مقالات سياسية

(سيبني في عز الجمر)..

بالله أرجوك لا تبكِ.. حاول أن تتماسك وأنت تقرأ هذه السطور.. في صباح يوم الأحد 25 مايو سنة 1969 عزفت إذاعة أم درمان المارشات العسكرية.. ثم أذاع العقيد جعفر محمد نميري البيان رقم واحد.. في أول سطر منه قال إن البلاد مرت عليها (13) سنة منذ الاستقلال (لم تنعم بالاستقرار)!، الآن مرت كم سنة.. (61) سنة ونصف.. ولا تزال (الساقية لسه مدورة).

سأكمل لكم الفقرة الأولى من بيان العقيد جعفر نميري.. بالله حدقوا في هذه الكلمات جيداً.. يقول نص البيان:

(إن بلادنا الحبيبة لم تنعم بالاستقرار منذ إعلان استقلاها في عام 1956، وكان ذلك مرده سلسلة من المآسي تضافرت فيها عوامل الفساد، وذلك من الأحزاب المختلفة التي تسلطت على مقدراتنا؛ فتحول الاستقلال في أيادي حكوماتنا المتقلبة إلى مسخ قبيح.

ونظرة فاحصة إلى الأقطار التي نالت استقلالها بعدنا كفيلة أن توضح مدى التقدم الذي حققته تلك الأقطار في كافة المجالات.. ولم يكن ذلك بسبب سبقها في العلم والمعرفة، أو تخلفنا عنها في وضعنا الاقتصادي، لكن لأنه تولى أمرها منذ استقلالها رجال آمنوا بوطنهم إيمانا صادقاً.. أما نحن في السودان فظللنا نسير إلى الوراء؛ لأنه تحكمت فينا أحزاب عجزت عن إدراك مفهوم الاستقلال، وكأن الاستقلال في نظرهم علماً، ونشيداً، وشعارات، ومؤتمرات، لا وسيلة لتغيير حياة الأمة، وإسعاد أبنائها).

بعد كل هذه السنوات العجاف الطوال منذ أذاع نميري بيانه ذلك.. لا يزال سوداننا في نفس المكان (والحال ياهو ذاتو الحال).. فهل المشكلة- فقط- في غياب (رجال آمنوا بوطنهم إيمانا صادقاً..)- على حد نص البيان؟.

في تقديري حتى أولئك الشباب الذين لم يبلغوا بعد سن الثلاثين حينما نفذوا انقلابهم في مايو 1969 كانوا مؤمنين بوطنهم، وعازمين على إصلاح الحال، وكذلك مدبري كل الانقلابات الناجحة والفاشلة- أيضاً- كلهم كانوا صادقين في إيمانهم بوطنهم.. لكن?

المشكلة ليست في الرجال أو حتى الأحزاب.. بل في أن وطناً وُلد وشب وشاب.. حتى الآن بلا (رؤية) أو هدف.. وطن يعيش شعبه (يوميات) تسوقه رياحها حيث تسوقه بلا خطة وبلا وعي.

حاولت قدر جهدي تبيان ذلك في كتابي (كيف أضاعوا السودان.. عشر مخازٍ سودانية)؛ لأثبت أننا نعيد (تدوير) فشلنا وأخطائنا.. تحكمنا مفاهيم عرجاء لم ولن تحملنا إلى حيث آمال وطموحات شعبنا (المكتول كمد).

باختصار- الحل ليس في حكومة (وفاق وطني)، ولا في انتخابات قادمة مهما غيرت فهي لن تغير العقلية التي ظلت تحكم السودان.

الحل في إعادة هيكلة السودان.. وكأننا نولد من جديد.. لا أقصد إلغاء التأريخ والماضي.. بل بناء (رؤية)، واستنباط (مفاهيم) جديدة.

هذا، أو سيأتي بعد مئة عام.. بيان أول يقول إن السودان لم يجد رجالاً (آمنوا بوطنهم إيمانا صادقاً..).

التيار

تعليق واحد

  1. الآن مرت كم سنة.. (61) سنة ونصف.. ولا تزال (الساقية لسه مدورة). انهاء ازمة الهوية السودانية.

    جل السودانيين وطنهم دينهم وعروبيتهم وليس ارضهم.

    السودان ارض بلا شعب كما قال هيكل.

    لهذا يضمع فيها المصريين منذ امد بعيد وبدأ الصراع بين الخليجيين والاثيوبين والمصريين عليها.

    المصريين يعتقدون أن السودانيين عارضين ارضهم للبيع وأنهم احق بالسودان لانهم يملكون الثمن واولى بها بحق الجيرة والشفاعة.

