نعم السيسي (جزار ) ولكن ممن تعلم ولماذا يا سنوسي ..؟

محمد عبد الله برقاوي

الشيخ ابراهيم السنوسي أحد قيادات المؤتمر الشعبي وقد سبق أن أعيد من مطار القاهرة ظناً من السلطات هناك أنه الدكتور حسن الترابي شخصيا ًفي مرحلة ماقبل الثورة حينما كان الرئيس المصري المخلوع يطلق سخريته المعهودة .. مقراً بأن الرئيس البشير رجل غلبان جل ما يرضيه أن يخطب في الجماهير ومن ثم رقصني يا جدع .. ولكن الترابي هو الثعلب و الكلام لحسني باشا ..!
أوجه الشبه بين السنوسي و شيخه لم تقف عند الشكل الخارجي الذي يتقمصه الرجل في كل حركات وسكنات قدوته بل تعدتها الى التقية والنفاق و إتخاذ الذكاء أداة مدمرة لبنية السماحة الدينية وتفتيت التماسك الإجتماعي وتمزيق القيم الأخلاقية السياسية إن كان لازال في السياسة أخلاقاً .. فالرجل يبدو لي من سلوكه أنه مستنسخ من صفحة شيخه ..الذي خرج علينا أخيراً بتصريح ظنه سيكون فرقعة تغطي على فضيحة شردة جنوب أفريقيا .. فاشاد الشيخ الترابي بالدواعش وقال أنهم أفضل الخيارات المطروحة لإقامة الخلافة المتوهمة !

أما السنوسي الذي يمثل صوت سيده .. ومنذ سقوط الإخوان في مصر وحينما غربت شمسهم التي لم يغتنموا فرصة سطوعها في تنوير الطريق الى ديمقراطية حقيقية ترسخ ثقة من إنتخبوهم فيهم ولكنهم أرادوا أن يحرزوا هدف التمكين و يختتموا مباراة الهيمنة السياسية في الحكم المستدام و بالتالي استعداء المجتمع منذ الدقيقة الأولى حتى ضجت المدرجات بالصفيرفيها ولم تمهلهم للعب كثيراً بكرة الدولة الأكبر في محيطنا الإقليمي بل هتفت باعلى صوتها داعية إياهم الى الخروج فوراً فأستجاب حكم الساحة و أخرج لهم البطاقة الحمراء !

منذ تلك اللحظة وابراهيم السنوسي يحاول إخراج المظاهرات الهزيلة في الخرطوم مندداً بما يجري في مصر من مذابح في رابعة والنهضة وسيناءومتباكياً على محاكمات مرسي وجماعته التي لم تنفذ بعد .. .. لكنه وحتى أثناء قلبهم ظهر المجن للإنقاذ التي ركلتهم في المفاصلة المصلحية وليست المبدئية إياها لم نسمع له ولو صوتاً هامسا يندد بالذين يموتون في السودان بايد سلطة الإنقاذ سواء حرباً أو غدراً وهم أضعاف الذين سقطوا في مصر منذ حرب 1973 ولم نسمع له إعتذاراً واحداً عما إقترفه هو شخصيا على الأقل بصمته حيال مجازر التمكين التي شردت وقطعت من الأرزاق بالقدر الذي هو اشد من قطع الأعناق .. ولم نسمع له إعترافاً بأن بيوت الأشباح قد سفكت من الدماء و أزهقت من الأرواح في الخفاء أضعاف مجازر السيسي التي يغلفها بصبغة القضاء الذي يقيم المحاكم العلنية التي تفضح مخازي جماعتهم الذين ينوحون على طهرهم ونقاء سياساتهم وهي على الأقل وإن كنا نقر بدثارها السياسي وما فيها من إنتقام الغبن ولكنها على الأقل محاكمات فيها قضاة وصحائف إتهام وممثلو إدعاء و محامون للمتهمين و تمر بكافة قنوات التقاضي ومراحل النظر من الإستئناق والنقض بل ولدى حاكم البلاد أحقية التخفيف عن المتهمين وهي ليست كمحاكمات ابراهيم شمس الدين التي كان قاضيها هو وجلادها وصحيفة إتهامها الخوف و محاموها إستجداء امهات ضباط رمضان اللائي ركلهن بأخماص البنادق التي حصدت أرواح البعض عاجلا بينما أسلم بعضهم الأرواح وهم تحت التراب .. فاين كانت نخوة شبيه الشيخ الذي نادى بإعتقال البشير مرارا في ساعة تصفية الحسابات بينما صمت الآن صمت القبور حيال ملحمة نجومية جنوب أفريقيا الأخيرة التي ينسب الحق الأدبي في إجتراح مقولتها لناعم الدبلوماسية الدامعة البروفيسور غندور !

