أضعـفُ الإيمـان يا حـاتم السر لا يكفي

بسم الله الرحمن الرحيم
أضعـفُ الإيمـان يا حـاتم السر لا يكفي
عروة علي موسى
[email protected]
عاتبني الكثيرون ـ ممن قابلني أو اتصل بي ـ على عدم تفريقي ما بين موقف ( مولانا ) المشارك ، وبين موقف ( الحسن ) و( حاتم السر ) الرافضين لهذه المشاركة …
إليهم أقول نحن لا نشكك في وطنية أحد ، ومثل هذه المواقف تسعدنا وتثلج صدرنا ، ولكن الوضع لمولانا ( الحسن ) ومرشح مولانا لرئاسة الجمهورية ( حاتم السر ) جُد مختلف ، فهما يمثلان شخصيتين مهمتين سواء في التنظيم أو جماعة الختمية ، وعليه فإن مجرد الشجب والاستنكار لا يكفيان بل لا بد من موقفٍ واضحٍ ومحددٍ يفصح فيه هؤلاء تبرأهم من مولانا ، واعتباره خارجاً على دستور التنظيم ومخالفاً لرأي القواعد التي حددت موقفها ( بلا وفاق مع النفاق ) وأما أن يكون مولانا ( الحسن ) وحاتم السر مستمران في حفظ الود القديم ويعتبران أن مولانا بما اقترفت يداه لا يزال هو الأمل المرتجى ، وهو القائد المفدى ، والرئيس الذي لا تعصى له كلمة ، فهذا والله ضحك على الذقون ومحاولة بائسة لبيع الماء في حارة السقايين ، ولن تفوت على الإنسان العادي ناهيك على من نزروا النفس دفاعاً عن متكسبات الحزب وقضايا الوطن ..
ما نحتاجه من هؤلاء ـ الذين تظنون أننا ظلمناهم ـ فقط موقف شجاع وساعتها سنكون من المدافعين عنهم ، والشاكرين لهم على حسن صنيعهم ، ويجدر بنا أن نقدمهم في الفترة الحالية للقيادة والريادة طالما أنا أصبحنا كلنا في الهم شرق ، فحن لسنا طُلاب سلطة ولكننا أصحاب دعوة للإصلاح ما استطعنا ..
أما أن يكون موقفهم مشوب بالضبابية وعدم الوضوح (عصا قايمة وعصا نايمة ) فهذا مرفوض ، فإن آمن هؤلاء بألا قداسة مع السياسة ، فهم منا ( آل الإصلاح ) ..
فليعلم هؤلاء أن مولانا ـ عندنا ـ مضى إلى حال سبيله ، وتبعه آخرون ، وأصبحوا شركاء في حكم شمولي يمارس الإقصاء وكبت الحريات وتكميم الأفواه ، وقتل الأبرياء ، ويُحل الاحتكار ، ويبيع الريال والدولار ، فتلك ثلة من الخارجين اختلطت بثلة من الفاسدين وامتزجتا معاً كامتزاج الماء بالماء والزيت بالزيت .. فلا فرق أصبح بين من ظل مجرماً لمدة 22 عاماً وبين من جاء اليوم ساعياً برجليه راضياً ليلحق بسفينة القهر والسلب والخراب مدنساً ما مضى من شرف حياته ، و مخالفاً لما جاء بدستور تنظيمه الذي يدله على طريق الحياة الإنسانية الحقة ، ويحثه على التصدي بجسارة وصلابة لكل أشكال الحكم الديكتاتوري والعمل المتفاني لتحقيق الوحدة والديمقراطية والسلام في ربوع بلادنا ، ورامياً وراء ظهره توسلات قواعده التي تبنت قرار عدم المشاركة ، وهي تذكره بما جاء في المادة (3/هـ) من أهداف الحزب التي نصت على : ( رفض كافة أشكال الحكم الديكتاتورى والشمولي عسكرياً كان أم مدنياً والتعهد بالنضال ضد أي نظام يسلك ذلك المنحي ومقاومته بصلابة وتصميم ) .
كيف أصبح أعداء الأمس أصدقاء اليوم ؟! ومولانا ربما ذاكراته لا تعي ما كان يضمره له هؤلاء الناس ولكل ما هو صوفي ، فسعوا إلى محاربة ذلك بكل ما أوتوا من قوة ، ولكن مولانا ـ ربما ـ بسر الأنوار الشعشانية هُدي إلى صراط ظنه مستقيم ،فضل الطريق ، وقادته مصالحه الذاتية إلى بؤرة الفساد ، واستدرجه أصدقاء اليوم الحاقدين قائلين له : ما لك تأمنا على ( جعفر ) وإنا له لحافظون .. أشركه معنا يرتع ويلعب بالقصر ليحدثنا عن سر إنهاء الحرب ( بشمال كردفان ) ، ويأتينا بدعم دول الخليج ..
فقال لهم مولانا .. والله لن أشركه معكم حتى تؤتونني موثقاً بأنكم ستردون عليّ ما أخذتم من أموال وممتلكات ، وعليها ربح كثير ..فأعطاه القوم موثقهم .. وبضعاً من وزارات هزيل …
خرج مولانا ولن يعود .. ولن يعود من اقتفى أثره ومشى خلفه .. وباع قضيته .. وتنكر لجماهيره ولقواعده فكان حرياً به أن يهلك ، وأن نسعد نحن بهذا الهلاك ، فقد ( ذهب الحمار بأم عمر فلا رجعت أم عمر ولا رجع الحمار ) … نسعدُ لا تشفياً ولكن بشرى بقادم الأيام من بناء تنظيم يقوم على حرية الفرد وديمقراطية التنظيم وحكم المؤسسة .. حيث لا وصاية ولا ( تكايا ) ولا سلطة فرد ولا تحكُّم مال .
هذه هي دعوتنا ، وهذه هي قضيتنا ، فمن اتفق معنا فيها فهو منا .. لا حجراً لرأي وتعصباً إليه ، ولكن تذكيراً بأن رأيك محل احترامنا وتقديرنا ، ولكن لن يكون من سار على هواه مخالفاً لقواعد وجماهير التنظيم وفكر التنظيم ودستوره بمنأى عن نقدنا مهما كان شأنه ، فنحن في الوطن لا نجامل …
( اجعل نضالك مثل ساقية الجروف
تقتادها الثيران مغمضة العيون
لا شيء تبصره
إلا الحنين في هدأة الليل يطوف
الفجر تنساب المياه علي الحقول
فهل..
درت هذه العميان ما قامت به رغم حالكة الظروف ؟!)
ألهم هل بلغت ألهم فأشهد …
شكراً الاستاذ/عروة علي موسي ، علي هذا الموضوع والكلمات المعبرة عن ما يجيش بخاطر كل اتحادى اصيل وشريف ( اذا كان رب اهل البيت بالدف ضارباً فشيمت اهل البيت الرقص والطربي ) ولكن نحن أهل البيت لن نرقص وعلينا تنظيم أنفسنا وراء نائب رئيس الحزب الاستاذ/ علي محمود حسنين ، ونستمر في النضال والكفاح الي أسقاط هذه العصابة ، ونعتبر مولانا الميرغني راح في حق الله وتغمده الله برحمته الواسعة 0