فساد الفيفا … وتنصيب الخليفة ..

مثلما السياسة لعبة في عقليتها قذارة وفي جسدها أدران ..وهي ايضاً لعبة ذكاء عند الذين يقدرون على مخاطبة عقول شعوبهم بمنطق الممكن فيها ولا يرسمون له خطوط التجهيل في دروب المستحيل .. فإن لعبة كرة القدم التي إمتلكت عقول الغالبية العظمى من البشر الذين ينسحرون بنجوميتها ويسهرون الليالي لمتابعة سجالها الذي يلهب الملاعب و يكاد يفجر الشاشات .. فهي أيضا باتت صناعة وتجارة تبدأ بإنفاق الملايين على شراء اللعيبة ولا تنتهي بطمع الإداريين فيها نحو التكسب غير المشروع فلم يعد فيها كل عقل سليم في الجسد السليم !
يومان يفصلان بين فوز السيد بلاتر الذي يغوص في فضائح الفساد المقرف وقد كشفته السلطات الأمريكية في غمرة الغبن الذي يفيض في نفس عمدة العالم وتوابعه الأوربيين بعد أن طارت عنهم فرصة تنظيم مونديال الدورتين القادمتين مشتتة الكرات بين الدوحة وموسكو !
فكانت تصفية الحسابات داخل عرين الفيفا وبعيداً عن الشباك ومربع ركلات الترجيح ..!
فهذا اليومان فصلا بين ذلك الحدث الذي هز العالم بأثره والعدسات ترصد رجالات الفيفا وقد إقتيدوا خلف الستار الأبيض الذي أفردته الشرطة وبين حدث آخر لم يعلو صوته عن طنين البعوضة في الخرطوم رغم محاولات تهويل مشاط أم المك التي في راسها شعرتان ويحاول إبنها أن يقيم السرادقات و الحفلات والولائم لإيهام الناس أن لآمه الصلعاء شعراً كثيفا يقتضي أسبوعاً كاملا من الزمان لنقضه و تمشيطه من جديد !
فاز عمر البشير والكل يعلم كيف فاز ولماذا يصر على البقاء و من أين ستكون تغطية عرس الشحاتة البائس .. الذي يتم ترتيب تعطيل الحياة في الوطن كله له بفرض إجازة قسرية خشية من المقاطعة التي تحرج النظام مع ضيوفه !
لن يذهب البشير أياً كانت الضغوطات التي ستمارس عليه وعلى نظامه الفاسد.. لانه تعود على لغة تحدي الشعب والضمير الإنساني كله بلغة من زرعنا !
لكن كرسي بلاتر رغم فوزه بالأمس بات في مهب الريح .. فالتحلل هناك له من يقف في وجهه ويثنيه عن المضي قدماً ..فالرجل وإن لم يفسد هو في حد ذاته فقد تم الفساد في عهده وأدبيات الكفار مثله ليست كأدبيات ديكتاتوريات المسلمين الذين يحكمون بالتقية والنفاق .. !
هما حدثان فوز رئيس الفيفا الذي تلطخ بوحل ستغسله الشفافية الأوربية قريبا .. وتنصيب الخليفة الذي ينوي المزيد من الغوص في وحل التمكين فيما تبقى له من دورة يقال أنها الأخيرة ولكن المستفيدين من وجود ذلك الدرع الواقي لهم وهم يرفلون في النعيم الزائف يريدونها مباراة بعدة أزمان إضافية .. مالم يفاجئهم هذا الشعب بالهدف الذهبي الذي ينهي هذه اللعبة الطويلة
[email][email protected][/email]
لماذا فاز بلاتر برئاسة الفيفا؟
السيد زهره
بالطبع، كنا نتمنى كعرب ان يفوز الأمير علي بن الحسين برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم ” فيفا”.
ولا شك ان خوضه المعركة بكل هذا الاصرار والشجاعة وتحت شعار التغيير، يستحق التقدير والاشادة رغم الخسارة.
الأمر هو بالفعل كما قال العاهل الأردني مخاطبا الأمير علي: “إن خوضك غمار المنافسة بهذه القوة هو مصدر فخر واعتزاز أردنى وعربى ودولى، كما أنه دليل على حرصك على تطوير هذه الرياضة الجماهيرية”.
