هل يمكن أن يكون في هذا المقترح مخرجا من الأزمة ؟؟

حفزني مقال الأخ / يوسف حمد ( للشارع صوتان ….) لإعادة طرح هذا المقترح الذي كنت قد تقدمت به قبل بضعة أشهر ونشر على صفحات (سودانايل) .. لا خلاف على أن الوضع السياسي اليوم قد وصل مرحلة بالغة السوء للدرجة التي أصبح فيها أشبه بالميئوس منه والواجب يحتم علينا أن نعمل ما في وسعنا لكي نجنب بلادنا الأسوأ .. أعلم أن التحدي كبير للدرجة التي يبدو فيها المخرج وكأنه يسير في إتجاه واحد نعلم جميعا مدى فداحته.. لكن دعونا لا نلعن الظلام ونساهم ولو بجهد المقل في الخروج من هذا المآزق وهآنذا أفعل .. بإختصار المقترح يرتكز على التالي :
* أن توقف المعارضة المسلحة العمل العسكري (ليس بالضرورة أن تلقي السلاح) وأن تجلس مع الحكومة بجانب المعارضة السياسية التي عليها أن توقف الحملات الإعلامية العدائية للإتفاق على التالي :
(1) أن تكون الإنتخابات البرلمانية والرئاسية في 2014 وليس 2015 .
(2) مراجعة وتنقيح قانون الإنتخابات الحالي بواسطة خبراء محايدين لإزالة أي عيوب أو عوار كما يقول القانونيون ، حتى يكون قانونا نموذجيا لكل إنتخابات قادمة .
(3) أن تشترك المعارضة مع الحكومة في تشكيل مفوضية الإنتخابات بحيث من حق المعارضة إبعاد أي عناصر تراها ممالئة للنظام لضمان نزاهة الإنتخابات .
(4) إلغاء السجل الإنتخابي القديم والبدء في سجل إنتخابي جديد مع إعتماد التسجيل الإليكتروني لضمان صحة تسجيل الناخبين ، علما بأن الكثيرين عزفوا عن المشاركة في الإنتخابات السابقة لإدراكهم بأنها غير نزيهة فيما حرص عليها منسوبو المؤتمر الوطني فكانت لهم الغلبة ولا حاجة للتذكير بالتزوير الذي حدث وبعضه موثق بالصورة وموجود على اليوتيوب .
(5) ضرورة وضع صندوق الإقتراع (الشفاف) كما هو معمول به في كل الإنتخابات في العالم أمام موظفي مراكز الإنتخابات بحيث يختار الناخب مرشحه من وراء الستار ثم يأتي ليضع ورقته الترشيحية في الصندوق أمام مرأى الجميع .
(6) إبقاء صناديق الإقتراع في مراكز الإنتخاب حتى موعد الفرز مع وجود حراسة مشددة عليها من قبل مناديب القوى السياسية المشاركة طوال مدة بقاء هذه الصناديق .
(7) منح فرص متساوية من حيث الظهور الإعلامي على القنوات الحكومية أو غيرها وذلك لضمان الحيدة في المنافسة .
ثم نأتي للخطوة الأهم في هذا المقترح وهو ضرورة أن تتحد بل تلتحم المعارضة بشقيها السياسي والعسكري مع الشعب في أن تكون لها قائمة واحدة في الإنتخابات البرلمانية ومرشح وحيد في الإنتخابات الرئاسية . أعلم بأن المعارضة قلوبها شتى لكن عليها أن تدرك أن مصلحة الوطن هي فوق كل المصالح وأن هذه اللحظة التاريخية تتطلب التجرد ونكران الذات وأن عليها أن تقنّع الجماهير بأنها على قدر التحدي . بالنسبة لقائمة الإنتخابات البرلمانية فيجب أن تضم مرشحين معروف عنهم التجرد والنزاهة وبالطبع الكفاءة بغض النظر عن لونهم السياسي وبالضرورة بمكان أن تضم هذه القائمة قوى الشباب التي فجّرت إنتفاضة سبتمبر ، المستقلين ، النساء ، العمال ، الزراع والذين على الرصيف السياسي من الأغلبية الصامتة . إنه من الضروري بمكان أن ندفع بإتجاه هذا المقترح الذي يمكن أن يكون فيه مخرج من هذا الإحتقان فالسياسة هي فن الممكن والسياسي الذكي والمتجرد هو الذي يعرف كيف يستثمر الخيارات التي أمامه لكي يحقق المكاسب التي يمكن أن تصب في صالح وطنه .. كل التوفيق بأن يجتاز هذا البلد محنته ويرسى على بر الأمان .
[email][email protected][/email]