اذا وجدت مثل هذه الهيئة تأكد انها تاني يوم من وجودها سوف تصبح في خبر كان وستذهب الى الاخرة شهداء كغيرهم ومن الصعوبة ان تطارد الطغاة والمجرمين والذين يدورون في فلكهم .. لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه افضل الشهادة كلمة حق في وجه امام ظالم. اما ظلم امامنا الاعظم فتسانده الحركة الاسلامية التي تفتي حسب ما تريد السلطة والنظام وحسب ما تريد الرأسمالية الاسلامية الماسونية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..