في اعقاب اعلان فوز بلاتر، اعرب البعض، وخصوصا في الغرب، عن صدمتهم وخيبة املهم واحباطهم من النتيجة. سبب ذلك كما يقولون هو ان بلاتر فاز رغم الحملة الضارية عليه، ورغم كل قضايا الفساد في داخل الفيفا التي تفجرت مؤخرا.
والحقيقة ان فوز بلاتر رغم كل هذا، لم يكن امرا مفاجئا، بل كان منطقيا ومتوقعا. ولذلك اسباب كثيرة.
من المهم معرفة هذه الأسباب، على الأقل كي تكون درسا لأي مرشح عربي قد يفكر مستقبلا في المنافسة على هذا المنصب. وهناك بالفعل كما نتابع مرشحون عرب يفكرون او يخططون لهذا.
بالطبع، في مقدمة هذه الأسباب حقيقة ان بلاتر له 16 عاما على رأس الفيفا، بما يعنيه ذلك بالضرورة من علاقات وثيقة ممتدة مع اتحادات الكرة في العالم وخدمات كثيرة قدمها لها، وبما يعنيه ايضا من معرفته بخفايا لعبة الانتخابات وكيفية الحصول على اصوات الاتحادات.
وفي تقديري ان من الأسباب المهمة مبدئيا، انه منذ البداية يبدو ان الأمير علي حين اتخذ قرار ترشيح نفسه لم يحرص على ان ينسق مسبقا مع الدول العربية والدول الآسيوية ويأخذ رأيها ويضمن دعمها، على الرغم من انه من المفروض بداهة ان هذه الدول يجب ان تمثل قاعدة الدعم الأساسية له. الأمير فضل بدلا من هذا ان ينسق مع الدول الأوروبية وامريكا وان يراهن على دعمها.
ويبقى ان احد الأسباب الكبرى لفوز بلاتر، وعلى عكس مما يتوقع الكثيرون، هي الحملة الضارية التي شنتها منذ فترة طويلة امريكا والدول الأوروبية على الفيفا وعلى بلاتر شخصيا، وهي الحملة التي بلغت ذروتها في حملة الاعتقالات لقيادات في الفيفا عشية الانتخابات.
كما هو معروف هذه الحملة انطلقت بالذات وبضراوة في اعقاب فوز روسيا وقطر بشرف تنظيم كأس العالم في عامي 2018، و2022.
منذ تلك اللحظة انطلقت حملة الاتهامات للفيفا وبلاتر بالفساد، وبالقول ان رشاوى تم تقديمها كي تحصل روسيا وقطر على حق تنظيم البطولة.
هذه الحملة كانت منذ بدايتها حملة عنصرية بالأساس وتفتقد المصداقية.
ليس معنى هذا بالطبع ان الفيفا ليس بها فساد، بل هي غارقة فيه كما بات العالم يعلم.
لكن القضية هنا ان الدول الغربية وكل دول العالم تعلم انه لم يحدث اصلا ان حظيت دولة بتنظيم كاس العالم من دون رشاوى بشكل او بآخر. والرشاوى ليست مالية بالضرورة، وانما قد تكون رشاوى سياسية لا تقل سوءا وفسادا عن الرشاوى المالية.
فلماذا اذن، لم تثر امريكا واوربا كل هذه الضجة حول الرشاوى والفساد الا بعد فوز روسيا وقطر؟.
فعلت هذا لأسباب عنصرية بحتة، فهم يستكثرون على روسيا وعلى دولة عربية ان تفوز بهذا الشرف في مواجهة دول غربية مثل بريطانيا او امريكا.
أظن ان كثيرا من اتحادات الكرة في العالم استفزتها عنصرية هذه الحملة واثارت استياءها، ونظرت الى الحديث عن الفساد وعن الرغبة في تطهير الفيفا التي تحدثت عنها امريكا والدول الاوروبية باعتبارها حق يراد به باطل، وباعتبارها مجرد ذريعة يتخفون خلفها لتبرير موقف هو عنصري بالأساس.
ودول العالم تعلم تماما انه لو كانت بريطانيا او امريكا مثلا قد فازتا بتنظيم كأس العالم بدلا من روسيا وقطر، لما كان احد في امريكا واوروبا قد تحدث عن الفساد او انتقد بلاتر، بل بالعكس كانوا سيشيدون بالفيفا وبلاتر شخصيا ايما اشادة.
يرتبط بهذا مباشرة ما فعلته امريكا والسلطات السويسرية بالإقدام على اعتقال قيادات بالفيفا قبل الانتخابات بيوم واحد بتهم الفساد.