    سوف يذهب السودانيين السعودية وطن الاسلام والعروبة عسى ولعل ان تمنحهم السعودية الجنسية من المطار ليكونوا كاملي الهوية.

    هذا هو وضعنا ومبروك على مصر ارض بلا شعب فهم من يستحقها ويحافظ عليها.

  2. حتي الان لم يستقل السودان بالمعني الحقيقي وكلما أتت ديمقراطية جاء العسكر هنالك من لايزال يعيش في الحقبة الاستعمارية ذهنيا والتي تفيد انه اي شعب اي شعب يمكن السيطرة عليه بالسلاح و حكمه أطول فترة ممكنة هذا ما فهمه العسكر اللاوطنيين .

  3. من 56 إلي اليوم لا يوجد أسوأ من حكومة الاخوان المسلمين دمرو كل شئ بالصالح العام والتمكيين والسرقة والفساد والكذب دمرو المواطن بعد رفد انسان كثر من وظائفهم . وشيخهم الترابي ومقولته الشهيرة قال لهم جيبو عاليها واطيها وفعلا السودان اصبح لاشئ .

  4. مافي شاب كده قلبو حار زي الامير محمد بن سلمان ده يضع رؤيه واضحه بمعدل زمني تصلح حال هذا البلد المنكوب بالحرووب والصراعات وخطه للاستفاده من امكاناته الكثيره في المعادن والزراعه انظر يا شيخ عثمان لشركه كا سوداتل ناجحه بعقليات شبابيه لكن اذا تابعت كل ما يحدث بدوواوين الحكومه تشاهد اشخاص اكل الدهر وشرب باعمارهم وافكارهم لا بد من تولي شباب جدد متعلمون حديثا علي شاكلة الشاب احمد مخترع الساعة الامريكيه عايزين العقول الموجوده الان وتبني وتتطور بالخليج ان تاتي وتعود لبنا هذا البلد هذا هو الحل ولا مخرجات ولا مدخلات غير كده انسا حا تكون الساقيه لسع مدوره

  5. يا كبير الباشمهندسين.. “الحال سيظل ياهو نفس الحال ,, وتبقى فى جوّاكم صدى الذكرى .. وبين الذكرى والنسيان مسافه قريييبه ايها الناس”.. دا طبعن بعض من كلام الشاعر التجانى اخو اسماعيل ( بجامع الطريقتين)
    * اما الخليل بن احمد فقد افتى ان الحال منذ القِدَم كان ولآ يزال ويظل منصوبا.. والسودانيون بيقولو ان الحال مرّات مرّات بيقيف .. والراحل عبدالله الطيب كان يقول ان النصب والوقوف “صِنوان”!
    *نرجع لكلامك اتْ ..خطاب اب عاج اخونا سنة 1969 وخطاب الترابى بعد عشرين سنه + شهر وخمسة وتلاتين يوم حملا نفس الملامح والشبه..وكان ما تمخّض عنهما “بعثرة اهل السودان فى كل وادى” بس خطاب 89 زاد علي بتاع 69 انه ادخل اهل السودان اعلى الفراديس وهم احياء شافو” ما لا عين رأت واستمعوا الى ما لآاذن سمعت وورّاهم كل جديد ما كانش على بال”ولا خطر على قلب بشر”.. فقدعقد على شبابهم عقدة النكاح على الحور العين (مُتعة او مسيار واستبضاع) تحت طلال الغمام وبين تكبير “الدوح” وتلقى القرود الالغام! فضلا عن نواح الوزراء!
    *بس يعنى عبارة “الحل فى اعادة الهيكله” ارجعتنا (27 سنه)الى سنة “تهتدون” عندما خرج الحبيب الرمز لأعادة هيكلة التجمّع الديموقراطى (لو حاولت تتذكر!)..
    *و”طبعن وبرضو وحيث انّو وعن كونو الحال بعد عشرين حجّه كان ايّاهو نفس الحال .. بس ان شاءالله ينعدِل بعد “الاربعين” رغم انّو الاحزاب “زادت عدد.. والسودان لحق امّات طه”..خلينا نتفاءل بسماع خطاب “عرش” يخلّى الحكايه تكون”صفرجت”.وزى ما قال احد سفراء الانقاذ فى دولة اُعلِن دنو عذابها.. تصوّروا آل ايه ي قدعان !آل”الانقاذ دى لو ما “كانتش قت” ما كانش يكون فى حاجه اسمها “سودان”!

  6. الآن مرت كم سنة.. (61) سنة ونصف.. ولا تزال (الساقية لسه مدورة). انهاء ازمة الهوية السودانية.

    جل السودانيين وطنهم دينهم وعروبيتهم وليس ارضهم.

    السودان ارض بلا شعب كما قال هيكل.