الم يسمع السنوسي بضحايا محارق ارفور التي اشعلها حزبه نكاية في الإنقاذ .. ولم يستغفر حيالها الله لاهو ولاشيخه الذي سخر من مقولة صنيعته بضرورة فرحة الغرباوية إذا ما أرتادها الشريف .. وهو يتلوى باياد حقده وجسد مكره في غمرة تسخينه طار الجنائية التي صمت عنها اليوم حينما إقتربت يدها ممن كان يسميه سفاحا ً ومجرما ..حتى الأمس القريب .. فماذا يسميه الشيخ و صداه المسمى السنوسي اليوم ؟

فالظلم هو الظلم في كل مكان والعدل قيمة مطلقة وصف بها الرحمن ذاته العلية وهي لا تتجزأ في السودان لينادي السنوسي باخذها كاملة في مصر ..نعم السيسي كان سفاحا وجزاراً ولكنه تعلم من تجربتكم التي اردتم أن تطبقوها على مصر التي هي ليست كالسودان الذي يعمل أهله بطيبة عفا الله عما سلف .. الرجل إنقلب على ديمقراطيتكم التي اردتموها سرجاً على ظهور المصريين فأنتفضوا عليكم قبل دلدلة الرجلين ولم يعطوكم الفرصة مثلما فعلنا نحن هنا فصرنا بلداً مسخاً يتبرا منه أبناؤه تاركين ترابه لكم لتعبثوا به والذين طأطأوا الرؤوس من الداخل فلأنكم هزمتوهم بالجوع و التشريد و الذل والسلاح وليس بالفلاح أو قوتكم الفكرية الذاتية !
فلئن كان السيسي جزاراً فقد إختار لشعبه اقل الضررين إما الذبح السريع الذي يريح وإما التعذيب بسكين غبائكم الثلمة التي تتشفى ولا تقتل إلا بعد أن يتصفى دم الضحية وهو يرفس تحت أحذيتكم المدنسة ببيع الثرى .. وقبضة أياديكم الملطخة بكل دم بريء ومالٍ حرام!
فوالله إن التجارب علمتنا أن نرفع القبعة لكل حاكم مخلص بغض النظر عن منطلقات فكره طالما أنه يحترم إرادة شعبه ويأتي صاعداً بها الى سدة الحكم وقد فعلناها لأردوغان الذي قفز ببلاده الى مصاف الكبار ولكننا خفضناها بالمقابل حينما قال له شعبه بالأمس القريب .. لالالا ..قف عند حدك وقد أراد ان يغذي متون دستور تركيا العريق بجيينات التمكين الذاتي لسلطتة.. وكذلك بالمقابل ..فإننا نبغض كل متسلط إن كان سيسياً أو بشيرا أوداعشيا أو حماسيا أو حتى يساريا أو من أي صنف كان .