مرة اخرى، القضية هنا ليست ان هؤلاء غير فاسدين.
لكن القضية ان الرسالة التي فهمتها اتحادات الكرة في مختلف انحاء العالم هي ان امريكا تريد الانتقام من بلاتر ومن الفيفا، وتصورت ان بمقدورها اسقاطه في الانتخابات بالقوة والاكراه بهذه الطريقة. وقد تساءل الكثيرون بالفعل، لماذا انتظروا حتى ليلة الانتخابات كي يقدموا على هذه الخطوة؟
اظن ان ما فعلته امريكا استفز كثير من اتحادات الكرة في العالم، واتى بنتائج عكسية تماما، ودفعت هذه الاتحادات الى الاصرار على التصويت لبلاتر على سبيل التحدي لأمريكا واوروبا.
هذه في تقديري هي الأسباب التي قادت لفوز بلاتر.
ملحوظة على الهامش: كثيرون من الساسة والمسئولين في امريكا واوروبا انبروا فور اعلان النتيجة بالحديث عن ” اليوم الأسود” وعن ” الكارثة” وعن ” النتيجة الملعونة” وما شابه ذلك من تعبيرات. هؤلاء ينتمون الى دول تصف نفسها بأنها دول ديمقراطية عريقة. الم تكن هذه انتخابات ديمقراطية حرة، وعبرت نتيجتها عن ارادة عالم كرة القدم؟.. فلماذا اذن لم يحترموا هذه الديمقراطية وهذه الارادة؟.. ام ان الديمقراطية تكون جميلة وعظيمة اذا اتت فقط متوافقة مع ما يريدون هم؟
F A N T A S T I C يا برقاوى.. كفيت واوفيت.. ما قصّرت ما يقصرن ايامك.
نامل ولو بهدف ترابي
لماذا فاز بلاتر برئاسة الفيفا؟
السيد زهره
بالطبع، كنا نتمنى كعرب ان يفوز الأمير علي بن الحسين برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم ” فيفا”.
ولا شك ان خوضه المعركة بكل هذا الاصرار والشجاعة وتحت شعار التغيير، يستحق التقدير والاشادة رغم الخسارة.
الأمر هو بالفعل كما قال العاهل الأردني مخاطبا الأمير علي: “إن خوضك غمار المنافسة بهذه القوة هو مصدر فخر واعتزاز أردنى وعربى ودولى، كما أنه دليل على حرصك على تطوير هذه الرياضة الجماهيرية”.
في اعقاب اعلان فوز بلاتر، اعرب البعض، وخصوصا في الغرب، عن صدمتهم وخيبة املهم واحباطهم من النتيجة. سبب ذلك كما يقولون هو ان بلاتر فاز رغم الحملة الضارية عليه، ورغم كل قضايا الفساد في داخل الفيفا التي تفجرت مؤخرا.
والحقيقة ان فوز بلاتر رغم كل هذا، لم يكن امرا مفاجئا، بل كان منطقيا ومتوقعا. ولذلك اسباب كثيرة.
من المهم معرفة هذه الأسباب، على الأقل كي تكون درسا لأي مرشح عربي قد يفكر مستقبلا في المنافسة على هذا المنصب. وهناك بالفعل كما نتابع مرشحون عرب يفكرون او يخططون لهذا.
بالطبع، في مقدمة هذه الأسباب حقيقة ان بلاتر له 16 عاما على رأس الفيفا، بما يعنيه ذلك بالضرورة من علاقات وثيقة ممتدة مع اتحادات الكرة في العالم وخدمات كثيرة قدمها لها، وبما يعنيه ايضا من معرفته بخفايا لعبة الانتخابات وكيفية الحصول على اصوات الاتحادات.
وفي تقديري ان من الأسباب المهمة مبدئيا، انه منذ البداية يبدو ان الأمير علي حين اتخذ قرار ترشيح نفسه لم يحرص على ان ينسق مسبقا مع الدول العربية والدول الآسيوية ويأخذ رأيها ويضمن دعمها، على الرغم من انه من المفروض بداهة ان هذه الدول يجب ان تمثل قاعدة الدعم الأساسية له. الأمير فضل بدلا من هذا ان ينسق مع الدول الأوروبية وامريكا وان يراهن على دعمها.