    لهذا يضمع فيها المصريين منذ امد بعيد وبدأ الصراع بين الخليجيين والاثيوبين والمصريين عليها.

    المصريين يعتقدون أن السودانيين عارضين ارضهم للبيع وأنهم احق بالسودان لانهم يملكون الثمن واولى بها بحق الجيرة والشفاعة.

    سوف يذهب السودانيين السعودية وطن الاسلام والعروبة عسى ولعل ان تمنحهم السعودية الجنسية من المطار ليكونوا كاملي الهوية.

    هذا هو وضعنا ومبروك على مصر ارض بلا شعب فهم من يستحقها ويحافظ عليها.

  7. حتي الان لم يستقل السودان بالمعني الحقيقي وكلما أتت ديمقراطية جاء العسكر هنالك من لايزال يعيش في الحقبة الاستعمارية ذهنيا والتي تفيد انه اي شعب اي شعب يمكن السيطرة عليه بالسلاح و حكمه أطول فترة ممكنة هذا ما فهمه العسكر اللاوطنيين .

  8. من 56 إلي اليوم لا يوجد أسوأ من حكومة الاخوان المسلمين دمرو كل شئ بالصالح العام والتمكيين والسرقة والفساد والكذب دمرو المواطن بعد رفد انسان كثر من وظائفهم . وشيخهم الترابي ومقولته الشهيرة قال لهم جيبو عاليها واطيها وفعلا السودان اصبح لاشئ .

  9. مافي شاب كده قلبو حار زي الامير محمد بن سلمان ده يضع رؤيه واضحه بمعدل زمني تصلح حال هذا البلد المنكوب بالحرووب والصراعات وخطه للاستفاده من امكاناته الكثيره في المعادن والزراعه انظر يا شيخ عثمان لشركه كا سوداتل ناجحه بعقليات شبابيه لكن اذا تابعت كل ما يحدث بدوواوين الحكومه تشاهد اشخاص اكل الدهر وشرب باعمارهم وافكارهم لا بد من تولي شباب جدد متعلمون حديثا علي شاكلة الشاب احمد مخترع الساعة الامريكيه عايزين العقول الموجوده الان وتبني وتتطور بالخليج ان تاتي وتعود لبنا هذا البلد هذا هو الحل ولا مخرجات ولا مدخلات غير كده انسا حا تكون الساقيه لسع مدوره

  10. يا كبير الباشمهندسين.. “الحال سيظل ياهو نفس الحال ,, وتبقى فى جوّاكم صدى الذكرى .. وبين الذكرى والنسيان مسافه قريييبه ايها الناس”.. دا طبعن بعض من كلام الشاعر التجانى اخو اسماعيل ( بجامع الطريقتين)
    * اما الخليل بن احمد فقد افتى ان الحال منذ القِدَم كان ولآ يزال ويظل منصوبا.. والسودانيون بيقولو ان الحال مرّات مرّات بيقيف .. والراحل عبدالله الطيب كان يقول ان النصب والوقوف “صِنوان”!
    *نرجع لكلامك اتْ ..خطاب اب عاج اخونا سنة 1969 وخطاب الترابى بعد عشرين سنه + شهر وخمسة وتلاتين يوم حملا نفس الملامح والشبه..وكان ما تمخّض عنهما “بعثرة اهل السودان فى كل وادى” بس خطاب 89 زاد علي بتاع 69 انه ادخل اهل السودان اعلى الفراديس وهم احياء شافو” ما لا عين رأت واستمعوا الى ما لآاذن سمعت وورّاهم كل جديد ما كانش على بال”ولا خطر على قلب بشر”.. فقدعقد على شبابهم عقدة النكاح على الحور العين (مُتعة او مسيار واستبضاع) تحت طلال الغمام وبين تكبير “الدوح” وتلقى القرود الالغام! فضلا عن نواح الوزراء!
    *بس يعنى عبارة “الحل فى اعادة الهيكله” ارجعتنا (27 سنه)الى سنة “تهتدون” عندما خرج الحبيب الرمز لأعادة هيكلة التجمّع الديموقراطى (لو حاولت تتذكر!)..
    *و”طبعن وبرضو وحيث انّو وعن كونو الحال بعد عشرين حجّه كان ايّاهو نفس الحال .. بس ان شاءالله ينعدِل بعد “الاربعين” رغم انّو الاحزاب “زادت عدد.. والسودان لحق امّات طه”..خلينا نتفاءل بسماع خطاب “عرش” يخلّى الحكايه تكون”صفرجت”.وزى ما قال احد سفراء الانقاذ فى دولة اُعلِن دنو عذابها.. تصوّروا آل ايه ي قدعان !آل”الانقاذ دى لو ما “كانتش قت” ما كانش يكون فى حاجه اسمها “سودان”!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..