فللحرية لونها الذي لا يتتبدل و للديمقراطية طعما لا يتحور و للديكتاتورية ظلمها الذي لن يصبح إنصافاً وقبحها الذي لن تجمله مساحيق الصناديق منتهي الصلاحية ولاالتزلف المهين ..ففي بلدك السودان يموت الناس ويجوعون و تزور إرادتهم و يشردون ويظلمون في رابعة النهار و أهل فكرك يجاهرون بالفساد و يهزئون من العباد ..وأنت ترى ما هو أبعد من أرنبة أنفك ببصر الباطل و تغض طرفك عن الحق إن كان فيك من البصيرة شيئاً وهو بين حاجبيك وأنت تعقدهما دهشة لما يجري في مصر لجماعة لو انها أحكمت العقل وأقامت ميزان العدل لما وجد السيسي موطيء قدم واحدة في الميادين التي خرجت جموعها ضد رئيسهم المنتخب شرعا وهذه حقيقة ولكنه منتخب منكم ومن بقية الشعب الذي فضل المغول على الفلول جاء مكرهاً برجل كان في اكثر حالات الإنصاف أن يوصف بانه كاتب الدولة الذي يتلقى التعليمات من مرشد المقطم .. مثلما كان بشيرك ياخذ اوامره من شيخك الذي هزمه ذكاؤه في التغلب على الصنم الذي بناه بيديه ..على غير ما فعل السيسي مسنوداً بدفعة الشارع وقد رموا بالمغول وقالوا ما أحلى العودة الى الفلول .. فما الذي يجبرالانسان المضطر على شرب المر إلا الأمر منه يا سنوسي الإنقلاب السابق لإنقلاب مصر بربع قرن بل هو قرن كامل حاد الطرف غرستموه في خاصرة الوطن مسموما .. وهذا ما حدا بالسيسي الى إختيارمضاء الطريق التي ساق اليها مصر وشعبها خوفاً من ناركم التي أحرقت الأخضر في كل مكان ولم تبقِ لكم حتى أنتم ستر عورةٍ في أي جزءٍ من جسد تنظيمكم المتقيح الجروح .. فأحصدوا مازرعتم من شوك ستمشون فوقه طويلا.. اللهم لاشماتة !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أبا ماهر لقد هتف أحد راكبى صوانى الحركه بالأبيض (عليه الرحمه)فى وجه السنوسى :أبو رقيع جنك بيع ،،،وكان حينها واليآ على كردفان وأفرط فى بيع كل الميادين والمساحات الخاليه،،الا يشبه فعلآ أبو رقيع الكبير الذى يتقمص حركاته؟؟؟؟

  2. لا يا أخ برقاوى أختلف معك .. السيسى حقيقة لم يكن وفيا لشعب السودان ، لكنه ليس جزارا، فمن قتلت قوات الجيش والشرطة المصرية، عير (الأخوان) المسلمين وعددهم 400 لأنهم اختاروا ذلك الطريق والعنف والأرهاب، الا تقتل امريكا فى كل يوم عددا من الدواعش والقاعدة، الا يستأهلون ذلك فهل هذا ارهاب وجزارة، وما هو الفرق بين الدواعش والأخوان المسلمين الا يعتمدون على نفس النصوص التى تقتل الآخر.. هل قرأت دستور (الأخوان المسلمين) الذى تأمروا على اخراجه بعد القرار الدستورى الذى اصدره مرسى وجعل من نفيه (الها) .. هل رأيت ما فعلوه بضباط الشرطة والناشطين … يا اخى اذا حدث فى السودان أن تحركت الوطنية فى صدر ضابط سودانى وقاد الثوار للتخلص من نظام (الأخوان) وأصروا على قتل انفسهم برفضهم ألأنصياع لثورة الشعب ومقاومتها بالقوة، هل نعتبره (جزارا)، لو كان الأمر كذلك فلماذا نعارض النظام ولماذا نعمل على تغييره؟ وهل كان المطلوب من (السيسى) أن ينتظر حتى يتم التخلص من 4000 قاض وأن يرى الجيش المصرى فيه مليشيات وجنجويد وأن تصبح (سينا) دولة منفصله عن مصر .. يا اخى خذوا المواضيع بعقلانية وفكر وتأمل فما كل علبة سم كتب عليها من الخارج عسلا، تعتبر عسل.