ويبقى ان احد الأسباب الكبرى لفوز بلاتر، وعلى عكس مما يتوقع الكثيرون، هي الحملة الضارية التي شنتها منذ فترة طويلة امريكا والدول الأوروبية على الفيفا وعلى بلاتر شخصيا، وهي الحملة التي بلغت ذروتها في حملة الاعتقالات لقيادات في الفيفا عشية الانتخابات.
كما هو معروف هذه الحملة انطلقت بالذات وبضراوة في اعقاب فوز روسيا وقطر بشرف تنظيم كأس العالم في عامي 2018، و2022.
منذ تلك اللحظة انطلقت حملة الاتهامات للفيفا وبلاتر بالفساد، وبالقول ان رشاوى تم تقديمها كي تحصل روسيا وقطر على حق تنظيم البطولة.
هذه الحملة كانت منذ بدايتها حملة عنصرية بالأساس وتفتقد المصداقية.
ليس معنى هذا بالطبع ان الفيفا ليس بها فساد، بل هي غارقة فيه كما بات العالم يعلم.
لكن القضية هنا ان الدول الغربية وكل دول العالم تعلم انه لم يحدث اصلا ان حظيت دولة بتنظيم كاس العالم من دون رشاوى بشكل او بآخر. والرشاوى ليست مالية بالضرورة، وانما قد تكون رشاوى سياسية لا تقل سوءا وفسادا عن الرشاوى المالية.
فلماذا اذن، لم تثر امريكا واوربا كل هذه الضجة حول الرشاوى والفساد الا بعد فوز روسيا وقطر؟.
فعلت هذا لأسباب عنصرية بحتة، فهم يستكثرون على روسيا وعلى دولة عربية ان تفوز بهذا الشرف في مواجهة دول غربية مثل بريطانيا او امريكا.
أظن ان كثيرا من اتحادات الكرة في العالم استفزتها عنصرية هذه الحملة واثارت استياءها، ونظرت الى الحديث عن الفساد وعن الرغبة في تطهير الفيفا التي تحدثت عنها امريكا والدول الاوروبية باعتبارها حق يراد به باطل، وباعتبارها مجرد ذريعة يتخفون خلفها لتبرير موقف هو عنصري بالأساس.
ودول العالم تعلم تماما انه لو كانت بريطانيا او امريكا مثلا قد فازتا بتنظيم كأس العالم بدلا من روسيا وقطر، لما كان احد في امريكا واوروبا قد تحدث عن الفساد او انتقد بلاتر، بل بالعكس كانوا سيشيدون بالفيفا وبلاتر شخصيا ايما اشادة.
يرتبط بهذا مباشرة ما فعلته امريكا والسلطات السويسرية بالإقدام على اعتقال قيادات بالفيفا قبل الانتخابات بيوم واحد بتهم الفساد.
مرة اخرى، القضية هنا ليست ان هؤلاء غير فاسدين.
لكن القضية ان الرسالة التي فهمتها اتحادات الكرة في مختلف انحاء العالم هي ان امريكا تريد الانتقام من بلاتر ومن الفيفا، وتصورت ان بمقدورها اسقاطه في الانتخابات بالقوة والاكراه بهذه الطريقة. وقد تساءل الكثيرون بالفعل، لماذا انتظروا حتى ليلة الانتخابات كي يقدموا على هذه الخطوة؟
اظن ان ما فعلته امريكا استفز كثير من اتحادات الكرة في العالم، واتى بنتائج عكسية تماما، ودفعت هذه الاتحادات الى الاصرار على التصويت لبلاتر على سبيل التحدي لأمريكا واوروبا.
هذه في تقديري هي الأسباب التي قادت لفوز بلاتر.
ملحوظة على الهامش: كثيرون من الساسة والمسئولين في امريكا واوروبا انبروا فور اعلان النتيجة بالحديث عن ” اليوم الأسود” وعن ” الكارثة” وعن ” النتيجة الملعونة” وما شابه ذلك من تعبيرات. هؤلاء ينتمون الى دول تصف نفسها بأنها دول ديمقراطية عريقة. الم تكن هذه انتخابات ديمقراطية حرة، وعبرت نتيجتها عن ارادة عالم كرة القدم؟.. فلماذا اذن لم يحترموا هذه الديمقراطية وهذه الارادة؟.. ام ان الديمقراطية تكون جميلة وعظيمة اذا اتت فقط متوافقة مع ما يريدون هم؟
F A N T A S T I C يا برقاوى.. كفيت واوفيت.. ما قصّرت ما يقصرن ايامك.
نامل ولو بهدف ترابي