للكتابة .. أوجاع … ولكنّها قدر ..

أحزن كثيراً حينما يغيب عن صفحات يومنا ولو قلم واحد من الذين تعودنا على مطالعة حروفهم ..إتفقنا مع ما يكتبون أو اختلفنا .. فتباين الأفكار والرؤي وطريقة التناول أو حتى تفاوت أسلوب الكتابة ، فذلك يزيد من ألق الصفحات لأنه يكسبها تنوعا يرضي قطاعات واسعة من القراء الذين يختلفون في أمزجتهم وثقافاتهم النقدية.
نعم الكتابة مع أنها فن رفيع له متعته في نفس الكاتب محترفاً كان أو هاويا..ولكّن لها وجعها المزدوج بين القدرة على المداومة..وتعب الابتعاد عنها ، ومن واقع التجربة الذاتية فان الكاتب يصبح في كثير من الأحيان مشدودا بين واجب الشأن الوطني العام وبين همه الخاص ، لاسيما في الغربة التي تضيف الى مأساته بعداً آخر في الصراعات النفسية وشرود الفكر وتشتته وهو يعبر لاهثاً طريق السفر اليومي على اقدام الذهن المجهد من عذابات الذكرى التي تحفر جروحاً عميقة في الدواخل !
نفتقد شريفة شرف الدين..منذ مدة..ويغيب خالد عويس ولنا مهدي دون سابق إنذار ..وحتى تهويمات وسيناريوهات ثروت قاسم ..بتنا نفتقدها
ففيها تنشيط لخيال الاستشراف وإن كان يبالغ قليلاً فذلك لا يقدح في سعة أفقه !
وآخرون دخلوا من بوابة الراكوبة ولكنهم لم يستظلوا طويلا ..برغم نبوغ مساهماتهم وعلى قلتها!
ولئن ذكرت البعض داعيا طلتهم البهية للعودة، فليس ذلك حصراً وإنما هو مثالٌ فقط لتحفيزرجوع من لم أذكرهم ولم يسقطوا عن ذاكرتي مثلما هم متربعون في مخيلة معجبيهم من الذين قرأوا لهم ويفتقدونهم مثلي بل أكثر !
فكلنا في الهم والأمال العراض نستقبل قبلة السودان الجريح الذي نأمل أن يكون في سنان أقلامنا التي نصوبها على من تسببوا في أذيته ..بعض ترياق شفائه في القريب العاجل من كل علله التي طالت على جسده ، وأطالت غيابنا عنه أجساداً ..وتزيد في كل لحظةٍ تأجج نيران الشوق في الأرواح المفعمة بأسى الفراق..!
نسأل الله أن يجمعنا على صعيد الفرح القادم لا محالة على أرضه الطيبة.. مثلما نتمنى أن لايفارق صفحات يومنا من خلال راكوبتنا الظليلة أىٌ من الأقلام التي نعول على مساهمتها في تحقيق شفائه بأمر الله .. انه المستعان.
وهو من وراء القصد..
محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]
معدنك أصيل يا أستاذنا برقاوي ربنا يطراهم بالخير وإنشاءالله المانع خير.
نسيت معاوية حسن يس
ما أعظمك يا برقاوي
مقالاتك في الصميم بمثل هذا الألق و الأسلوب الخلاب هي التي تجعلنا نتنفس و نقول إنّ لدينا حملة مشاعل تضئ لنا عتمة الطريق.
شكراً لك و كفى.
حياك الله استاذ برقاوي بهذا القول الجميل قولك هذا جعلني احس ان احدا فتح صالون منزله بعد ان فرشه بكل انواع الزهور احمرها واخضرها واصفرها ودعا ضيوفه للاستظلال تحته باسما في وجههم لله درك . تعرف كما يعرف الجميع ان الراكوبة متسع للجميع للبوح بما في انفسهم وتنفس الصعداء وهي ارادت ام لم ترد قصدت ام لم تقصد جعلت من صفحاتها عاملا جاذبا لوحدة السودان وكابحا لاندياح الحس العنصري الذي ارادت الطغمة الحاكمة عن طريقه ان تسود وتطيل من امد حكمها الظالم .. مره اخرى احييك ولمثلك نقرأ ولامثالك نقفز كل صباح لتلتقي اعيننا بصفحات الراكوبة الفسيحة حياك الله