  3. اذا لم يكمل الرئيس المصري السيسي مهمته باجنثاث كامل تنظيم الاخوان المسلمين في كل ارجاء الوطن العربي بما فيها السودان فاي فئة من هذا التنظيم يبقى بعدقطع الراس بمصر فانهم لديهم خاصية التكاثر بالانشطار مثل الاميبيا
    الشعب السوداني يتطلع نحو السعودية والخليج ومصر ان تتجه نحو السودان لاجتثاث ماتبقى من خلايا الاخوان المسلمين التي تحاول لبس اقنعه لتخفي حقيقتها

  4. اصبت مقتل وان كان الاخوان ينسلون من الاسلام كما ينسل السهم من الكنانة لان الاسلام ليس فيه دولة لا في القران ولا السنة وان الانسان في القران منذ ان خلقه الله سبحانه وتعالى خلق معه الحرية والسلطة حتى يكون ذلك واضحا في سورة الاسراء لقوله تعالى ” ولاتقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه “سلطانافلا يسرف في القتل ان كان منصور” الاية 33 .

    هنا الله يبين ان الانسان ياخذ حقه بالسلطة التي اعطاها الله له وليس الدولة او الحكومة ولكن اذا فوض هذا الفرد سلطته الى حكومة منتخبة بارادة حرة لهذا الغرض فال مانع طالما هنا قوانين واجراءات تحقق تطبيق هذه السلطة.

    اذن الاخوان خارج الاسلام وهم خوارج لانهم خرجوا على الله وفقا لم ذكرنا في هذه الاية الكريمة .

  5. كما ان السنوسي يجرئء العدالة نجد ان البرقاوي يقوم بنفس الشيء و لكن في الاتجاه المضاد و المحصلة ان الطيور على اشكالها تقع

  6. (لم يسمع السنوسي بضحايا محارق ارفور التي اشعلها حزبه نكاية في الإنقاذ) .يازول انت لسع مع دعاية جهاز الامن بان حرب دارفور هي صنيعة المؤتمر الشعبي يعني الشهيد خليل وعبد الواحد ومناوي وكل القيادات ديل مؤتمر شعبي وللامانة مافي حزب وقف مع قضية دارفور غير المؤتمر الشعبي .شايف يابرقاوي ناس دارفور ما اتمردوا الا ضد عقليتكم دي البيفتكرو ناس دارفور ديل اغبياء.

  7. لم يكن القضاء المصري غير عادل عقبالنا واحد ولدته امه السودانيه حواء
    ووطن غيور تخليه يكنس الحشرات لعنة الله فيكم يا ما اسر فقدت اعزائها يا م بنات شباب دفنوا والسجون كتير ديل بقوا اليوم فى رحمه ما أظن من يبيع وطنه دى جرائمه كانت ستدمر الشرق لو نجحوا

  8. السنوسى ود عمك يابرقاوى يعنى انت بتفخر بقبيلتك حتى تختم بها اسمك والسنوسى كمان وكلكم من ابتلاءات الله

  9. السيسي – جزاه الله كل خير- خلص مصر والعالم الاسلامي من كوارث لا يستطيع مثلكم تفهمها. فانتم ومن شايعكم تمثلون الشيطان، كفانا الله شركم ببركة الشهر الكريم. الي الأمام يا سيسي وجماك الله.

  10. حقا يا برقاوي ، مقال أهنئك عليه ، وأنت كاتب ومؤرخ عظيم. وقد سعدت كثيرا بهذا المقال ، وأنت تشرح جسد هذا المنافق اللئيم ، وتظهر للعلن ، كل العفن والقيح المتأصل في هذا المسخ. أثابك الله وجعلك الله في مقام الاوفياء وابناء الوطن المصلحين المنتصرين.

  11. صحيح ان كيزان السودان سفاحين ولايشك احد فى ذلك….لكن السيسى برضو سفاح وسفاح كبير وفرعون…ان الحرب فى مصر حاليا ليست بين الاخوان والسيسى… الحرب بين القوى الدمقراطية والسيسى…البرادعى…ايمن نور…6 ابريل…كفاية…وجميع القوى الدمقراطية…ومن يقف مع السيسى حاليا؟ حزب النور…السلفيين…هل هؤلاء حمائم رحمة؟

  12. قبل ايام استمعت لحوار مع السنوسي وصلت فيها لقناعة ان اختفاء (الراي الاخر) يؤدي لتخلف فكري مريع .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..